قالت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إن تركيا حذرت روسيا مسبقا قبل التحرك لمنع الطائرات الروسية من التحليق إلى سوريا فوق أراضيها.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زخاروفا إن تركيا طلبت من روسيا منذ أكثر من شهر عدم إرسال طائرات متجهة إلى سوريا فوق أراضيها.
وأضافت أن “أسباب ذلك كانت واضحة لنا والجانب الروسي لا يستخدم هذا الطريق”.
وأدلت زاخاروفا بهذه التصريحات في إفادة صحفية ردا على سؤال حول إعلان تركيا نهاية الأسبوع أنها أوقفت الرحلات الجوية الروسية التي تمر فوق تركيا منذ بداية هذا الشهر.
وتأتي تصريحاتها في أعقاب تصريح لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي قال خلال عطلة نهاية الأسبوع إنه طلب من موسكو التوقف عن استخدام المجال الجوي خلال زيارة هناك في آذار، وأن موسكو وافقت على الطلب التركي.
ودعمت روسيا وتركيا الطرفين المتعارضين في الحرب الأهلية في سوريا، حيث انضمت موسكو إلى الجهود مع طهران لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد، ودعمت تركيا المعارضة.
على الرغم من الاختلافات الحادة، عملت موسكو وأنقرة معًا للتفاوض بشأن سلسلة من وقف إطلاق النار في شمال سوريا.
استخدمت روسيا طريقا مختصرا عبر المجال الجوي التركي لإرسال طائرات حربية إلى قاعدتها في سوريا حيث تم نشرها منذ عام 2015 وتنقل طائرات شحن محملة بإمدادات للقوات المتمركزة هناك.
سيجبر الحظر التركي الآن الطائرات الروسية على اتخاذ مسار أطول عبر إيران والعراق، مما يجبرها على أخذ المزيد من الوقود وتقليل الحمولة. استخدمت الطائرات الروسية هذا المسار بالفعل خلال فترة توترات شديدة مع تركيا أثارها إسقاط مقاتلات تركية لطائرة حربية روسية عام 2015 على الحدود مع سوريا.
خفت حدة التوترات في وقت لاحق بعد أن أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلسلة من المحادثات للتفاوض على حلول وسط بشأن سوريا وقضايا أخرى.
ولم يتضح ما إذا كان الحظر التركي الأخير على الرحلات الجوية الروسية إلى سوريا يهدف إلى عرقلة النقل المحتمل للمقاتلين السوريين إلى أوكرانيا. قال مسؤولون روس إن بعض السوريين تطوعوا للانضمام إلى القوات الروسية في أوكرانيا.
وقال بعض المراقبين إن الخطوة التركية تعكس ضعف المواقف الروسية حيث تعثرت قواتها في العمل العسكري في أوكرانيا.
وتحاول تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي تحقيق التوازن في علاقاتها الوثيقة مع موسكو وكييف ووضعت نفسها كوسيط بين البلدين، حيث استضافت جولة من المحادثات الشهر الماضي بين المفاوضين الروس والأوكرانيين. لم تنضم إلى العقوبات الدولية ضد روسيا، لكنها أغلقت المضائق عند مدخل البحر الأسود أمام بعض السفن الحربية الروسية.
المصدر: وكالة الاسوشيتد برس
ترجمة: أوغاريت بوست