أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت اقتربت فيه تعداد الإصابات بفيروس كورونا في سوريا من حاجز الألف إصابة، كشفت تقارير إعلامية روسية عن أرقام “مفزعة” جديدة؛ بعد بيان مركز دراسات الأوبئة التابع لوزارة الصحة الألمانية، للإصابات بالفيروس في البلاد، التي تشهد صراعات عسكرية مستمرة وعقوبات اقتصادية وانهيار شبه تام بالمنظومة الصحية.
“أنقذوا الشعب السوري”
ووسط اتهامات مستمرة للحكومة السورية بالتستر على الأعداد الحقيقية للمصابين بكورونا في البلاد، نشر موقع “روسيا اليوم” مقالة بعنوان “أنقذوا الشعب السوري”، حيث أشارت فيه بأن أعداد الإصابات بالعدوى في سوريا تجاوزت المليون إصابة. وذلك في حصيلة جديدة لا تتوافق مع الحصيلة الرسمية الحكومية.
وفي مقالة له على موقع القناة الروسية، قال الكاتب والمحلل السياسي “رامي الشاعر” أن عدد المصابين بالفيروس تجاوز مليون شخص، مشيراً إلى أنه “يبدو وباء كورونا حاليا في ذروة تفشّيه على كافة الأراضي السورية، وأعداد الإصابات تربو على المليون إصابة، والوفيات بالمئات”، مشدداً على أنه لا يبالغ بوصفه للوضع بأنه “كارثي”، وقال إن قبل كتابته للمقال بيوم واحد توفي 650 مواطناً بالفيروس.
أرقام ألمانية أرعبت السوريين
وسبق أن نشر مركز دراسات الأوبئة التابع لوزارة الصحة الألمانية، بأن أعداد الإصابات بالفيروس في سوريا، تجاوز مليونين ونصف المليون مصاب، وإذا لم يتم تدارك الأمر فسنشهد كارثة إنسانية كبيرة.
بدوره المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان له إحصائية أخرى تقل بكثير مما تم الإعلان عنه من مصادر روسية وألمانية، حيث أفاد المرصد في أحدث إحصائية له المستمدة من “مصادر طبية موثوقة”، بإن أعداد المصابين بالفيروس بلغت نحو 4250 إصابة مؤكدة، تعافى منها 520 بينما توفي 392 شخص.
الأرقام المعلن عنها رسمياً
وفي السياق أعلنت الحكومة السورية عن إصابة 999 شخصاً بالمرض، بينما قالت الإدارة الذاتية أن 54 إصابة سجل في المناطق التابعة لها في الشمال الشرقي من البلاد، فيما قالت المعارضة بأن 40 إصابة بالعدوى كشفت في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما يجعل الأعداد الرسمية المعلن عنها على كامل الأراضي السورية تصل لـ 1093 إصابة.
ووفقاً لجدول الإصابات الذي تحدّثه الوزارة بشكل يومي، فإن الفيروس ينتشر في 10 محافظات سورية في مقدمتها دمشق ب276 إصابة، تليها محافظة ريف دمشق ب65 إصابة، فيما تأتي محافظة حلب في المرتبة الثالثة ب32 إصابة تليها اللاذقية والسويداء.
أول إصابة بكورونا في “مخيم الهول”
ولعل أخطر ما حصل في البلاد حول انتشار فيروس كورونا، إعلان الإدارة الذاتية ظهور أول حالة إصابة بالفيروس في مخيم “الهول” بريف محافظة الحسكة، والذي يضم أكثر من 70 ألف شخص معظمهم عائلات لتنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً للسلطات المحلية التي سارعت لإغلاق أبواب المخيم، في ظل عدم تقديم أي مساعدة دولية لها لاحتواء انتشار الوباء فيه.
الأمم المتحدة قلقة “فقط”
وكما جرت العادة، فإن الأمم المتحدة تعبر عن قلقها فقط إزاء انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء سوريا، وخاصة في المناطق التي تحوي نازحين، دون القيام بأي خطوة من شأنها تخفيف آثار الفيروس الذي ينذر بتفجر الأوضاع وزيادة الوضع الوبائي تأزماً.
كما أشارت المنظمة الأممية في تقرير سابق لها بأن سوريا بحاجة إلى ما يقارب الـ400 مليون دولار لمواجهة وباء كورونا، وأبدت قلقها وخشيتها من تفجر الإصابات وعدم إمكانية السيطرة على الوضع.
ويرى متابعون للشأن السوري أنه بمواصلة العقوبات الغربية على البلاد، فإن أي جهة لن تجرؤ على تقديم أي مساعدة مالية أو لوجستية إلى سوريا، حتى المنظمة الأممية، كونها تخشى من أن تطالها العقوبات، بينما أن سياسة الكتم من قبل الحكومة تزيد الأوضاع سوءً، مشيرين إلى أن السوريين كما في السابق، فقد تخلى العالم عنهم مجدداً لمواجهة مصيرهم بأنفسهم.
إعداد: ربى نجار