دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

دمشق تتحول إلى عاصمة مأجورة 

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ضرائب وسياسات حكومية قائمة على إجبار المواطن على دفع النقود أينما وكيفما تحرك على الرغم من الأوضاع المعيشية بالغة الصعوبة التي يعيشها القاطنون في مناطق سيطرة الحكومة، ولعل مواقف السيارات المأجورة كانت أخر القرارات والقوانين التي دفعت الكثيرون إلى إطلاق تسمية العاصمة المأجورة على محافظة دمشق.

تضييق مستمر

التضييق الموجود أصلا بدأ على مالكي السيارات في دمشق، وذلك بعد إطلاق خدمة المواقف المأجورة من قبل المحافظة، والتي أعلنت عن تجهيز 1000 موقف من أصل 3500، أي بما يشمل شوارع دمشق جميعها وبحسب التعرفة التي أعلنتها المحافظة، فإن أجرة وقوف السيارة في الساعة الواحدة تبلغ 500 ليرة سورية، من الساعة الـ 7 صباحاً حتى الساعة الـ 9 ليلاً، أي أن السيارة باتت بحاجة إلى نحو 7 آلاف ليرة يومياً، بدل أجرة وقوف.

وتحدثت العديد من المصادر الإعلامية بأن الشركة التي استحوذت على استثمار مواقف السيارات في دمشق ولمدة 7 سنوات، هي شركة إيرانية مقابل 2.1 مليار ليرة سنوياً، إلا أنه لم يصدر عن محافظة دمشق أي إشارة إلى اسم الشركة المستثمرة للمشروع، وذلك بعد العودة إلى قرار الترخيص الذي صدر في شهر آذار / مارس الماضي.

ويرى كثيرون أن هذه الخطوة توحي بالعجز، اذ أنه كان من المفترض على محافظة دمشق ومنذ سنوات ان تجد حلا لمشكلة ازدحام السيارات في العاصمة، وعدم ايجاد مواقف في اوقات النهار والتي تعتبر جميعها ساعة ذروة في العاصمة مع ازدياد اعداد السيارات بشكل كبير سنويا، سواء المركونة او التي تسير، حيث قامت المحافظة في فترة من الفترات بحملة لازالة جميع الاشغالات التي وضعها بعض الاهالي او التجار امام منازلهم او محالهم لحجز موقف للسيارة، لتوسعة الطرقات على ما يبدو … لكنها عادت وسمحت بعد فترة بعودة هذه الظاهرة بشكل كبير، ومنذ سنوات كانت هناك فكرة للاستفادة من مساحات الحدائق العامة ببناء مرائيب سيارات اسفل منها، حيث قامت محافظة دمشق في عام 2007 بوضع خارطة متكاملة لإنجاز مرائيب تحت الحدائق والساحات العامة، وتم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة ماليزية أجرت من خلالها الشركة دراسة كاملة لهذه المواقع، ووضعت التصاميم الأولية للمرائيب الأرضية وللحدائق التي سيعاد تأهليها لتصبح حدائق نموذجية وفق المعايير العالمية والذي كان سيحل مشكلة مواقف السيارات بالإضافة الى توفير حدائق حديثة وفق مقاييس عالمية. ولكن كل ذلك قد تلاشى.

مصدر دخل جيد

قرار تأجير مواقف للسيارات في العاصمة دمشق والذي صدر مؤخرا هو عبارة عن مصدر دخل جيد بالنسبة للمحافظة    والتي ارتأت أن تأجير الشوارع مشروع لابأس به دون عمل او بناء او حفر او عقود استثمار ودون أي شيء، ولتبقى مشكلة الاختناق المروري والازدحام قائمة.

ولعل هذا القرار الحكومي لم يكن استثناء عن القرارات السابقة المتعلقة بفحص الـ PCR قبل السفر، حيث يجب على المواطن أن يذهب إلى مكان الفحص ليقدم طلبا، ثم يأخذ وصلاً، ليتوجه بعد ذلك إلى المصرف التجاري ليدفع المبلغ في مكان آخر من دمشق، ثم يذهب إلى مكان ثالث ليعطيهم وصل الدفع و يستلم النتيجة، بالاضافة الى دفع المواطن العائد إلى بلده 100 دولار فيزا للدخول عند الحدود ويستلم وصلا بذلك.

كل هذه الأمور المعقدة قد لا تعني للمسؤولين الحكوميين أو أصحاب القرارات الصادرة بشيء، لكن بالمقابل فإن النتائج السلبية سيدفع ضريبتها المواطنون في دمشق على حساب ملكياتهم المصانة افتراضاً بالشوارع والأرصفة، وستتحول دمشق بشوارعها وأرصفتها خارج حدود الاستثمار التعاقدي إلى مرآب كبير، تطغى عليه الفوضى والازدحام.

 

 إعداد: يعقوب سليمان