تكثر في الآونة الأخيرة، اتهامات الأكراد السوريين بالانفصالية وتدمير الدولة السورية. لكن سخف وخداع مثل هذه التأكيدات واضح.
فلقد صرح قادة الأكراد السوريين مرارا بأنهم ليسوا انفصاليين، ومستعدون دائما للحوار مع ممثلي السلطات السورية الحالية والمعارضة، حول مجموعة واسعة من المشاكل، بما في ذلك نظام الدولة المستقبلية في سوريا، لكن الانتظار لم يثمر.
الجميع، الرئيس السوري بشار الأسد، ومعارضوه، يتجاهلون حقيقة وجود شعب كردي متمايز داخل سوريا: لقد أكد القادة العرب، مرارا، على عدم فدرلة الدولة السورية أو تشكيل حكم ذاتي في إطارها، وأبعدوا الوفود الكردية عن عملية التفاوض في جنيف وأستانا. كما أن أنقرة وطهران مع الحفاظ على الدولة السورية موحدة، وكل منهما يرى في نظام دمشق الحاكم دمية في يده.
وفي موسكو، يحاولون اتهام الأكراد بإنشاء شبه دولة متخيلة في شمال شرق سوريا، على الرغم من أنه من المعروف جيدا متى وتحت أي ظروف فقدت حكومة الأسد السيطرة على هذه الأرض.
يتم إنشاء أشباه الدول في سوريا من قبل آيات الله الإيرانيين والقوات التركية. ففيلق شيعي أجنبي قوامه حوالي مائة ألف جندي تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني يسيطر عملياً على الجزء الخاضع للأسد من سوريا، والذي لا يزال معظم سكانه في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة (تركيا ولبنان والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية، إلخ)، وقد أصبح نصف أراضي سوريا، في الواقع، جيبا شيعيا تابعا لإيران. هذا يسبب قلقا متزايدا لدى الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا والمملكة العربية السعودية.
إن انسحاب جميع الوحدات العسكرية الأجنبية من سوريا وإحلال قوات حفظ سلام تحت رعاية الأمم المتحدة محلها، إذا لزم الأمر، يمكن أن يوقف الحرب الأهلية في هذا البلد ويخلق ظروفاً لإحياء الدولة السورية داخل الحدود السابقة أو التعايش السلمي بين السوريين في الجيوب القائمة عمليا للجماعات الرئيسية للسكان (العرب السنة، العرب العلويون، الأكراد). حدثت سوابق مماثلة في تاريخ البلد. فعلى سبيل المثال، في الأعوام 1923-1936، كانت هناك دولة علوية على أراضي الجمهورية العربية السورية الحالية وكانت عاصمتها اللاذقية.
ستانيسلاف إيفانوف – صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا