أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أصدر رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري بياناً بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات ضد الحكومة وبدء الإضراب عام في السويداء ومناطق أخرى في سوريا، أكد فيه أنه من حق الشعب أن يطالب بالعيش الكريم، وحان الوقت لقمع مسببي المحن التي طالت لقمة عيش السوريين.
وخاطب الهجري المحتجين في كافة أنحاء سوريا قائلاً: إن الشعب السوري يمر بمحنة تلو الأخرى، إلا أن “الصمت لا يعني الرضا، فقد طالت التصرفات والإجراءات لقمة العيش، فآن الأوان لقمع مسببي هذه الفتن والمحن ومصدّري القرارات الجائرة المجحفة الهدّامة، ونقتلع من أرضنا كل غريب وكل مسيء، وكل حارق مارق قبل أن يسرق أموالنا من موقعه..”.
وذكر الهجري في البيان أن أبناء الشعب الصامد بدل من تكريمهم أصبحوا يواجهون دواعش الداخل، وباتوا أمام غرباء استباحوا مقدرات وخيرات البلاد، كما وصل بهم الحرمان إلى لقمة الخبز ومن قطرات من الماء والمحروقات باختلاق أزمات، وسارت الخطط بمواجهة الشعب لا في مصلحته، مما زاد من معاناته وأوجاعه.
وأشار إلى أن الحكومة بدلاً من حمايتها لأبناء الشعب والدفاع عنهم، صار يخوّنهم ويهددهم بلقمة العيش ويفتعل الفتن عندما يطالبون بحقوقهم.
وقال الهجري: “ما هكذا يعامل شعب من قبل حكومته، ولا هكذا تكون القرارات ولا التصرفات، والحجة حرب كونية، وأي حرب كونية وأنتم تدمّرون شعبكم وتحبسون مقدراته عنه، وتسقطون اقتصاده الوطني إلى الحضيض بقرارات بخسة، وتعاملات لا تهمها سوى الجباية القسرية وتدمير البنى التحتية، مما تسبب بهروب جماعي من كل المواطنين دون تمييز إلى الخارج، وتدمير للعلم وتخوين للشرفاء”.
وتساءل: “لمَ كل هذا الإذلال أيها المعنيون المؤتمنون على أبناء الوطن، إن لم تكن قراراتكم من قلوب وطنية بل من جهات أجنبية، نطالبكم بالعمل وفق إرادة الشعب ومصلحته، فحرام عليكم أن تستمر هذه المهازل”.
وأكد رئيس طائفة الموحدين الدروز أنه “لن يذلنا أحد ما حيينا، فالأصول راسخة متينة، والكرامة تغلب على الجوع، كنا ولا زلنا من موقع وطني مجيد ننصر الحق، لا ليستغله بعض ضعاف النفوس وينافقوا علينا، فما لنا على وطننا من فضل، ولكن لنا فيه حق، ولا نقبل أن يحرمنا منه أحد مهما كان موقعه”.
وخاطب الهجري الحكومة قائلاً: “قلنا ونعيد للمسؤولين والممثلين والجهات المعنية.. أن من كان عاجزاً عن القيام بواجبه تجاه أهله ووطنه واقتصاده، فليترك المكان، ولا يتخبط ولا يخرب الموقع الذي يحتله”.
وشدد أن من حق الأهالي أن يطالبوا بالعيش الكريم دون أن ترضى بالحد الأدنى، وأضاف: “من حق الناس أن تصرخ وتستغيث، وأن تتوقف عن عمل أصبح يجلب لهم الإذلال، ومن العيب أن نرى هذا التدمير ونبقى صامتين..”.
وطالب الهجري الحكومة بعدم قمع الاحتجاجات وحرف توجهاتها، محذراً من تكرار المسرحيات السابقة عندما حاول بعض المفسدين تبرئة أنفسهم وطمس الأدلة على فسادهم بتخوين المتظاهرين الشرفاء واتهامهم بحرق مبنى محافظة السويداء.
وحول التقصير وعجز الحكومة عن خدمة الشعب، قال الهجري: “على مستوى الأمن والأمان، أصبحنا نحن المكلفين بأن نحمي أنفسنا.. والجهات الأمنية غائبة ومغيبة عند ضرورة وجودها!… إلا لقمع الكلمة، ولتوجيه أزلامها العابثين وفق أوامرها ضد أهلهم”.
وأضاف: “الضابطة العدلية والقضائية مشغولة بالجباية.. الأطباء والمهندسون في الخارج، كان الشعب حقل تجارب للقاحات عشوائية آثارها تقتل الشباب، أصبح أبناؤنا أذلاء في الخارج بسبب ما يحصل في الداخل، عائلات تموت غرقاً أو في البراري بحثاً عن لقمة عيش، في سوابق ذلّ لم يعرفها الشعب السوري عبر التاريخ..”
وتابع: “تفشت المخدرات والممنوعات والرذائل في مهد الأديان، يتم تدمير العلم والمتعلمين والتنمر عليهم وتغيير المفاهيم.. إذلال للموظفين والعاملين والعمال لم يسبق له مثيل لا في العالم ولا عبر التاريخ..”.
وختم الهجري بيانه متسائلاً: “أين هي الدول الصديقة، أين هي الدول الضامنة؟”، مطالباً “بمحاسبة كل من حرم الشعب حقوقه، وكل من يدمّر بنيان مجتمعنا واقتصادنا ونهب ثرواتنا”.
ويأتي هذا البيان وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية في السويداء ومناطق متفرقة من سوريا، احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي وفي مناطق الحكومة