دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

حفتر يزور دمشق سراً.. والهدف الحد من الدور التركي في سوريا وليبيا

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – قالت صحيفة الشرق الأوسط أن زيارة سرية لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر إلى دمشق، مهدت الأرضية أمام استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الحكومة الموازية في بنغازي والحكومة السورية في دمشق، باركتها زيارة سرية أخرى قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل لمدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك منتصف الأسبوع الماضي.

الهدف المعلن والسري

وقالت الصحيفة أن الهدف المعلن من التحركات السرية، هو إعادة الحرارة إلى طريق دمشق. والهدف المضمر، هو تنسيق الجهود لمواجهة الدور التركي في ساحات عدة أهمها سوريا وليبيا، بل ان القاهرة فتحت مكتباً لمجلس سوريا الديمقراطية وأقامت حواراً سياسياً معه وتوسطت بين دمشق والأكراد بما يؤدي إلى مواجهة أنقرة.

وتعود العلاقة بين الحكومة السورية وحفتر إلى سنوات طويلة، ومع مرور الوقت، بدأت تتراكم الظروف إلى أن انتقلت العلاقة من بعدها الشخصي إلى التنسيق العسكري والاستخباراتي والتعاون السياسي وصولاً إلى قيام قائد الجيش الوطني بزيارة سرية إلى دمشق مباشرة بعد محادثاته العلنية في أثينا في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي. وتناول حفتر مع عدد من المسؤولين السوريين إقامة علاقات ثنائية وفتح أقنية التنسيق والتعاون ضد تركيا.

دمشق تساعد حفتر عسكرياً

وتضمن ذلك بحسب الصحيفة، بحث إرسال خبراء عسكريين وأمنيين ومقاتلين للمساهمة إلى جانب الجيش الوطني ضد قوات حكومة الوفاق، بالتزامن مع قيام روسيا بإرسال مقاتلين سوريين من مناطق استعادت قوات الحكومة السيطرة عليها، خصوصاً في غوطة دمشق، واستخدام قائد “جيش فاغنر” قاعدة حميميم لنقل معدات وذخائر إلى مسرح المعارك في ليبيا.

ووضع حفتر ودمشق وموسكو هذه التحركات في سياق الرد على دور أنقرة وقيامها بإرسال آلاف من السوريين من فصائل موالية لها للقتال إلى جانب قوات السراج، إلى حد أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحدث قبل أيام عن مقتل 117 من المرتزقة السوريين الذين يقاتلون مع «الوفاق» بعد وصول نحو 5 آلاف منهم.

وما قيل سراً في لقاء حفتر مع الأمنيين، قاله المقداد علناً في افتتاح السفارة، “هذا اعتراف بأن المعركة التي نقودها نحن في سوريا وفي ليبيا هي معركة واحدة موجهة ضد الإرهاب وضد من يدعم الإرهاب”، في إشارة إلى تركيا.

ولوحظ أنه مع كل خطوة عسكرية أو توغل تركي في الأراضي السورية تسير دول عربية خطوة باتجاه دمشق أو ضد أنقرة التي بات قلق دول عربية من دورها يوازي القلق من الدور الإيراني، أو يزيد عنه عند البعض.

إدانة عربية لدور تركيا

وأعلن المجلس الوزاري العربي إدانة وجود تركيا في دول عربية، وطالب بانسحاب قواتها من جميع الدول العربية. قوبل ذلك برفض من أنقرة التي أشارت إلى “احترام وحدة أراضي الدول العربية ووحدتها السياسية، واتخاذها موقفاً بنّاء من أجل عدم انجرار المنطقة إلى المزيد من عدم الاستقرار”. واعتبرت أن جهودها “تلقى تقدير شعوب الدول العربية”.

إعادة سوريا للجامعة العربية

كل ذلك، يكتسب أهمية حالياً باعتباره يأتي قبل القمة العربية المُقبلة في الجزائر. حسب المعلومات، فإن القيادة الجزائرية رأت ضرورة في تأجيل القمة من نهاية الشهر الجاري إلى نهاية يونيو (حزيران) المقبل، لأسباب عدة بينها لوجيستية تتعلق بتوفير الإمكانات، لكن الأهم «البحث عن توفير أرضية لإحداث اختراق بإعادة دمشق إلى الجامعة العربية» بعد حصول مشاورات عربية – عربية وعربية – سورية، حسب قول الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

ومالم يقله أبو الغيط علناً ان مصير معركة إدلب، سيؤثر في ذلك. دمشق تدفع لتعميق سيطرتها بحيث تستطيع روسيا إقناع دول عربية بأن “الأرضية توفرت لإعادة سوريا إلى العائلة العربية”. وأنقرة تحشد الكثير من التعزيزات العسكرية لمنع حصول ذلك عبر نشر آلاف الجنود والدبابات والآليات.

الواضح أن التقدم في عملية “درع الربيع” التركية إلى جانب “درع الفرات وغضن الزيتون ونبع السلام، يدفع دولاً عربية إلى التحليق أكثر في شكل سري وعلني باتجاه مطار دمشق على أمل “شرعنة الدور العربي” واتخاذ قرار قبل القمة المقبلة أو خلالها.

المصدر: الشرق الأوسط