أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عاد تنظيم داعش الإرهابي مجدداً إلى الواجهة، وذلك من خلال شنه لهجوم مباغت على مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية في ريف محافظة الرقة، ضمن مناطق سيطرة الأخيرة، وهي مناطق لطالما تعرضت لهجمات من قبل التنظيم خلال الفترة الماضية.
وينشط تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة بشكل كبير في منطقة البادية السورية، وخاصة تلك الممتدة ما بين أرياف دير الزور والرقة وحمص وحماة، حيث معظم الهجمات التي يشنها التنظيم على المواقع العسكرية وحافلات المبيت تقع ضمن هذه المناطق.
هجمات دموية رغم الحملات الأمنية المكثفة
نشاط التنظيم الإرهابي يأتي على الرغم من عشرات الحملات العسكرية والأمنية التي قامت بها قوات الحكومة السورية بمؤازرة القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها بدعم جوي من قبل الطيران الحربي الروسي، حيث لم تتمكن هذه العمليات من وضع حد لنشاط التنظيم المتصاعد في هذه المناطق.
ويأتي هذا الهجوم الجديد، بعد هجوم سجن الصناعة بمدينة الحسكة عام 2021، والذي دل التنظيم الإرهابي من جديد على وجوده واستعادته لقوته على الرغم من الضربات القاصمة التي تلقاها خلال الفترة الماضية، من اغتيال رأس التنظيم الإرهابي المدعو أبو بكر البغدادي، وغيره من ما يسمونهم “بالخلفاء” في أوساط التنظيم، إضافة للقيادات العسكرية في الصف الأول، والكثير من الخلايا النائمة التي تم القبض والقضاء عليها، من قبل مختلف القوات العسكرية التي تحارب التنظيم.
داعش يسيطر على بلدة لساعات ويحذر الجميع “نحن موجودون”
وفي تفاصيل الهجوم الأخير، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه خلال ساعات صباح الثلاثاء تعرضت مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية في ريف الرقة لهجوم مباغت من قبل تنظيم داعش، في بلدة معدان عتيق بريف الرقة الشرقي.
وأضاف المرصد السوري أن التنظيم قام باستهداف عربات عسكرية وبيوت مسبقة الصنع وحاجز القوس في البلدة، وسيطر على تلك المواقع لساعات قبل الانسحاب لجهة مجهولة، بعد أن أضرم النيران في السيارات وبيوت مسبقة الصنع.
ولفت المرصد السوري إلى احتمال أن ترتفع حصيلة الخسائر البشرية بسبب وجود 6 إصابات في حالة خطيرة، بينما وصلت تعزيزات عسكرية لقوات الحكومة السورية للبلدة وفرضت طوقاً أمنياً مع استفار عسكري كامل تحسباً لأي هجوم جديد.
خلال 2023.. 105 هجمات لداعش في البادية
وفي حديث له لوسائل إعلامية قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن
التنظيم يعود من جديد للواجهة، وأشار إلى أنه عندما ينفذ داعش أكثر من 105 عملية خلال هذا العام في مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، ويتمكن من قتل نحو 360 شخص، هذا يدل بأن التنظيم عاد وبقوة.
“إيران وحزب الله من يقدمون التسهيلات لداعش”
ولم يستبعد عبدالرحمن وجود جهات تسهل للنظيم عملياته في البادية السورية محملاً “إيران وحزب الله” المسؤولية، وأوضح أن لقوات إيرانية وحزب الله وجود عسكري في البادية السورية فلماذا لم تتم استهدافها من قبل التنظيم الإرهابي، بينما كل عمليات الاستهداف تتم فقط ضد مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية.
وأضاف “هناك إشارات استفهام كثيرة تطرح، هل هناك اتفاقيات مثلما نشر المرصد تسريب قبل أسابيع عن اتفاق ما بين التنظيم وحزب الله اللبناني، لعدم استهداف مواقع عسكرية إيرانية ولحزب الله في البادية السورية.
“تسريبات” حول عقد اتفاق بين إيران وداعش في سوريا
وتحدثت تسريبات المرصد السوري أيضاً عن عقد التنظيم الإرهابي اتفاقيات مع إيران وحزب الله على عدم استهداف نقاطهم العسكرية، مقابل السماح للتنظيم باستهداف نقاط لقوات سوريا الديمقراطية ومساندتهم في تسهيل مرورهم لمناطق “شرق الفرات” وشن الهجوم الدموي على سجن الصناعة في الحسكة عام 2021، كذلك مساعدة التنظيم في تهريب قياداته الأجنبية بعد الهجوم، مع تأمين المأوى والأسلحة وكل المعلومات اللازمة لهم.
وقال مدير المرصد السوري، أن التنظيم عاد وسيطر على نقاط عسكرية في بلدة معدان عتيق بريف الرقة لساعات، وهي المنطقة التي كانت تحت سيطرة التنظيم أواخر عام 2017، وتمكن من السيطرة عليها مجدداً وقتل 10 من قوات الحكومة السورية وأيضاً من “الدفاع الوطني” أو مجموعات مسلحة محلية لا تملك السلاح.
خلال 2023.. 379 قتيل بعمليات عسكرية في البادية
وفي إحصائية للمرصد، قال أن حصيلة الخسائر اليشرية خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية منذ مطلع العام الجاري، بلغت 379 قتيلاً، بينهم 202 من قوات الحكومة السورية، بينهم 37 من المسلحين الإيرانيين، و 20 مسلحاً فقط من داعش، كل هؤلاء قتلوا في عمليات عسكرية وبطرق مختلفة، بمناطق البادية من حمص وحماة والرقة ودير الزور وحلب والسويداء.
كما تسببت هجمات التنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة بفقدان 157 مواطناً لحياتهم، بينهم امرأة.
إعداد: علي إبراهيم