دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

روسيا وإيران والاتحاد الأوروبي يقفون بوجه تركيا بشأن خططها لشن عملية عسكرية جديدة في سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع الترويج التركي لعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا بذريعة “حماية المدنيين”، يبدو أنه ليست روسيا فقط من تقف ضد النوايا التركية، بل انضمت إليها إيران أيضاً، والتي استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة ونوعية لمحاور التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة في ريف حلب.

“تل رفعت” تشعل الصراع بين روسيا وإيران مع تركيا

الحديث التركي يدور عن امكانية أن تكون العملية العسكرية الجديدة في مدينة تل رفعت، حيث تعتبر أنقرة أن كل الهجمات مصدرها هذه المدينة، على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت أن لا وجود لها في تلك المناطق، وانها انسحبت لـ 30 كم، وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين روسيا والولايات المتحدة مع الجانب التركي في تشرين الاول/أكتوبر 2019، وشددت على أن تركيا “تخلق الذرائع” لتنفيذ المزيد من الهجمات في سوريا.

وخلال الأيام الماضية ومع الحديث التركي عن “تل رفعت”، توجهت أرتال عسكرية للقوات الإيرانية وقوات الحكومة السورية إلى المدينة وريفها، حيث ضمت العشرات من الآليات الثقيلة والدبابات والجنود.

إضافة لتعزيزات عسكرية أخرى لقوات الحكومة وصلت إلى مطار منغ العسكري التي تتشارك السيطرة عليه قوات الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية، وضمت التعزيزات عناصر من “الفرقة الرابعة”، مع أوامر عسكرية برفع الجاهزية القتالية بعد التهديدات التركية بشن عمل عسكري في تلك المناطق.

تل رفعت مهمة للإيرانيين .. وسبحاني يطالب أنقرة بالانسحاب من سوريا

وتعتبر مدينة تل رفعت استراتيجية وهامة لإيران في الدرجة الاولى، كونها لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن بلدتي النبل والزهراء، وفي حال سقطوها فإن البلدتين ستصبحان في خطر، كما أن تركيا والمعارضة السورية ستقتربان من مدينة حلب كثيراً، ومن الممكن أن تدخل المدينة في البازارات السياسية لأطراف الصراع في سوريا مستقبلاً.

السفير الإيراني لدى سوريا، مهدي سبحاني، وخلال تصريحات إعلامية، وجه كلاماً شديد اللهجة للجانب التركي وعبر عن رفض طهران لأي عملية عسكرية جديدة في سوريا، حيث قال بأنّ “إيران لا تتفق مع تركيا بشأن سياساتها تجاه سوريا، ولا سيما الوجود غير الشرعي”، مشدداً على أنّه يجب لتركيا الانسحاب من سوريا، وطالبتها بالالتزام بتعهداتها بشأن إدلب وطريق الـ إم 4، وأن تسمح لسوريا بالعيش بسلام.

الدفاع التركية: روسيا وإيران تقفان لجانب قسد في تل رفعت

الموقف الروسي والإيراني الجديد، دفع وزارة الدفاع التركية للقول أن “إيران وروسيا تقفان لجانب قوات سوريا الديمقراطية في مدينة تل رفعت وهذا شيء غير مقبول بالنسبة لتركيا”، وأشارت أن روسيا وإيران تهددان بعمليات عسكرية تجاه منطقتي “غصن الزيتون ودرعا الفرات”، وطالبت أنقرة بعقد لقاء ثلاثي حول سوريا.

ووصفت تقارير إعلامية سابقة الرد الروسي على التهديدات التركية بقصف مناطق تقع تحت سيطرة “الجيش الوطني” بريف حلب، بأنه مساندة لقوات سوريا الديمقراطية، كما ألقت الطائرات المروحية الروسية مناشير ورقية في تلك المناطق تتعهد من خلالها بطرد من وصفتهم “بالإرهابيين” منها.

أكار يفشل بإقناع الغرب بالعملية العسكرية المفترضة

وخلال تصريح للصحفيين بمقر البعثة الدائمة لتركيا لدى حلف شمال الأطلسي في بروكسل، عقب مشاركته في اجتماع وزراء دفاع الحلف خلال اليومين الماضيين، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن أنقرة ستفعل ما تراه مناسباً في سوريا في الوقت والزمان المناسبين، معتبراً أن تواجد قوات بلاده في سوريا “لحماية المدنيين”.

موقع “أحوال تركيا” علق على تصريحات أكار الأخيرة، وقال أن تصريحاته لا يمكنها أن تقنع الغرب بشن عملية عسكرية جديدة في سوريا، خاصة وأن تركيا متهمة “بالترويج للإرهاب” في المنطقة وساهمت في دعم الجهاديين سواء في سوريا أو ليبيا، وأشار الموقع التركي المعارض أن الغرب يطالب من تركيا إيقاف تدخلاتها في سوريا وغيرها من الدول.

وسبق أن وصفت “اللجنة الأوروبية” التواجد التركي في سوريا على أنه “احتلال”، مشيراً إلى أن أنقرة تمارس “التغيير الديمغرافي” ضمن مناطق سيطرتها بالتعاون مع فصائل مسلحة محلية. وهذا ما يعني أنه إلى جانب روسيا و إيران فإن الاتحاد الأوروبي أيضاً كشف عن موقفه من أي عملية عسكرية تركية جديدة في البلاد.

إعداد: ربى نجار