أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تداولت مواقع إخبارية ووسائل إعلام متعددة خلال الأسابيع الماضية نقلا عن مصادر لم تسمها من داخل فصائل المعارضة الموالية لتركيا، أخباراً ومعلومات حول وجود تحركات مكثفة تهدف إلى فتح الطريق الدولي “حلب – غازي عنتاب” ضمن مشروع أو خطة طرحت للمرة الأولى مع انطلاق مباحثات “أستانا” الخاصة بالأزمة السورية عام 2017.
وأفادت مصادر أن هذه الجهود قد تصطدم بعوامل وأسباب مختلفة بينها تعدد واختلاف السيطرة على الطريق الدولي المذكور من قبل قوى متعددة منها الحكومة السورية وإيران وروسيا إلى جانب القوات التركية والفصائل الموالية لها.
وفي حوار خاص مع الدكتور محمد اليمني الخبير في العلاقات الدولية، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من الأسئلة حول إمكانية إعادة فتح طريق “حلب – غازي عنتاب” بوصاية روسية – تركية، ولماذا تم طرح هذه الخطة في الوقت الحالي وإعادتها مجدداً إلى الواجهة بعد عدة سنوات.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الدكتور محمد اليمني الخبير في العلاقات الدولية:
– كيف تنظر للأخبار المتداولة حول إعادة فتح طريق “حلب – غازي عنتاب” بناء على وصاية روسية – تركية؟
إن تم التأكيد بالفعل حول هذه الخطوة فإنها خطوة جيدة من قبل روسيا وتركيا لكن كما نعلم بأن تركيا معاملتها وتصرفاتها واضحة لدى حكومة دمشق عندما احتاجت إليها قبل الانتخابات الرئاسية التركية شهدنا مدى التصريحات المهمة كما شهدنا مدى الاشياء التي كانت متعلقة بالتطبيع بين حكومة دمشق والجانب التركي وآنذاك كان رجب طيب أردوغان يحتاج إلى هذا التطبيع حتى يتم اكتساب بعض الأصوات في الداخل التركي وأيضاً اكتساب هذه النقطة لصالحه لأن المعارضة كانت تلعب على هذا الوتر وعلى بعض النقاط المهمة منها التطبيع مع الجانب السوري أو حكومة دمشق ومن ثم اللاجئين السوريين هذا من جهة ومن جهة أخرى سوريا تعاني بمعنى أن يتم فتح طريق حلب – غازي عنتاب في هذا التوقيت فهذه خطوة روسية تركية جيدة ومبشرة أيضا وأن روسيا لها دور وكما نعلم بأن الحليف الاستراتيجي لدى حكومة دمشق روسيا وفلاديمير بوتين.
– لماذا تم طرح هذه الخطة في الوقت الحالي وإعادتها مجدداً إلى الواجهة بعد سنوات من عرضها للمرة الأولى مع انطلاق مباحثات “أستانا” عام 2017؟
التوقيت يعود إلى تعرض سوريا لأزمات اقتصادية طاحنة يعني حتى لا أكون مبالغاً لأن سوريا تعد من الدول الفقيرة والفقيرة جدا في هذا التوقيت، أي دولة مر عليها أكثر من 10 سنوات أو 11 سنة بظروف الحرب أو بسبب الحرب أو بسبب ماجرى في سوريا لأنهك أي دولة وتسبب في أزمات عدة في الاقتصاد والبنية التحتية وفي المؤسسات ومعظم الأمور المتواجدة في سوريا وأن مباحثات أستانا تمت فيها عقوبات كبيرة من قبل الولايات المتحدة.
– هل إعادة فتح طريق “حلب – غازي عنتاب” ممكن التطبيق على اعتبار أنه متعدد السيطرة من قبل عدة أطراف؟
يوجد حليفين استراتيجيين لدى سوريا هما إيران وروسيا لابد أن نفصل هنا حيث إيران تعاني داخلياً ولكن بالرغم من هذه المعاناة الشديدة التي تعاني منها طهران اقتصاديا في الداخل والمشاكل السياسية المعلقة بالمظاهرات والاحتجاجات وقتل مهسا أميني وماشابه ذلك بالرغم من ذلك تساعد حكومة دمشق أو تساعد سوريا وبشار الأسد وبالرغم من الحرب الروسية الأوكرانية وانشغال موسكو لكن روسيا تساعد أيضاً حكومة دمشق لأنني وكما أرى بان الملف السوري من الملفات الضاغطة والمهمة يتم استخدامها في هذا التوقيت.. نعم متعدد السيطرة من قبل عدة أطراف بينها الجانب التركي وقلتها مرارا وتكرارا أن أنقرة لن تخرج من العراق وسوريا وليبيا وأن هؤلاء الدول الثلاث أثقلوا وضع تركيا بالمنطقة، تركيا الآن لها مكانة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط و المنطقة العربية بسبب تواجدها في هذا الدول
– هل خطة إعادة فتح الطريق الأهم في شمال سوريا من قبل تركيا وروسيا تهدف إلى إنعاش الحكومة السورية إقتصاديا؟
اكيد أرى أنه إذا تم تطبيق فتح الطريق بين حلب وغازي عنتاب سوف يؤدي إلى انتعاش الاقتصاد السوري لكن لحد ما حتى لا أكون مبالغاً في التعبير وسمعنا من العديد من المراقبين السياسيين والمحللين أن التطبيع بين إيران واسرائيل وعودة سوريا إلى الحاضنة العربية والتطورات الملحوظة تعتبر خطوات ملموسة على أرض الواقع بخصوص سوريا في هذه التوقيت بالذات.
حاوره: يعقوب سليمان