أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – باتت عودة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا شبه حقيقة تؤكدها تحليلات ورؤى الخبراء في مجال التنظيمات الإرهابية، الذين أشاور إلى أن النشاط المكثف للتنظيم في مناطق سورية عدة وخاصة البادية والمناطق الشرقية والشمالية الشرقية، يعني بأن داعش يرسل رسائل لخصومه بأنه بات قادراً على تنفيذ هجمات وتهديد المدن وربما تكرار سيناريو 2014، وذلك في أول ظهور له.
على الرغم من الحرب ضده داعش يستعيد نشاطه
وبعد إعلان “الانتصار العسكري” على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا في 2019، باتت سنة 2022 الأكثر دموية لعمليات وهجمات ينفذها التنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة سواءً ضد قوات الحكومة السورية والإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لهما، أو ضد قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها.
وتأتي هذه الهجمات الدموية للتنظيم الإرهابي ضد القوات العسكرية المذكورة على الرغم من العمليات الأمنية والعسكرية والتمشيط التي تقوم به ضد التنظيم وخلاياه النائمة في البادية ومناطق الشمال الشرقي، والتي تأتي بدعم مباشر من قوات التحالف الدولي من جهة والقوات الروسية من جهة أخرى.
مقتل وإصابة 12 من قوات سورية وإيرانية بهجمات لداعش
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له، عن مقتل وإصابة 12 عنصراً من قوات الحكومة السورية والإيرانية والمسلحين الموالين لهما في هجمات متتالية لتنظيم داعش الإرهابي خلال 24 ساعة الماضية، وأوضح أن هذه الهجمات والاشتباكات تمت في بلدة بقرص شرقي دير الزور ومنطقة جبل البشري غرب المحافظة، مع انفجار عبوة ناسفة بالقرب من حاجز البانوراما بالمدينة.
وتؤكد جهات خبيرة بالتنظيمات الإرهابية، أن عدم تأثير كل الحملات الأمنية والعسكرية بالقضاء على داعش يعني أن التنظيم بات أقوى بشكل أكبر وبات لديه موارد بشرية ومالية تمكنه من البقاء على قيد الحياة على الرغم من كل الأطراف التي تحاربه.
بعد سجن الصناعة.. مخيم الهول على رادار داعش
كما شددت هذه الجهات على أن هجوم سجن الصناعة في مدينة الحسكة كان رسالة واضحة من داعش لأعداءه بأنه بات قادراً على شن هجمات والسيطرة على المدن كما حصل في بدايات ظهوره في 2014.
كما أن ما تم الكشف عنه في مخيم الهول شرق محافظة الحسكة من أسلحة وذخائر ومتفجرات وأكثر من 200 عنصر إرهابي ألقي القبض عليهم خلال العمليات الأمنية، هو دليل جديد على أن داعش تعاظمت قوته بشكل لم يعد الاستهانة بها، وتنافي تصريحات المسؤولين في التحالف الذين يقللون من شأن عمليات التنظيم وأن القوات على الأرض باتت قادرة على حماية المدن والمناطق التي حُررت من التنظيم.
وكان لافتاً الهجمات التي نفذتها خلايا التنظيم ضد قوات سوريا الديمقراطية خلال حملتها في مخيم الهول، حيث اعتبر خبراء أن هذه الهجمات المكثفة هي محاولة من التنظيم للتخفيف عن خلاياه النائمة ضمن المخيم، كما كشفت قسد أن داعش كان يعد العدة لشن هجوم من داخل المخيم، وبعد فشل مخططاته حاول شن هجوم من خارجه عبر سيارتين مفخختين وتكرار ما حدث بسجن الصناعة.
كما أعلنت قسد عن ضبط مستودع كبير فيه كميات كبيرة من الأسلحة عائدة للتنظيم بريف بلدة تل حميس، كان التنظيم جهزه لإمداد أي هجوم على مخيم الهول.
مشروع قانون أمريكي لإغلاق مخيم الهول
وكان مشرعون في الكونغرس الأمريكي تحدثوا عن خطورة المخيم وتأثيره على انتشار التطرف في المنطقة، مع إبداء قلقهم للحالة الخطيرة التي وصل إليها المخيم الذي بات يربي جيلاً جديداً للتنظيم، وقدموا مشروع قانون يسعى لحل أزمة الهول وإغلاقه بالكامل، ويضع حداً لمحاولات داعش للسيطرة عليه، مع تعيين مسؤول رفيع المستوى من الخارجية الأمريكية لإغلاق المخيم، “لكن ذلك بحاجة لدعم دولي”.
بدوره أعرب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن قلقه الشديد من استعادة داعش نفوذه في سوريا وتهديد الإرهاب المستمر في الشرق الأوسط، وأكد على خطورة الأوضاع في المخيم خاصة بعد زيارته له الصيف الفائت، وقال أن مشروع القانون المقدم سيعالج التحديات المرتبطة بالترحيل والمحاكمة ومن ثم إغلاق مخيم الهول وبالتالي الحد من انتشار التطرف.
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” فإن مشروع القانون المطروح يسعى إلى فرض الخطوات التالية :
– تحديد سياسة الولايات المتحدة بترحيل ومحاكمة قاطني المخيمات «في حال صحّ ذلك»، بهدف إغلاقها بأسرع وقت ممكن.
– تجديد مهمة المنسق الخاص لشؤون معتقلي «داعش» إلى نهاية عام 2025، وتعزيز منصبه ليصبح كبير المنسقين وتوسيع مهمته لتشمل كل قاطني المخيمات وليس العناصر التابعين لـ«داعش» فحسب.
– تطوير استراتيجية بين الوكالات لمعالجة أزمة المخيمات، خصوصاً فيما يتعلق بالتحديات الإنسانية والأمنية وجهود الترحيل والمحاكمة.
– وضع تقرير سنوي متكامل لعرض التقدم المرتبط بالاستراتيجية المطلوبة والسياسة المعتمدة.
إعداد: علي إبراهيم