أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يستغل تنظيم داعش الإرهابي الأوضاع الميدانية في سوريا، من تصعيد عسكري في الشمال، وانشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، ليقوم بتصعيد نشاطه في أكثر من منطقة داخل البلاد، بعد ركود لعملياته العسكرية جراء الحملات الأمنية المتلاحقة والتي خفضت بشكل كبير نشاطه في مناطق البادية وشرق وشمال شرق البلاد.
هجوم دموي .. ونشاط متزايد في البادية
وبعد أشهر من هجومه العنيف على سجن الصناعة بمدينة الحسكة، شن التنظيم الإرهابي هجوماً على حافلة مبيت لقوات الحكومة السورية في ريف محافظة الرقة، أسفرت عن خسائر كبيرة من العناصر العسكرية، وذلك في مشهد يعيد إلى الأذهان الهجمات السابقة التي كانت حافلات المبيت وأرتال قوات الحكومة تتعرض لها في البادية السورية.
وفي التفاصيل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه تأكد مقتل 15 عنصراً من قوات الحكومة السورية جراء استهداف داعش لباص المبيت ضمن منطقة جبل البشري ببادية الرقة، وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نظراً لوجود عدد من الجرحى حالات بعضهم خطيرة.
جاء ذلك بعد أيام من مقتل 5 عناصر لمسلحي “لواء القدس” الفلسطيني المدعوم من روسيا إلى مستشفى باسل الأسد بمدينة تدمر، بعد استهدافهم من قبل خلايا تنظيم داعش أثناء مرور سيارتهم بالقرب من مفرق قرية أرك آتية قرب بادية السخنة باتجاه مدينة تدمر.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين خلايا التنظيم الإرهابي والمجموعات المسلحة الموالية للحكومة وإيران بالقرب من المحطة الثالثة في بادية تدمر شرق حمص، ولم ترد بعدها أي معلومات إضافية حول الاشتباكات.
التنظيم يعلن مسؤوليته وينشر صور للهجوم الدموي
وأعلن التنظيم الإرهابي في حسابه على “التليغرام”، مسؤوليته عن الهجوم الدامي، وقال إن مسلحيه نصبوا صباح الاثنين كميناً محكماً لحافلة تقل جنوداً سوريين أثناء سيرها على طريق قرية “الزملة” في ريف الرقة الجنوبي، قرب الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، وتابع أنه لدى دخول الحافلة في الكمين، استهدفها مسلحوه بنيران كثيفة من رشاشات خفيفة ومتوسطة، كما أحرقوا الحافلة قبل الانسحاب نحو “قواعدهم”.
ويعتبر هذا الهجوم هو الأعنف خلال الأشهر الماضية، ويعيد إلى الأذهان الهجمات المتتالية للقوات الحكومية وحافلا المبيت التي كانت تمر في البادية السورية في مثلث دير الزور الرقة حمص، وكان أعنفها الاستهداف الذي طال حافلة مبيت في كانون الأول/ديسمبر من عام 2020، والذي سقط فيه أكثر من 37 قتيلاً من قوات الحكومة على طريق حمص – دير الزور.
وتصاعد نشاط التنظيم بشكل كبير في مناطق سيطرة الحكومة وخاصة البادية، بعد انخفاض عدد الغارات الجوية الروسية التي كانت تستهدف مناطق تواجده في البادية، حيث تصب موسكو الآن جل اهتمامها العسكري في الحرب مع أوكرانيا.
هجمات سابقة.. ومعركة سجن الصناعة كانت الأعنف
وفي منتصف شباط/فبراير الماضي، نفذ داعش هجومين متزامنين ضد حافلتين للجيش، الأول في الطريق بين حمص وبلدة مهين، وأسقط 11 شخصا عسكريا سوريا، بينما أسفر الثاني عن مقتل عسكري وجرح 11 آخرين بدمشق، كما هاجم مطلع كانون الثاني/يناير الماضي حافلة عسكرية؛ ما أدي لمقتل 9 أشخاص في بادية شرق سوريا.
وقبل أشهر شن التنظيم هجوماً عنيفاً على سجن الصناعة بمدينة الحسكة، وذلك بهدف إطلاق سراح محتجزيه من هناك، وبعدها التوجه نحو مخيم الهول وإطلاق سراح عناصر وعوائل التنظيم المحتجزين فيه، لكن قوات سوريا الديمقراطية والتحالف أفشلتا المخطط الذي كان يهدف أيضاً لاحتلال مدينة الحسكة، وجعلها نقطة انطلاق جديدة للتنظيم للهجوم على باقي المناطق السورية.
وكان التنظيم الإرهابي أعلن عن ما أسماها “غزوة الثأر” في سوريا، وذلك انتقاماً لمقتل أمير التنظيم وخليفته أبو بكر البغدادي وإبراهيم القرشي في عمليات للتحالف الدولي بالتعاون مع قوات “قسد”، استهدفتهم ضمن مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المسلحة.
إعداد: ربى نجار