دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خارطة متغيرة.. المنطقة بعد هجوم سجن “غويران” ليس كما قبله

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تكثر التحليلات والتوقعات بعد هجوم تنظيم داعش الارهابي على سجن الصناعة في مدينة الحسكة شرق سوريا باعتبارها العملية الأعنف منذ سقوط التنظيم المدوي في آذار/ مارس عام 2019، فالكثير من وسائل الاعلام تحدث عن عودة قوية لداعش بعد هجوم “غويران” الى المنطقة والتي تشمل سوريا وربما العراق، ولكن ماهي الانعكاسات والتداعيات التي ستشهدها المنطقة بعد الهجوم الاخير لداعش وخاصة في مناطق شمال شرق سوريا بعد تحميل قوات سوريا الديمقراطية مسؤولية العملية الدموية الى تركيا والحكومة السورية مؤكدة ان المهاجمين ليسوا سوريين وانما قدموا من العراق وبعض المناطق السورية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا، الى جانب اعلان التحالف الدولي عن فتح تحقيقات في الهجوم قد تفضي إلى تغيير المعادلة في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا وربما روسيا أيضا واتساع هوة الخلافات فيما يتعلق بمناطق شمال شرق سوريا.

هجوم تحت أنظار أطراف عدة

هجوم هو الأكبر من نوعه على الاطلاق بعد هزيمة تنظيم داعش الارهابي في كافة الأراضي التي أعلن منها “دولة الخلافة” في سوريا والعراق عام 2014… عملية جاءت تحت أنظار القوات الروسية التي تنتشر في عدة مناطق من محافظة الحسكة، التي تسيطر على بعض مناطقها أيضا فصائل معارضة موالية لتركيا في الشريط الحدودي، وعلى بعد بضعة كيلومترات من الحدود العراقية، ومئات الأمتار من مناطق نفوذ القوات الحكومية السورية داخل مدينة الحسكة، كل هذه الاطراف قد تكون متورطة في العملية التي كانت تهدف لتحرير آلاف من معتقلي تنظيم داعش في سجن الصناعة في مدينة الحسكة، وبالتأكيد تسعى أيضا إلى ضرب امن واستقرار المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.

ومن هنا يمكن أن تشهد المنطقة رسم علاقات جديدة بين التحالف الدولي ضد داعش المتمثل في الولايات المتحدة بشكل خاص مع تركيا وروسيا اذا ثبت تورط احداهما بالهجوم على سجن الصناعة بالحسكة، حيث كشفت قوات سوريا الديمقراطية عن تورط تركيا من خلال اعترافات بعض المهاجمين الذي تم اسرهم فيما قال مجلس سوريا الديمقراطية في بيان أن عملية استهداف سجن الصناعة تم التخطيط لها في مدينة راس العين المعروفة محليا باسم سري كانيه بريف الحسكة وتل أبيض بريف الرقة وبدعم من مجموعات قادمة من الحدود العراقية، فيما أعلنت الخارجية الروسية أن الاضطرابات الأمنية الأخيرة التي شهدتها مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا تشير إلى عجز الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية عن ضمان الأمن في هذه المنطقة.

بدوره، قال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب بشمال شرقي سوريا، نوري محمود، في لقاء مع المرصد السوري لحقوق الانسان إن هناك معلومات قبل هجوم سجن الصناعة بعدة أشهر أفادت باحتمال شن هجمة من طرف تنظيم داعش الإرهابي وتمّ القبض على بعض الخلايا ونشر معلومات للرأي العام بحوزة “قسد” بهذا الخصوص، لافتا إلى أنه حسب المعلومات التي توفرت لديهم، كانت هناك أطراف داعمة لهذا الهجوم مثل “ميت” التركي وهو جهاز الاستخبارات الوطنية التركية، وقد تم التحضير لهذه العمليّة بتدريب العناصر وإمدادهم لوجستيا، مؤكدا أن مركز إدارة هذه العملية كان في مدينتي ”أورفا” و ”عنتاب” التركيتين، وكان هنالك معلومات أيضا بشأن قيام الاستخبارات التركية بصرف ما يقارب 15 مليون دولار أمريكي مبدئيا على هذه العملية، وخُطط لكي تكون مدينة الحسكة الهدف من هذا الهجوم.

عملية سجن “غويران” قد تغير المعادلة

كل هذه التصريحات والمعلومات قد تكون بداية تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا من جهة وروسيا من جهة أخرى في مناطق شمال شرق سوريا حيث عمدت أنقرة خلال السنوات الماضية على اقناع واشنطن بسحب الدعم عن قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها خطرا على امنها القومي الى جانب سعي روسيا للحصول على موطأ قدم ونفوذ بمناطق التحالف الدولي الغنية بالنفط والعمل على استغلال قسد عبر تقديمها المزيد من التنازلات لها لصالح الحكومة السورية تحت ضغط التهديدات التركية المتواصلة باجتياح المنطقة.

فهل سيكون الهجوم الاخير لتنظيم داعش الارهابي على سجن الصناعة بالحسكة بداية النهاية للنفوذ التركي والروسي ومن ورائها قوات الحكومة السورية في مناطق شمال شرق سوريا وزيادة الدعم للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من قبل الولايات المتحدة بعد ارتفاع نشاط داعش في المنطقة التي تتواجد بها عدد من القواعد الامريكية وتقع تحت حماية التحالف الدولي مما قد يؤدي الى تهديد هذه القوات بشكل مباشر من قبل أطراف اخرى في سيناريو مكرر لما يحدث في العراق.