دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“داعش والنصرة وحراس الدين والحرب التركية”.. تهديدات كثيرة تواجه المناطق الشمالية الشرقية السورية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تواجه المناطق الشمالية الشرقية من سوريا تحديات كبيرة تتمثل في عودة نشاط الإرهاب من جهة والتهديد الأمني الذي يشكله، إضافة إلى استمرار تهديد الجيش التركي بشن عمليات عسكرية جديدة في أي وقت، مع حديث عن انتشار “لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” وفصائل موالية وتابعة لها على خطوط التماس في أرياف عفرين وعين العرب ومنبج.

ورغم هول ما حصل في سوريا من حروب ودمار، إلا أن المناطق الشمالية الشرقية منذ البداية كانت تعتبر الأكثر أماناً في البلاد، ومقصداً لكل من يهرب من هول الحروب، كما كانت بعيدة عن ما يمكن اعتباره “الصراع المسلح على السلطة”، بينما في السنوات الماضية وخاصة ما بعد 2018، تبدلت الأحوال في هذه المناطق مع بدأ العمليات العسكرية التركية في هذه المناطق.

العمليات العسكرية وتهديد الإرهاب

وعلى الرغم من سيطرة الإرهاب المتمثل في داعش على مناطق واسعة من محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، إلا أن الأطراف العسكرية هناك نجحت إلى حد ما بتقليص قوة داعش وتحرير المدن والمناطق منه، خاصة مدينة الرقة، التي كانت تعتبر “عاصمة الخلافة لداعش”.

وانتهت العمليات العسكرية فعلياً ضد داعش في هذه المناطق بعد تحرير منطقة الباغوز بريف دير الزور بعد معارك شرسة خاضتها قوات سوريا الديمقراطية بإسناد جوي من التحالف الدولي ضد التنظيم في 2019، وأعلنت قسد حينها الانتقال للمرحلة الثانية من العمليات ضد داعش وهي “العمليات الأمنية”.

بعد إعلان “انتهاء سيطرة داعش جغرافياً” في آذار من 2019، شن الجيش التركي بمساندة فصائل “الجيش الوطني” عملية عسكرية في منطقتين “رأس العين – سري كانيه” و تل أبيض وسيطرت عليهما في تشرين الأول/أكتوبر من العام ذاته، وهو ما اثر بدوره على العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهاب الذي بدأ منذ ذاك الحين بتقوية نفسه حتى بات قادراً اليوم على شن هجمات عنيفة ودموية، كهجوم سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة.

وتشهد مناطق الشمال الشرقي من سوريا والتي يطلق عليها “مناطق الإدارة الذاتية”، نشاطاً كبيراً لخلايا داعش على الرغم من استمرار الحملات العسكرية والأمنية المكثفة لقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، آخرها التي حصلت في مخيم الهول، وبحسب القوات فإنها أفشلت مخططاً للتنظيم كان يهدف للهجوم من داخل المخيم على النقاط الأمنية وبعدها تهريب عوائل التنظيم لخارج هذه المناطق.

عوائق كثيرة أمام مواجهة الإرهاب

ولا شك في أن الحملات الأمنية لقسد باتت أصعب من ذي قبل وتشكل عبئاً عليها؛ خاصة مع وجود الآلاف من المحتجزين لداعش في مراكز الاحتجاز، وعشرات الآلاف من عوائلهم من نساء وأطفال في المخيمات، وخاصة مخيم الهول، إضافة للتهديد التركي بشن حرب جديدة على المنطقة، وهو ما أعطى الفرصة لتنظيم داعش للعودة.

ويمكن اعتبار دخول “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” والفصائل المحلية الموالية لها وتنظيمات أخرى موالية للقاعدة على الخط، تحدي جديد تواجه قسد في الحفاظ على أمن واستقرار هذه المناطق، حيث بعد دخول وسيطرة “تحرير الشام” على عفرين وريفها، قالت قسد أن هناك انتشار “للنصرة” على خطوط التماس في ريف منبج، إضافة إلى منطقة تل أبيض، وعين العرب.

“تحرير الشام وحراس الدين” يدخلان على الخط

وحول ذلك قال مدير المركز الإعلامي لقسد فرهاد الشامي، في سلسلة تغريدات على “تويتر”، أنه “بعد هيئة تحرير الشام، عناصر تنظيم حراس الدين الارهابي ينتشرون في قريتي غزاوية وكباشين جنوب عفرين بتسهيل ومباركة من الاستخبارات التركية، حيث وصل ليل أمس نحو ١٠٠ من عناصر التنظيم الارهابي إلى القريتين”.

ويضيف الشامي، أن “المنطقة الغربية لسورية وخاصة عفرين تعيش مرحلة صعود متنامي لتنظيمات القاعدة المختلفة ضمن خطة تركية واضحة تسعى من خلالها أنقرة إلى الدمج بين كافة الفصائل الإرهابية التي انفصلت عن بعضها في مراحل سابقة بما فيها القاعدة وبقايا داعش”، وأشار إلى أن هدف تركيا من ذلك “عرقلة استهداف الإرهابيين كداعش والحراس الدين وغيرهم”.

“النصرة إلى رأس العين”

بدورها كشفت وكالة “نورث بريس” المحلية عن “مصدر أمني في الحمزات” إن، عناصر أمنيين من “تحرير الشام” يتجهزون للذهاب إلى رأس العين بريف الحسكة تحت غطاء فرقة الحمزات.

واستغلت “تحرير الشام” علاقتها مع فصائل العمشات والحمزات وفيلق الشام وأحرار الشام” فتح الباب أمام جهاز أمن الهيئة للتوغل في مناطق سيطرة هذه الفصائل تحت رايتها و بزيها وبأسماء وهمية.

وكانت قسد تقول أن تركيا تريد وضع “تحرير الشام” وغيرها من التنظيمات الموالية للقاعدة على خطوط التماس مع قواتها وذلك لاستخدامهم في أي هجوم جديد محتمل على المنطقة، واعتبرت أن هذا الأمر خطير ويجب التوقف عنه.

وكانت الولايات المتحدة هددت تركيا، بدخول قوات سوريا الديمقراطية لعفرين في حال عدم انسحاب “تحرير الشام” منها، بينما شددت روسيا على أن تركيا تريد تحويل “تحرير الشام” معارضة معتدلة في سوريا وأكدت استمرار محاربتهم.

إعداد: ربى نجار