دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

دون أي مراعاة لما تعيشه سوريا.. لبنان وتركيا يواصلان إعادة السوريين تحت مسمى “العودة الطوعية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تشدد الجهات الدولية والأممية على الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين بعدم ترحيلهم لبلادهم التي تعاني من عودة للتصعيد العسكري  الفلتان الأمني ونشاط التنظيمات الإرهابية، وخوفاً من أن يتعرض المرحلون، خاصة لمناطق سيطرة الحكومة السورية للاعتقال  والاضطهاد وحتى القتل  إلا إن هذه الدول وعلى رأسها تركيا  لبنان يواصلان ترحيل السوريين دون أي مراعاة لما ستشكله عملية الترحيل هذه تحت مسمى “العودة الطوعية” من خطورة على حياتهم.

 

“قافلتين تضمان 460 لاجئاً سورياً” أعيدوا للبلاد

 

وبعد يومين من تنفيذ الجيش اللبناني لحملة مداهمة واعتقالات بحق لاجئين سوريين في إحدى المخيمات في البلاد، أعادت السلطات اللبنانية، الثلاثاء، مئات السوريين عبر تسيير رحلات العودة للاجئين، حيث نظمت المديرية العامة للأمن العام رحلتين تشمل ما يقارب 460 لاجئاً لترحيلهم إلى ريف مدينة حمص و قرى القلمون في سوريا.

 

وأكدت التقارير الإعلامية بأن ممثلون عن المفوضية العليا للنازحين ومخابرات الجيش اللبناني أشرفوا على عملية العودة التي جاءت تحت مسمى “العودة الطوعية”، كما أن جهاز الأمن العام أيضاً كان من بين المشرفين على هذه العملية التي استهدفت لاجئين سوريين مسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين.

 

“العودة الطوعية” جاءت بالتنسيق مع دمشق

 

وجاءت عودة هذه الدفعة من اللاجئين، بالتنسيق مع الحكومة السورية، حيث خصص معبران لعودة اللاجئين وهما معبر جلسة الحدودي في بلدة القاع باتجاه حمص وريفها، ومعبر وادي حميد الزمراني في عرسال باتجاه القلمون، وأكدت مصادر إلى عودة مجموعة صغيرة من السوريين فور وصولهم إلى البلاد إلى الأراضي اللبنانية عبر دفع مبالغ مالية كبيرة لمهربين، فيما لم يستطع القسم الأكبر من المرحلين القيام بذلك، في ظل عدم توافر معلومات عنهم بعد.

 

وانتهت المهلة التي حددها أهالي بعض المناطق اللبنانية للاجئين السوريين لمغادرتها، الجمعة الماضي، تحت التهديد والوعيد لما ستؤول إليه الأمور من عنف وتفلّت أمني.

 

ياتي ذلك في وقت تتواصل عمليات الترحيل القسرية بحق اللاجئين السوريين في لبنان في ظل استمرار الحملات العنصرية والانتهاكات الجسيمة التي تجري بتحريض من قبل بعض السياسيين اللبنانيين ضد السوريين والتي تزايدت في الآونة الأخيرة خاصة بعد مقتل المسؤول في “حزب القوات اللبنانية” باسكال سليمان على يد عصابة قال الجيش اللبناني أنهم من الجنسية السورية.

 

“رايس ووتش انتقدت ترحيل لبنان للسوريين”

 

وكانت منظمة “هيومن رايس ووتش” أصدرت تقريراً قبل أسابيع، سلطت الضوء فيه على أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، وقالت المنظمة في تقريرها، إن السُلطات اللبنانية احتجزت سوريين تعسفياً وعذبتهم وأعادتهم قسراً إلى سوريا خلال الأشهر الأخيرة، بينهم نشطاء في المعارضة ومنشقون عن الجيش.

ودعت المنظمة الدولية، الحكومات التي تقدم التمويل للجيش اللبناني والأمن العام بالضغط لإنهاء عمليات الترحيل غير القانونية وباقي الانتهاكات لحقوق السوريين.

 

“تركيا تواصل إعادة السوريين قسراً للشمال”

 

أما في تركيا، تواصل السلطات المحلية عمليات الترحيل للاجئين السوريين من اراضيها تحت مسمى “العودة الطوعية” وبعد إجبار المرحلين على توقيع استمارات “العودة الطوعية”، حيث يتم الترحيل إلى مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة في “الجيش الوطني” إضافة إلى مناطق نفوذ “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، على الرغم مما تعانيه هذه المناطق من حالة فلتان أمني وفوضى واقتتالات بين الفصائل المعارضة، ناهيك عن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المزرية التي تعيشها هذه المناطق، التي تشهد أيضاً تصعيداً من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا وإيران.

 

وذكرت تقارير إعلامية محلية، بأن السلطات التركية رحلت في وقتٍ متأخر من مساء الاثنين، نحو 450 لاجئاً سورياً قسراً عبر معبر باب السلامة شمال حلب، الخاضع لسيطرة الفصائل الموالية لأنقرة، وتم تسليمهم إليهم عند دوار سجو، بينما قامت الفصائل باعتقال العديد من المرحلين قسراً واقتيادهم للمراكز الأمنية لإجبار ذويهم على دفع فدية مالية لقاء إطلاق سراحهم، وهي حالة سبق وأم تكررت في الآونة الأخيرة.

 

وتعمل السلطات التركية على إنشاء ما تسميها “منطقة آمنة” ضمن مناطق نفوذها في الشمال السوري، والتي تفتقد لأدنى مقومات الأمان والحياة الكريمة في ظل ما تعيشه من حالة من الفوضى والفلتان الأمني، وباعتراف المنظمات والجهات الدولية والأممية، التي طالبت تركيا مراراً بعدم ترحيل السوريين في ظل ما تشهده البلاد، كما يتم إسكان المرحلين في منازل المهجرين قسراً بفعل العمليات العسكرية التركية وممارسان الفصائل بحق السكان الأصليين، إضافة إلى بناء قرى سكنية (مستوطنات) وفق إطلاق السكان المحليين التسمية عليها من قبل منظمات تابعة “للإخوان المسلمين” وبأمواب منظمات عربية تعمل تحت ستار الإنسانية.

 

إعداد: رشا إسماعيل