دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

روسيا تستغل الصراعات بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا و إيران وإسرائيل لتوسيع نفوذها في سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تستغل روسيا تطورات الأوضاع الميدانية بالشمال السوري وبقية مناطق البلاد لتوسيع رقعة نفوذها على حساب الأطراف الأخرى، وذلك عبر استغلال التهديدات التركية للإدارة الذاتية بشن هجوم عسكري موسع من جهة، واستغلال الغارات الإسرائيلية التي تطال مواقع عسكرية إيرانية من جهة أخرى.

الوصول لآبار النفط .. حلم لايزال يراود موسكو

ولطالما كانت موسكو ترغب بالوصول إلى آبار النفط والغاز وتوسيع رقعة نفوذها في مناطق شمال شرق سوريا، والتي تعتبر “سلة سوريا الغذائية والنفطية”، والتي خرجت من سيطرة الحكومة بعد ترك الأخيرة لها في أوجه قوة الإرهاب الذي ضرب البلاد على شكل تنظيمات مثل داعش والنصرة وغيرها، إلا أن أبناء المنطقة استطاعوا عبر تنظيم أنفسهم وبناء مؤسسات مدينة وعسكرية من الحفاظ على مناطقهم خارج الصراع الدائر على السلطة على مدار 10 سنوات، وسبق أن اعترف الرئيس السوري بشار الأسد بأن أبناء الحسكة استطاعوا الحفاظ على مناطقهم بمواجهة الإرهاب خلال أحد خطاباته السابقة ووصفهم “بالأشاوس”.

ومع استعادة قوات الحكومة السورية للمناطق التي خرجت عن سيطرتها في 2011، بفضل اتفاقات وصفقات مع تركيا وإيران ضمن إطار “آستانا”، باتت أعين الروس تمتد نحو الشمال الشرقي، التي تعتبر أيضاً مركزاً للزارعة والمياه في سوريا، ولم تجد موسكو طرفاً غير تركيا لتقوم بدفعه لتتمكن من مد نفوذها للمنطقة، وهو ما حصل إبان “الغزو” التركي لشمال شرق سوريا في 2019، ودخول قوات الحكومة والشرطة العسكرية الروسية وفق تفاهم عسكري مع قسد.

استغلال التهديدات التركية لتوسيع النفوذ في شرق الفرات

ومع معاودة تركيا تهديداتها تحاول روسيا مجدداً استغلال ذلك لتوسيع رقعة نفوذها، وهذا ما حذر منه التحالف الدولي، أن روسيا هي من تروج للعملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا.

وتفاوض روسيا الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، بأن يكون التواجد العسكري للجيش السوري في المنطقة أكبر، حتى يتم قطع الطريق أمام أي اجتياح تركي جديد، إلا أن قسد ومسد والإدارة الذاتية رفضوا العديد من الاقتراحات التي شبهوها “بالتسويات” التي جرت في مدن الجنوب.

مطلب روسي بإدخال آلاف العناصر للجيش إلى “كوباني”

واستغلت روسيا بشكل كبير التهديدات التركية لتمديد نفوذها إلى مدن رئيسية في المنطقة، كمدينة القامشلي التي أصبح مطارها الدولي قاعدة عسكرية روسية، إضافة لاعتبار المدن الممتدة من تل تمر إلى منبج من مناطق نفوذها، ويُخشى من أن تقوم روسيا بأي صفقة مع تركيا للسيطرة على أي منطقة في “خفض التصعيد” مقابل السماح لتركيا باجتياح منطقة للإدارة الذاتية.

ويلتقي مسؤولين في الإدارة الذاتية ومسد مع وزير الخارجية الروسي لافروف و مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانون، لبحث “التسوية السورية”، وإمكانية إدخال آلاف العناصر الحكومية إلى مدينة عين العرب “كوباني” تحت حجة انقاذها من أي هجوم تركي.

استغلال روسي للغارات الإسرائيلية لمد نفوذها “للمناطق الإيرانية”

أمام فيما يخص التواجد العسكري الإيراني، فكثيراً ما قامت روسيا بالاستيلاء والدخول على مناطق كانت تخضع لسيطرة القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها، وكان آخرها مطار “التيفور” العسكري، بحجة أنه يتعرض للغارات الجوية الإسرائيلية، وسط الحديث عن أن القوات الإيرانية بدأت بالانسحاب من المطار.

وفي التفاصيل، كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” عن “تفاهم روسي إيراني” يفضي إلى إخلاء مطار التيفور بعد سجالات طويلة امتدت لأشهر، وأشارت الصحيفة أن موسكو نجحت بإقناع الإيرانيين بالانسحاب بعد أن تعرض المطار لعمليات استهداف كثيرة من الطائرات الإسرائيلية.

ولفتت الصحيفة إلى “معطيات” عن قيام الحرس الثوري الإيراني بسحب معدات ثقيلة استعداداً لإخلاء المطار، واعتبرت الصحيفة أن موسكو استفادت من الغارات الإسرائيلية المتواصلة على المطار عليه من أجل حمل القوات الإيرانية على الانسحاب منه.

وكان لافتاً أن الأنباء عن بدء إخلاء المطار تزامنت مع زيارة قام بها إلى طهران وفد روسي ضم المبعوث الرئاسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين وعدداً من المسؤولين العسكريين في وزارة الدفاع.

من قلب دمشق .. روسيا “لا يمكن الرد على الغارات الإسرائيلية”

ولمح لافرنتييف من قلب العاصمة دمشق، إلى أن موسكو لا تستطيع أن تردع إسرائيل عن ضرب إيران في سوريا، كون ذلك قد يؤدي إلى حرب شاملة، وأشار إلى رفض موسكو لمبدأ الرد العسكري على الغارات الإسرائيلية.

هذا الحديث اعتبرته أوساط سياسية على أنه “تحذير روسي مبطن” لإيران بأنها لن تكون بمأمن من الضربات الإسرائيلية وعلى طهران أن تنصاع للمطالب الروسية للحد من الضربات الإسرائيلية عليها.

واعتبرت أوساط سياسية أخرى، أن موسكو استفادت كثيراً من الصراعات المستمرة في سوريا لتوسيع رقعة نفوذها جنوباً وشمالاً، وهي ترغب في أن تكون الوحيدة المتحكمة بالموارد والقرار السوري دون أن يشاركها أي أحد بذلك.

إعداد: علي إبراهيم