دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“خيبة أمل كبيرة” .. بيدرسون يعلن فشل “الدستورية” والحكومة والمعارضة يتبادلان اللوم والاتهامات

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشابهت العبارات التي حملت “خيبة أمل كبيرة” للمبعوث الأممي إلى سوريا، بعد نهاية الجولة السادسة للجنة الدستورية السورية، بالجولة السابقة، والتي أعلن فيها “فشل المحادثات بخصوص وضع مسودة صياغة دستور جديد للبلاد”.. فشل كان متوقعاً بحسب آراء الكثير من المحللين والمتابعين للشأن السوري.

تصعيد عسكري مستمر .. وتفجير دمشق أثر على الاجتماعات

ومنذ اليوم الأول لإعلان الأمم المتحدة انطلاق أعمال “اللجنة الدستورية السورية”، لم تتوقف العمليات العسكرية والقصف المتبادل والاشتباكات في المناطق الشمالية السورية، كما تزامنت أعمال اللجنة بانفجار دموي حصل في قلب العاصمة دمشق، أدى لمقتل وجرح العشرات من قوات الحكومة، وهو ما اعتبره المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف “أنه أثر سلباً على مناقشات اللجنة”.

وعلى الرغم من تأكيد المسؤول الروسي، أن جهود المبعوث الأممي إلى سوريا ومكتبه نجحت في إنهاء الحالة السلبية والقلق لأطراف اللجنة من أن يؤثر هذا الانفجار على مجرياته وأن الوفود عادت للاجتماع بعدها بيوم، إلا أن أطراف اللجنة (الحكومة والمعارضة) تبادلا التهم خلال تلك الجلسة.

روسيا اتهمت “المعارضة” بشكل غير مباشر بانفجار دمشق

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد اتهمت المعارضة السورية بشكل غير مباشر بالوقوف وراء التفجيرين اللذان استهدفا العاصمة دمشق، حيث قالت خلال بيان لها، أنه ليس من باب الصدفة أن يحصل هاذان التفجيران بالتزامن مع بدء أعمال الجولة السادسة للجنة الدستورية في جنيف، واعتبرت أن هذين التفجيرين يعرقلان التسوية السياسية في البلاد.

وأعلن تنظيم “سرايا قاسيون” مسؤوليته عن التفجيرين في العاصمة دمشق، واللذان حدثا بالقرب من جسر الرئيس في منطقة أمنية بحتة، وسط تساؤلات عدة حول كيفية وصول تلك العبوات وكيف تم إعدادها دون أن يلاحظها أحد، خاصة وأن تلك المنطقة ضمن “المربع الأمني” بالمدينة.

اتهامات متبادلة

رئيس وفد الحكومة السورية، أحمد الكزبري، اتهم “وفد المعارضة” بإفشال الجولة السادسة، وأشار إلى أنهم قدموا “مبادئ تعكس طموحات الشعب السوري”  ضمت ورقة “السيادة السورية” وأخرى حول “الإرهاب والتطرف”.

وبين الكزبري أنه تم الاستماع إلى الطروحات التي قدمها بعض المشاركين والتي كانت للأسف منفصلة عن الواقع بل أنها كانت تعكس في بعض جوانبها أفكاراً خبيثة وأجندات معادية، واتهم وفد المعارضة بعدم التوقف عن محاولة افشال الجولة وعدم الخروج بأي نتيجة.

وساد الانقسام بين وفدي الحكومة والمعارضة حول وجهات النظر التي قدمت خلال الأيام الأربعة الماضية، وفقاً لغير بيدرسون، الذي أضاف للصحفيين، “لم ننجح في تحقيق ما كنا نأمل في تحقيقه، بأننا سنجري مناقشة جيدة حول كيفية المضي قدما بشأن نوع من الإجماع.. افتقرنا إلى الفهم المناسب لكيفية دفع هذه العملية إلى الأمام”.

وكان وفد المعارضة قد صاغ نصاً حول القوات المسلحة وأجهزة الأمن والاستخبارات، بينما صاغت منظمات المجتمع المدني الجزء الخاص بسيادة القانون.

لا نتائج .. والفشل لم يكن مفاجئاً

وأوضح بيدرسن أن اليوم الأخير من المحادثات لم يسفر عن أي تفاهم بين الوفود المختلفة. ولم يتضح بعد ما الذي اختلفت الوفود بشأنه، إلا أن ممثلي الحكومة والمعارضة تبادلوا اللوم والاتهامات في وقت لاحق بشأن الفشل.

وتعليقاً على فشل الجولة الجديدة، قال رئيس وفد المعارضة، هادي البحرة، إن الجانب الحكومي لم يقدم أي ورقة توافق، كما أنه ليس لديه الإرادة للقيام بذلك. وأضاف أن المعارضة كانت تسعى لوقف القتال والشروع في عملية سياسية حقيقية تتضمن وضع دستور جديد.

ولم يكن مفاجئاً بحسب محليين ومتابعين للشأن السوري فشل هذه الجولة من محادثات “الدستورية” كون هذه اللجنة لا تعبر بالأصل عن كامل الشعب السوري، وهي مُشكّلة لتحقيق مصالح الأطراف الضامنة “كروسيا وتركيا”، مشيرين إلى أن الأمم المتحدة لا يمكنها أن تجابه روسيا وتركيا في الملف السوري وأن تفرض عليهم تنازلات لإنجاح العملية السياسية، لذلك فإن تدخل المجتمع الدولي وكسر الاستفراد الروسي والتركي بالملف السوري حاجة كبيرة لإنجاح المساعي السياسية في البلاد على أساس القرار الأممي 2254.

إعداد: علي إبراهيم