أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تتحرك روسيا أو تبدي أي موقف أو ردة فعل فيما حصل في منطقة ريف حلب الشمالي خلال الأيام الماضية، وتحديداً منطقتي إعزاز وعفرين، حيث تقدمت فيها “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” وفصائل سورية متحالفة معها على حساب “الفيلق الثالث” في “الجيش الوطني”، في وقت الحديث عن أن منطقتي “درع الفرات” و “غصن الزيتون” ستصبحات تحت إدارة عسكرية وسياسية واحدة تسيطر عليها “تحرير الشام”.
روسيا تضرب فصائل قاتلت “تحرير الشام”
وكان لافتاً للكثيرين الاستهداف الجوي الروسي الذي طال مقرات عسكرية لفصائل معارضة موالية لتركيا، كانت من بين من قاتلت “تحرير الشام” في عفرين، ولماذا جاء هذا الاستهداف بعد أيام من الصمت؛ وهو ما فسره الكثيرون أنه رضا روسي أيضاً عن تحول هذه المناطق لسيطرة “تحرير الشام” بدلاً من فصائل “الجيش الوطني”، وأشار آخرون أن ما يجري هو ضمن “اتفاقات مسار آستانا”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أكثر من 11 عنصراً من فصيل “صقور الشمال” قتلوا واصيبوا بجراح متفاوتة نتيجة غارات جوية لمقاتلات حربية روسية شنت صباح الأحد، استهدفت خلالها أماكن بين قريتي قطمة وبافليون ضمن مناطق نفوذ “الجبهة الشامية” بناحية شران في ريف عفرين.
بدورها استهدفت قوات الحكومة السورية بعد القصف الروسي بساعات، محيط قرية قيبار بريف منطقة عفرين بقذائف صاروخية، لم تسفر عن أي أضرار.
حميميم: القصف جاء للتصدي للإرهابيين بعفرين وإعزاز
بدوره قال المركز الروسي “حميميم” في بيان له، أن نحو 100 “إرهابي” قتلوا واصيبوا جراء الغارات على الريف الحلبي، التي اعتبرها أنها جاءت بعد موجة الاشتباكات بين الفصائل والهيئة في منطقتي عفرين وإعزاز، وأنها المقاتلات الروسية نفذت هذه الغارات “من أجل التصدي للتنظيمات الإرهابية”.
وتأتي هذه التطورات في ظل الحديث عن تنفيذ بنود الاتفاق الذي توصلت إليه “تحرير الشام” مع “الفيلق الثالث” والحديث عن أن الأخيرة عادت إلى بعض مناطقها ومقراتها، في ظل استمرار رفض بعض القيادات العسكرية للاتفاق الأخير مع “تحرير الشام” وتجييشهم للشارع للخروج لتعطيل الاتفاق.
ما الرسائل الروسية من غاراتها الجوية ؟
وتشدد أوساط سياسية أن الغارات الجوية الروسية الأخيرة وقصف قوات الحكومة السورية الذي طال مناطق سيطرة فصائل “الجبهة الشامية” و “صقور الشمال” التي قاتلت “هيئة تحرير الشام” و الفصائل المتحالفة معها، هي رسائل لهذه الفصائل بذاتها، بأنه ما تم الاتفاق عليه بخصوص هذه المنطقة سيتم تطبيقه، وكل من يرفض سيقضى عليه.
ولفتت هذه الأوساط إلى الاجتماع الأخير الذي انعقد بين زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني، و القيادي في الفيلق الثالث “أبو ياسين” مع ممثل خاص من الحكومة التركية، حيث أبدت أنقرة رضاها التام على ما يحصل في عفرين وريفها، وأوصل المسؤول التركي رسائل بأن مناطق شمال حلب يجب أن تسيطر عليها “تحرير الشام” وأنه على الفصائل الانخراط ضمن صفوف الهيئة.
“جبهة عسكرية وسياسية موحدة تحت قيادة الجولاني”
ويرى الكثيرون بأن تركيا تحاول الآن توحيد فصائل المعارضة كلها مع بعضها البعض وانهاء حالة الفصائلية للحد من الخلافات والاقتتالات التي تحصل، ولتشكيل “جبهة عسكرية وسياسية” موحدة للتفاوض مع الحكومة السورية ولكن بزعامة أبو محمد الجولاني والهيئة؛ التي ستقوم تركيا بالعمل على إظهارهم بأنهم “المعارضة السورية المعتدلة” وأنها نفذت بنود آستانا، كما سيتم تقديم فصائل ككبش فداء والقول أنها من “المتطرفين” وتم القضاء عليهم.
على ماذا ستحصل روسيا ؟
المقابل الذي ستحصل عليه روسيا، التي كان أحد أهم بنود اتفاقها مع الأتراك “القضاء على تحرير الشام”، على ما يبدو استلام إدلب، وتكرار سيناريوهات الغوطة ودرعا وغيرها من مناطق “التسويات” وبالتالي انسحاب “تحرير الشام” إلى ريف حلب الشمالي، بحسب محللين، الذين أكدوا أن هذه الخطة كان يجب أن تنفذ منذ أشهر، إلا أن الرفض الروسي حال دون ذلك، بينما الآن روسيا مستعدة لقبول هذا في إطار تطبيع العلاقات مرة أخرى بين دمشق وأنقرة.
وتؤكد هذه الأوساط أنه حتى مع عودة الفصائل في “الجيش الوطني” إلى مقراتها ومواقعها العسكرية مع عودة عمل المؤسسات التابعة لها، إلا أن ذلك لا يلغي أن تلك المناطق أصبحت تابعة للهيئة “سياسياً وعسكرياً وأمنياً”، وأن تركيا تعتمد بشكل كامل على الهيئة في المرحلة المقبلة لا على فصائل المعارضة الموالية لها والمؤسسات التي تمثلهم.
إعداد: ربى نجار