أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “مسد” رياض درار، إن الاتفاق التركي الأمريكي بخصوص شمال سوريا هو ” آلية أمنية مستدامة، سيتم إنشاؤها على مراحل، وهدفها منع التدخل في مناطق شمال وشرق الفرات”. مشيراً إلى أنهم “منفتحون على الحوار مع دمشق، من أجل الوصول إلى تفاهمات حول الحل السياسي”. وأوضح أن “المطالبة بحقوق فوق دستورية لكي لا يكون هناك تنازل عن المبادئ الأساسية إذا تغير شكل النظام”.
وأجرت شبكة أوغاريت بوست حواراً مفصلاً مع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار، حول الاتفاق التركي الأمريكية بخصوص إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا. وقال رياض درار “الدوريات التي سوف تنطلق بين قوات التحالف والأتراك لن يكون لهم (الأتراك) وجود على الأرض السورية”، وفيما يلي نص الحوار:
1- أنتم الواجهة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، واتفاق المنطقة الآمنة جرى بين تركيا والولايات المتحدة وبشكل غير مباشر “قسد”، ماذا تستطيع أن تخبرنا عن الاتفاق، ولماذا لا يتم الافصاح بشكل كامل عن مضمون الاتفاق ؟
هي آلية أمنية مستدامة، سيتم إنشاؤها على مراحل مهما أسماها الأتراك لن تأخذ أكثر من اجراءات أمنية، ليست منطقة آمنة، ولا يكون لها الاسم الذي يطلقونه هم عليها. قد يتم الحديث عنها وتطوير شكلها ونسبة التدخل فيها عبر مركز عمليات للتنسيق والإدارة، ومواصلة التخطيط والتنفيذ.
هي تهدف إلى معالجة المخاوف الأمنية لتركيا والتي تسبب عادة التهديدات التي تمنعنا من الاستقرار في المنطقة، ومن مواجهة الاستحقاقات الموجودة، وخاصة مطاردة تنظيم داعش.
هذه الآلية يمكن أن يكون هناك خوض في تفاصيلها، لكن أقرب شيء المسار الذي بدأ في منبج، وهو منع التدخل في مناطق شمال وشرق الفرات وأيضاً إشغال التركي عن هذا الاستمرار في التهديد حتى تنتهي المهمة التي نقوم بها في شرق الفرات، إضافة إلى استحقاقات الحل السوري الذي نرجو أن نكون طرفاً فيه.
2- أنتم تصفون الوجود التركي في سوريا بـ “الاحتلال”، واليوم يبدو أنه سيكون هناك وجود تركي بموافقتكم، ألا يعتبر هذا تناقضاً ؟
ما زلنا نطلق على الوجود التركي في سوريا أنه احتلال، هو احتلال في عفرين وجرابلس والباب، في إدلب وربما وجود نقاط المراقبة هو اتفاق مع النظام السوري ومع روسيا. بالنسبة لنا في هذا الاتفاق الجديد في الشمال الشرقي، أعتقد أننا لم نصل معه إلى اتفاق وجود على الأرض، وبالتالي لا نسميه احتلال، هي اجراءات أمنية وهذه الاجراءات الأمنية لا يكون للتركي قدم فيها أبداً.
الدوريات التي سوف تنطلق بين قوات التحالف والأتراك لن يكون لهم وجود فيها على الأرض السورية، وبالتالي هناك احتلال وهنا لا نسميها احتلال وإنما إجراءات أمنية.
3- كيف يمكن أن يؤثر اتفاق المنطقة الآمنة على تطورات الأزمة السورية وخاصة الشمال السوري ؟
في الحقيقة لا يوجد أي أثر، لأننا ما زلنا منفتحون على الحوار مع دمشق، بدأنا الحوار في تموز وآب 2018، ويمكننا أن نفتح باب الحوار مرة أخرى من أجل الوصول إلى تفاهمات حول الحل السياسي في المنطقة وفي سوريا بكل مناطقها.
