أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها سوريا وخاصة مناطق سيطرة الحكومة، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، مع تدني أجور العاملين والموظفين في المؤسسات الحكومية، باتت “خرجية” طالب (مصروفه اليومي) تضاهي ثلثي راتب الموظف العادي الذي يعمل في مؤسسات الحكومة.
استنفار إدارة مدرسة .. والسبب أحد طلابها يأخذ “خرجية” 50 ألف ليرة
واقعة غربية شهدتها أحدى المدارس في العاصمة السورية دمشق، تمثلت باستنفار “كادر مدرسة” بأكملها، بعد معرفة الإدارة أن أحد طلابها يأخذ “خرجية” (المصروف اليومي) من والده تبلغ 50 ألف ليرة سورية. أي أن “خرجية” هذا الطالب لمدة 3 أيام فقط تضاهي راتب مدرس وموظف حكومي لمدة أكثر من شهر.
وإذا ما تم حساب “خرجية” الطالب لمدة شهر واحد فقط، فإنه يتقاضى مبلغ يصل لمليون ونصف المليون ليرة سورية، أي ما يعادل عمل الموظف الحكومي لأكثر من سنة كاملة.
صحيفة “البعث” الحكومية، نشرت عن هذه الواقعة في أحدى المدارس بدمشق، وقالت أن أحد أولياء الطلاب في المدرسة أعطى ابنه مبلغ 50 ألف ليرة سورية كخرجية أو مصروف يومي ما أدى إلى استنفار المعلمين والإدارة وطلب اجتماع مع ذوي الطالب .
إدارة المدرسة طالبت من ذوي الطالب عدم تكرار مثل هذه الحالات ؟!
وقالت الصحيفة إن الطالب أنفق المال على زملائه وعندما علمت إدارة المدرسة بالأمر اتصلت بأهل الطالب للتأكد من مصدر الأموال، ليؤكد الأهل أنهم منحوا ابنهم المبلغ كخرجية مدرسية، فطالبتهم الإدارة باجتماع الهدف منه “منع تكرار مثل هذه الحالات مستقبلاً”.
ونقلت الصحيفة عن “مدير تربية دمشق” سليمان يونس، أنهم سيعملون على حل هذه الحالة في إطار اجتماعي وتوعوي، وأنه سيتم التأكد من تدخل المرشدين الاجتماعيين في اجتماعات أولياء الأمور، والتواصل مع جميع الأهالي بغرض الوصول إلى تفاهم ضمني بضبط مثل هذه الممارسات.
بين الثناء و الاستنكار .. مواقع التواصل الاجتماعي تعلق على الواقعة
هذه الحادثة لم تبقى بين إدارة المدرسة وصفوفها، بل وصلت لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر روادها عن استيائهم من الحالة المزرية التي وصل إليها الشعب السوري الذي بات أكثر من 90 بالمئة منه يعيش تحت خط الفقر.
وأشاروا إلى أن الحكومة السورية ورغم انهيار سعر صرف العملة ووصولها لأكثر من 3600 ليرة للدولار الواحد، إلا أنها اكتفت بزيادات لا تتعدى بضع دولارات، ولا تكفي لوجبة طعام لأسرة صغيرة، بينما هناك البعض يأخذون الملايين ولم يتأثروا بالأزمة الاقتصادية الحالية، بل على العكس فإن انخفاض سعر الليرة يعني زيادة في أجورهم و دخلهم الشهري.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي البعض منهم أثنوا على الطالب كونه صرف “خرجيته” على أصدقاءه، مستغربين كيف لإدارة المدرسة أن تستنفر كوادرها وتتدخل في شؤون عائلة وتطالبهم بعدم إعطاء هذا المصروف لأبنهم، كون الـ50 ألف حالياً “ما بتكفي صندويشة و علبة كولا بمطعم نصف راقي”.
فيما اعتبر آخرون أن الطالب هو “ابن وزير أو حرامي أو تاجر أزمات”، والشعب “مابيقدر يجيب حق كيس خبز”، كما تأسف البعض على المصروف الذي يحصل عليه أبنائهم الطلبة والذي لا يتجاوز الـ500 ليرة سورية.
وكان رأي البعض الآخر أن إدارة المدرسة رأت في أن إشاعة مثل هذا الأمر بين الطلاب والمدرسين، قد يؤدي لاستقالات من مؤسسات الدولة، كون مصروف شخصي لطالب يوازي عمل مدرس ذو شهادة لشهر أو أكثر.
تصنيف .. موظفو الدولة السورية هم الأكثر فقراً بين فئات المجتمع
ويعتبر موظفو الحكومة السورية في الوقت الحالي، من أصحاب الدخل المحدود والمنخفض للغاية، على الرغم من الزيادات المتتالية التي قررتها الحكومة على الأجور والرواتب، وكان آخرها الزيارة التي جاءت على رواتب العاملين في المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية بنسبة 30% وبنسبة 25% زيادة على رواتب المتقاعدين، لترتفع أجور العاملين في القطاع العام لأول مرة عن مئة ألف ليرة سورية (ما يُعادل 28 دولاراً أمريكياً) فقط.
وحتى مع الزيادة الجديدة، فإن القوة الشرائية للمواطن السوري العادي والموظف قلت بشكل أكبر، كون هذه الزيادة رافقتها زيادة جديدة على أسعار معظم السلع والخدمات، خاصة في ظل إجراءات رفع الدعم التي تم اتخاذها، والحديث إجراءات مستقبلية ستزيد من معاناة السوريين.
إعداد: ربى نجار