أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي تعمل فيه تركيا على إرسال المقاتلين السوريين ضمن فصائل المعارضة الموالية لها إلى ليبيا، تبرز مؤشرات جدية على الأرض باستئناف المعارك في مناطق “خفض التصعيد” بعد مرور 86 يوماً على وقف إطلاق النار في المحافظة.
وتقول أوساط سياسية مقربة من المعارضة، أنه في الوقت الذي تكون فيه “المناطق المحررة” بأمس الحاجة لمقاتليها، تتجاهل تركيا كل المؤشرات التي تنذر بعودة المعارك في إدلب، وتستمر في إرسال المقاتلين إلى ليبيا، للدفاع عن طرابلس، بينما تعيش المنطقة (خفض التصعيد)، على صفيح ساخن، وسط مساعي وتحركات روسية وحكومية لاستئناف عملياتهم العسكرية في إدلب.
وبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 11200 مقاتل سوري ضمن فصائل المنضوية تحت سقف “الجيش الوطني السوري” أصبحوا في ليبيا، إضافة إلى وجود مايقارب الـ3500 مقاتل آخر في المعسكرات التركية تمهيداً لنقلهم إلى ليبيا.
مؤشرات تدل على عودة المعارك في إدلب
وخلال الأيام الماضية، برزت تحركات عسكرية للقوات الحكومية الروسية في المناطق التي يسيطرون عليها في إدلب، وسط استمرار استقدام تعزيزات عسكرية من آليات ودبابات وجنود لمناطق التماس مع قوات المعارضة، ما ينذر بحسب متابعين لإعادة استئناف المعارك في إدلب.
وشهدت عموم مناطق “خفض التصعيد” تحليقاً للطيران الحربي السوري والروسي لأول مرة منذ 86 يوماً في سماء المنطقة، كذلك تواصل القوات الحكومية والمجموعات الموالية لها ومن بينهم قوات إيرانية وموالية لها، تحركاتها العسكرية في ريف إدلب وحلب.
وتعتبر هذه التحركات الكثيفة (بحسب متابعين)، هي الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا في العاصمة الروسية موسكو في الـ5 من آذار/مارس الماضي.
تحركات عسكرية
وتلقت شبكة أوغاريت بوست معلومات حول، أن مطار حماة العسكري شهد تحركات للطيران الحربي، حيث أقلع سرب من الطائرات المروحية باتجاه مطار النيرب بحلب، إلى جانب إقلاع مروحيتين عسكريتين من المطار ذاته باتجاه مهبط جب رملة غربي حماة، (وهو الذي تم تأسيسه خصيصًا لدعم العمليات العسكرية الحكومية في مناطق سيطرة المعارضة السورية)، إضافة إلى مروحية عسكرية واحدة اقلعت من مطار حماة باتجاه مطار اسطامو الملحق بقاعدة حميميم العسكرية الروسية.
كما كثف الطيران الحربي وطيران الاستطلاع الروسي التحليق في أجواء جنوبي إدلب بشكل لم تشهده المنطقة منذ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
بينما على الأرض يستمر وصول الأرتال العسكرية الحكومية التي تضم تعزيزات عسكرية منها عناصر وآليات مصفحة ودبابات وعتاد إلى معرة النعمان وكفرنبل وحاس جنوبي إدلب، وسهل الغاب غربي حماة، إضافة إلى وصول قوات إيرانية وأخر تابعة للفرقة الـ25 مهام خاصة التابعة للعقيد سهيل الحسن الملقب “بالنمر” إلى خطوط التماس في إدلب.
محاولات تسلل
ومنذ ليل الخميس الجمعة، تشهد مناطق في ريف إدلب الجنوبي، محاولات من قبل القوات الحكومية السورية التسلل على محاور الفطيرة والمناطق المحاذية لها، حيث تصدت قوات المعارضة للهجوم الاول، بينما تستمر الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة بين الطرفين على محاور أخرى.
الأمر الذي رآه خبراء عسكريون أن “القوات الحكومية تقوم في العادة باستكشاف المناطق التي تنوي الهجوم عليها من خلال عمليات تسلل مباغتة، وهو ما يؤشر إلى سقوط الهدنة في إدلب قريباً”.
وقالت مصادر إعلامية أن القوات الحكومية حاولت مجدداً التسلل عبر محاور أخرى غير الفطيرة، وذلك بعد حوالي 24 ساعة من محاولة فاشلة، حيث اندلعت اشتباكات بينها وبين فصائل المعارضة على عدة نقاط في قرية بينين بريف إدلب، إضافة إلى اشتباكات على محور حرش بينين، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة.
إعداد: ربى نجار