4-الاتفاق التركي الأمريكي بخصوص شمال سوريا، كيف يمكن أن يؤثر على التفاهمات التركية الروسية بخصوص إدلب ؟
أعتقد أن جواب هذا السؤال ليس موجوداً عندنا، لأن ما يجري بين تركيا وأمريكا وتركيا وروسيا هو جزء من الصراع الأمريكي الروسي على من يكسب تركيا إلى جانبه. وبالتالي فقد لاحظنا أن روسيا تقايض الأرض السورية من أجل أن تكسب تركيا إلى جانبها. حتى الآن الجانب الأمريكي لم يفعل ذلك، في منبج لم يتنازل، وهو اليوم في الآلية الأمنية لا يوجد هناك أي شكل من أشكال المقايضة على الأرض، إنما هناك حدود للعلاقة بين الطرفين، يمكن أن تمنع تركيا الانجراف وراء الحل الروسي لأنها ستخسر كثيراً في المقابل.
5- بالنهاية مناطق سيطرتكم جزء من سوريا، لماذا لا تتفقون مع الحكومة السورية بخصوص صيغة معينة في شمال سوريا ؟
هذه المناطق التي أصبحت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الحقيقة، تم ذلك بعد تحرير هذه المناطق، من داعش التي انسحب أمامها النظام السوري حين تخلى عن الأرض، وخرج من مناطق وخاصة في الرقة، وأصبحت الرقة عاصمة لداعش.
أبناء المنطقة بدءاً من مقاومة كوباني، ثم انطلاقاً إلى تحرير تل أبيض ومنبج ثم الطبقة والرقة والآن شرق دير الزور، أعتقد هذه الاعمال قامت بها بالتوافق والتشارك مع قوات التحالف الدولي، ولم يكن للنظام أي دور فيها.
ومع ذلك من أجل الحل السوري فنحن نؤكد دائماً على ضرورة فتح الباب لحوار جاد وحقيقي لنتفق على كيفية العمل كسوريين في المناطق كلها من الشرق والغرب والشمال والجنوب، حتى يكون هناك استقرار في سوريا على أساس الحال السياسي.
6- عادة ما يتحدث الأكراد عن حقوق فوق دستورية، ماذا يعني ذلك وما هي متطلباتكم في سوريا الجديدة ؟
في الحقيقة الحديث عن حقوق فوق دستورية هو حديث السوريين دائماً، حتى لا يكون هناك تنازل – فيما لو تغير شكل النظام – عن هذه المبادئ الأساسية، وهي مبادئ حاكمة تجعل النظام الدستوري لا يتغير بتغير الأنظمة.
وليس هذا مطلب للأكراد. إلا أن الكرد يطلبون أن يكون للمكونات اعترافاً دستورياً لأن مفهوم المواطنة غامض، ومفهوم المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والاعتراف الثقافي لم يكن موجوداً، وبالتالي فإن هذا الاعتراف الدستوري يمنع التلاعب فيما بعد في شكل الإدارات وفي شكل المعاملة.
هذا شيء أعتقد هو حق، وهو من ضمن حقوق الانسان المطلوب أن يتفهمها النظام السوري.
7- كانت هناك أنباء عن إعادة هيكلة هيئة التفاوض السورية وضم ممثلي من مجلس سوريا الديمقراطية وحزب سوريا المستقبل إليها، ما الجديد في هذا الخصوص ؟
في الحقيقة لم يكن هناك أي حوار معنا في ذلك، هي أخبار إعلامية، نحن لم نفكر بها كثيراً، لو حصلت فسوف نشارك فيها وبشروطنا. نحن الآن لا نقبل المشاركة مع هيئة التفاوض بالطريقة التي هم عليها، وهم لا يشكلون لا ثقل ولا امكانيات حقيقة على الأرض أو في الوجود السياسي.
سنشارك فيها وفق آليات جديدة مختلفة تماماً، ومن خلال هذه المشاركة يمكننا أن نشارك في الحل السياسي وفق متطلباته التي وضعت في جنيف وفي القرارات الدولية.
حوار: بهاء عبد الرحمن