دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خبراء: موسكو لن تسحب قواتها من إدلب كما فعلت واشنطن عند عملية نبع السلام.. والتحذير من سيناريوهات خطيرة تنتظر القوات التركية في المنطقة

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بالتزامن مع إعلان روسيا أن مناقشات ستجرى مع تركيا قريباً حول إدلب، بدأت تركيا بمساندة فصائل المعارضة السورية بالهجوم على نقاط تمركز القوات الحكومية في ريف إدلب، وذلك بالرغم من الاعتراض الروسي، ووقوف موسكو في وجه انقرة في المرة الأولى.

مستقبل العلاقات الروسية التركية في خطر

ووصفت مصادر سياسية تركية الإصرار التركي على الدخول عسكرياً في إدلب، بأنه أمر خطير على أنقرة ومستقبل علاقاتها مع حليف استراتيجي مثل روسيا، خصوصاً وأن روسيا لن تتنازل لأنقرة عن أي منطقة في إدلب ستسمح بعودة فصائل المعارضة إليها، بحسب تلك المصادر.

مشيرين إلى أن تركيا ينتظرها سيناريوهات لا يحمد عقباها إذا استمرت في دعم المعارضة السورية بالهجوم على قوات الحكومة السورية في إدلب.

وكانت الفصائل المعارضة استعادت السيطرة على بلدة النيرب جنوب إدلب، بعد معارك مع القوات الحكومية السورية، وذلك بدعم مباشر من قبل القوات التركية، حيث شنت الأخيرة ضربات مدفعية مركزة على نقاط تمركز القوات الحكومية. الامر الذي يضع أنقرة في مواجهة روسية جديدة في إدلب.

وبدأت التطورات على الساحة الإدلبية تسير في اتجاه تصعيد عسكري جديد، في ظل استمرار تركيا بدعم ومساندة المعارضة على استعادة المناطق التي دخلت إليها القوات الحكومية.

تركيا تستعجل التفاوض مع روسيا

ويرى خبراء عسكريون، “أن الخطوات التركية في إدلب لا تفسر إلا من طرف أن أنقرة تريد استعجال التفاوض مع روسيا، للحفاظ على ما تبقى من مناطق خفض التصعيد تحت سيطرتها والفصائل الموالية لها”.

مشيرة إلى أن تهديدات الرئيس التركي ومنحه مهلة حتى نهاية الشهر الجاري لانسحاب القوات الحكومية من إدلب “أمر غير واقعي”، ولن يكون له أي تأثير على تغيير الأوضاع الراهنة، وقالوا “روسيا لن تسمح بذلك على الإطلاق، وتركيا ظنت انها لن ترى روسيا في وجهها في إدلب، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة في شرق الفرات، التي سحبت قواتها بمجرد حديث تركيا عن عملية نبع السلام”.

وأكدوا أن روسيا لن تفعل مثل الولايات المتحدة، وتسحب قواتها في إدلب عند هجوم القوات التركية (إذا حصل ذلك)، كون الرسائل الروسية واضحة للغاية، ومنذ المرة الأولى التي حاولت تركيا التدخل عسكرياً في إدلب.

وضع الجنود الأتراك في إدلب خطير للغاية

ونقلت وسائل إعلامية تركية معارضة عن الخبير في الشؤون الأمنية “متين جورجان” قوله “ألم يكن هناك ضابط عسكري ليؤكد للحكومة (التركية) في مطلع شهر شباط أن نقل هذا العدد الكبير من الوحدات العسكرية إلى إدلب قبل تسوية مشكلة السيطرة على المجال الجوي يعني خطرًا كبيرًا على جنودنا”.

وذلك في إشارة منه إلى أن الأجواء الإدلبية هي تحت سيطرة القوات الروسية، ولن تفتح موسكو المجال الجوي لتركيا لمشاركة سلاحها الجوي عند تنفيذ تهديداتها نهاية الشهر الجاري، الأمر الذي سيؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف القوات التركية.

وأوضح الخبير التركي أن “انسحاب قواتنا العسكرية (الجيش التركي) بضغوط روسية سيسيئ كثيراً إلى سمعة الجيش، وسيفقد قوته الرادعة، أما إذا رفضت الحكومة الانسحاب من إدلب فإننا عندئذ سنصبح عالقين ومحاصَرين فيها”، محذراً الحكومة التركية من عواقب وخيمة سيجلبها التدخل العسكري في إدلب.

القمة الرباعية “تطور إيجابي”

واعتبر الخبير الامني التركي، أن مبادرة الدول الغربية في عقد قمة رباعية حول إدلب بمشاركة روسية تركية، “أمر إيجابي”، وقال “سيكون الأمر أفضل كلما تمكنا من تحويل أزمة إدلب من ثنائية الجانب بين أنقرة وموسكو إلى متعددة الجوانب”، معبراً عن أمله في أن تسفر الجهود الدبلوماسية عن نتائج إيجابية ويتم تسوية المشكلة بالمفاوضات السليمة”.

وتابع، “من غير الواضح أن الرئيس التركي قد أدرك بعد حجم المشكلة الكبيرة كلما زاد تورطه في المستنقع السوري في ظل التصلب الروسي، خصوصاً بعد أن أصبح آلاف الجنود الاتراك والآليات العسكرية التركية في مرمى مباشر للطيران الروسي والقصف السوري، والذي أدى إلى اليوم لمقتل 16 جندياً تركياً”.

 

إعداد: ربى نجار