دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“خطة روسية إيرانية لمحاربة قسد”.. تسليح العشائر الموالية لدمشق للحرب بالوكالة وعدم التصادم مع واشنطن

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد 12 عاماً من الصراع على السلطة في سوريا، والمواجهات العسكرية والخسائر الفادحة والكبيرة التي منيت بها الأطراف المتقاتلة على الأرض وداعميهم الرئيسيين، يبدو أن هؤلاء الفرقاء اتفقوا على أمرٍ ما، وهو ليس بالضرورة الحل السياسي وإنهاء الحرب، أو قتال الإرهاب وتخليص السوريين منه، ولا الاتفاق على تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين وإنهاء الصراع وانقاذ البلاد، بل أمر آخر يمكن أن يخلق المزيد من الصراعات والحروب ويخلق موجة هجرة جديدة.

خلق صراعات جديدة

المنطقة الشمالية الشرقية، التي هي تابعة للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، بتسميتها الحالية، كانت بعيدة عن الصراع على السلطة في سوريا لأكثر من عقد، إلا أن الأطراف المتصارعة على السلطة قررت تحويل الصراع إلى هذه المناطق أيضاً، وذلك لكونها مناطق غنية بالثروات الباطنية والزراعية، وتعتبر “سلة سوريا الغذائية”، والهدف لا يمكن أن يختلف عليه اثنان، وهو “تقاسم ما تبقى من الثروات” في سوريا بين هذه الأطراف، بعد استيلاءهم على كل شيء في البلاد ولعقود قادمة.

خلال الفترة الماضية، استفاق العالم على أخبار اعتقال قوات سوريا الديمقراطية، لقائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل الملقب بأبو خولة، وعليه بدأت اشتباكات عنيفة بين مسلحين محليين وقوات سوريا الديمقراطية في 5 قرى وبلدة من أصل 125 منطقة وبلدة وقرية تضمها ريف دير الزور (شرق الفرات)، هذه التطورات تزامنت أيضاً مع إطلاق قسد لعملية أمنية قالت إنها ضد خلايا داعش والعناصر الإجرامية وتجار المخدرات.

مسلحون يحاربون قسد بالوكالة عن دمشق وطهران

وبعد أيام من المعارك، استعادت قسد السيطرة على القرى التي دخلها مسلحون بدعم من قوات الحكومة السورية وإيران، وأعلنت حينها إفشال مخطط لضرب الأمن والاستقرار في ريف دير الزور، والذي شاركت فيه دمشق وطهران وأنقرة.

الهجمات من قبل المسلحين القادمين من مناطق سيطرة دمشق وطهران في الضفة الأخرى من دير الزور حصلت عدة مرات أيضاً، إلا أنه تم التصدي لها، بينما وحديثاً كشفت تقارير إعلامية عن أن إيران “تفتح مخازن حزب الله” لما وصفوه “بعشائر شرق سوريا” وذلك لقتال قوات سوريا الديمقراطية.

“الحرب الجديدة ستكون بأسلحة حزب الله”

وحول ذلك، نقلت صحيفة “الجريدة” عن مصدر في “فيلق القدس”، التابع للحرس الثوري الإيراني، عن اتفاق بين إيران وروسيا ينص على أن يسلم حزب الله اللبناني قسماً كبيراً من أسلحته القديمة للعشائر في سوريا مقابل تسلمه أسلحة إيرانية من الجيل الجديد.

وتابع المصدر، أن الاتفاق أيضاً ينص على أن تحصل موسكو على قسم من أسلحة حزب الله وذخائره لإمداد قواته العسكرية المتواجدة في أوكرانيا والتي تحارب قوات كييف منذ أكثر من عام.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن مرافق قائد “فيلق القدس” اللواء إسماعيل قاآني والذي زار مؤخراً سوريا ولبنان، قال، إن روسيا وافقت على عبور كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية الجديدة إلى لبنان عبر سوريا، مقابل تسليم الحزب قسماً كبيراً من أسلحته وذخائره القديمة لتسليح العشائر العربية التي تقاتل إلى جانب دمشق في شرق سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية.

الخطة بين طهران وموسكو وأحد أهدافها تسريع التطبيع بين دمشق وأنقرة

وأشارت المصادر إلى أن روسيا هي الآن بحاجة إلى كميات كبيرة من الأسلحة التي تمنح قواتها القدرة النارية دون النظر إلى نوعيتها لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، وبالتالي ستحصل على كمية من هذه الذخائر والأسلحة التي كدسها “حزب الله” في مخازنه منذ حرب 2006 مع إسرائيل.

كذلك تابعت المصادر، أن هذا الاتفاق بين طهران وموسكو، يدعم مساعي التوصل إلى صفقة تطبيع بين تركيا وسوريا، وتقوم على تعهُّد دمشق بإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن الحدود التركية إلى ما وراء حزام حدودي بعمق 45 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.

“حرب الوكالة” تجنب التصادم المباشر مع واشنطن

وتؤكد المصادر أن قسد هي العائق الوحيد أمام تنفيذ هذه الترتيبات، وأضاف أنقرة وطهران وموسكو تريد تجنب مواجهة مباشرة مع واشنطن، كل منها لأسبابها الخاصة، ولذلك فإن الجميع يرى أن الحل الأفضل هو بتحريك العشائر العربية للقيام بمهمة إخراج قسد من هذا الحزام الأمني.

يشار إلى أن تركيا كانت قد نقلت المئات من عناصر “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” وحلفائها الموالون للقاعدة إلى خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية خلال فترة الاشتباكات في ريف دير الزور، حيث كانت هذه المجموعات المسلحة تقوم بشن الهجمات على مواقع لقسد في أرياف حلب تحت مسمى “جيش العشائر”.

الاتفاق على محاربة قوات سوريا الديمقراطية، سبق وأن توقعته أوساط سياسية ومتابعة للأزمة السورية، مؤكدين أن الأطراف المتصارعة على السلطة في سوريا، في حين أن هناك العشرات من النقاط والاختلافات التي تفرقهم، إلا أن محاربة قسد والسيطرة على شمال شرقي سوريا تجمعهم.

إعداد: علي إبراهيم