أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالرغم من نفي سياسيين ومسؤولين سوريين وجود أي خلافات مع الحليف الروسي، ووصفهم لما يأتي في الأوساط الإعلامية من توتر بين دمشق وموسكو “بالعار عن الصحة ومؤامرة جديدة تهدف لزعزعة العلاقة بين الطرفين”، إلا أن مسؤولين حكوميين وخلال مقالات لهم أثبتوا صحة ما يتم تداوله خلال الفترة الماضية.
صمت روسي .. وتحرك سوري
وتحدثت مصادر إعلامية روسية، أن هناك “تحرك سوري” في العاصمة موسكو، لوقف موجات الانتقاد للحكومة السورية ودورها في قيادة المرحلة الحالية في البلاد، والفساد المستشري في أركان مؤسساتها وعدم قدرة القيادة السورية وضع حد لهذا الوضع.
ووسط صمت رسمي روسي، تتواصل حملة الانتقادات للتقارير الإعلامية الروسية (التي لم يعد يمكن تجاهلها) من قبل الموالين للحكومة، حيث كثرت رسائل التهديد ومقالات إنكار “الجميل” الروسي لسوريا وحكومتها – حسب أوساط سياسية روسية- ، مشيرين إلى أن الصمت الروسي يأتي مع “متابعة هذه التعليقات عن كثب” بعد أن طالت شخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
موسكو لا تستطيع إيقاف إعلامها
وتسببت التقارير الإعلامية الروسية الأخيرة المنتقدة للدور الحكومي في سوريا، بموجة غضب كبير في الأوساط المؤيدة للحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، هذه التقارير التي قال دبلوماسيون روس “أنهم لا يستطيعون منع الإعلام والصحافة الروسية العمل على مايرونه وما يحققون فيه”.
وكان لافتاً أن قناة روسيا اليوم حذفت خلال اليومين الماضيين مقابلة مع نجل وزير الدفاع السوري الأسبق فراس طلاس، والذي تحدث فيها عن “فساد كبير في الحكومة وضرورة تغير نظام الحكم وتراكم الثروة في يد عائلة الأسد في الوقت الذي يجوع فيه السوريون”، حيث قالت مصادر سياسية، “أن الحذف جاء بناءً على طلب من الحكومة السورية وموافقة من موسكو”، وأشارت إلى أن السلطات الروسية طلبت من بعض المؤسسات الإعلامية الروسية عدم السماح لكتاب انتقدوا الحكومة السورية بنشر مقالاتهم في صفحات الرأي التابعة لها.
تبرير وهجوم
وفي غضون ذلك وبعد أن أثارت تصريحاته جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية السورية والروسية، برر أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود، ما كتبه عن روسيا وزعيمها فلاديمير، وقال أنها “محاكاة لفرضيات الإعلام الروسي” الذي تناول “قضايا ومسائل سورية سيادية” تخص السوريين وتنال من رموز سورية هامة، مشيراً أن حديثه يعبر عن رأيه ولا يمثل أي مؤسسة حكومية.
بينما رد عليه البرلماني السوري الآخر “نبيل الصالح” والذي يقال أنه موالي لموسكو، “أنه ليس من الحكمة أن يهدد الحليف الروسي وجيشه ولو بطريقة المداورة”، وفي كلام مباشر لعبود قال الصالح “مقالك هذا أشبه بمحاولة تربيع الدائرة، وسيء في التقييم السياسي، بل هو مجرد هراء”.
لا فضل لروسيا على سوريا
الانتقادات للموقف الروسي الأخير لم يتوقف عن عبود، بل هاجم مسؤول سوري آخر وسائل إعلام روسية ووصفها بأنها “معادية لسوريا”، حيث اتهم السفير السوري في الأردن، بهجت سليمان، قناة “روسيا اليوم” “بالجاسوسة”، وذلك على خلفية بثها حلقة مع نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، وشبه سليمان “روسيا اليوم” بالجزيرة والعبرية”.
وشدد على أنه لا “فضل لروسيا وبوتين على سوريا أبداً”، معتبراً أن حذف “RT” لحلقة الحوار مع فراس طلاس “غير كافٍ، وضحك على اللحى”، وطالب بطرد سلام سافر من القناة.
وبدأت الخلافات تظهر بين دمشق وموسكو، على خلفية تقرير نشرته وسائل إعلام روسية (شبه رسمية)، حيث خرج تحليل لمجلس الشؤون الدولية الروسية تحدث عن سيناريوهات محتملة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد.
بدورها وصفت الوكالة الفيدرالية الروسية الرئيس السوري “بالضعيف وغير القادر على محاربة الفساد في حكومته”. لتتوالى التقارير الإعلامية التي نددت باستغلال المسؤولين السوريين للمساعدة الروسية في تقوية سلطتهم.
وبرر محللون سياسيون الموقف الروسي الأخير أنه يصب في “حث الأسد على تقديم تنازلات والدخول في مفاوضات مع الفرقاء السوريين لحل الأزمة في البلاد”.
إعداد: علي إبراهيم