أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لحقت أضرار مادية كبيرة بالبنى التحتية في مناطق “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا جراء العملية العسكرية الجوية التركية التي أعلنتها أنقرة أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أسفرت عن تدمير أكثر من 80 بالمئة من البنى التحتية والمرافق الحيوية، كآبار النفط ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وضخ المياه ومستشفيات ومدارس.
5 ملايين نسمة يعتمدون على البنى التحتية التي دمرت
هذه البنى التحتية التي يعتمد عليها أكثر من 5 ملايين نسمة يعيشون في مناطق الشمال الشرقي السوري، تقول مصادر شبه رسمية أن هناك مليونين ونصف المليون انسان تضرر بشكل مباشر من دمار البنى التحتية، التي لم يسلم منها سوى “صوامع القمح” في وقت كان هناك مخاوف من استهدافها أيضاً.
وبعد أيام من هدوء نسبي وغياب الطائرات المسيرة والحربية التركية عن أجواء شمال شرقي سوريا، أعلنت الإدارة الذاتية، “الحصيلة النهائية” للهجمات التركية على المنطقة، ضمن الفترة الممتدة ما بين الـ5 من تشرين الأول/أكتوبر لغاية الـ9 منه، وأشارت إلى أن 104 مواقع ومنشأة ومركز خدمي تعرض للاستهداف من قبل القوات التركية، ودعت القامشلي، لفتح تحقيق علني وحيادي حيال ما فعلته تركيا.
خروج منشآت حيوية عن الخدمة وضرر كبير لأكثر من مليوني إنسان
الحصيلة التي تم كشفها خلال مؤتمر صحفي، ضمن مقر دائرة العلاقات الخارجية في مدينة القامشلي، أشارت إلى أن الهجمات التركية هدفت إلى “تدمير مقدرات المنطقة الاقتصادية والبشرية والأمنية” وذلك “تحت حجج وذرائع واهية”، ولفتت الإدارة الذاتية أن الهدف من ذلك هو “ضرب أمن واستقرار المنطقة” إضافة إلى “إضعاف “جهود حماية المنطقة ومكافحة داعش ومآرب القوى والأطراف المتربصة بالمشروع الديمقراطي” وفق ما جاء في البيان.
وفي الحصيلة، ذكرت الإدارة الذاتية أن نتيجة استهداف قطاع النفط من خدمات الغاز والمحروقات، تضرر أكثر من 5 ملايين نسمة، حيث استهدفت القوات التركية 17 موقعاً ومنشأة منها محطة السويدية الحيوية التي تغذي كامل المنطقة بالتيار الكهربائي.
كما تم استهداف 11 موقعاً لمحطات الكهرباء وتضرر ما يزيد عن مليوني نسمة من هذا الاستهداف في الحسكة وعامودا ورميلان وتربسبيه “القحطانية” و القامشلي والدرباسية وأريافهم.
محطات الطاقة وضخ المياه ومستشفيات ومنشآت صناعية ضمن الأهداف
ووفق الحصيلة، فإنه تضرر موقعين للمياه أدى لتوقف 18 محطة في منطقة الجزيرة نتيجة الاستهداف مع قطع الكهرباء، وخروجها عن الخدمة، منها محطة علوك التي تغذي مليون ونصف المليون انسان في مدينة الحسكة بالمياه.
أما في القطاع الصحي، قالت الإدارة الذاتية أن عدد المشافي التي خرجت عن الخدمة هي 2، في الجزيرة وعين العرب “كوباني” وذلك بشكل كلي.
بينما كانت الأضرار في القطاع التعليمي، بعدم متابعة آلاف الطلاب للعملية التعليمية، نتيجة استهداف 48 موقع تعليمي وتربوي أدى ذلك لفقدان طفلين اثنين لحياتهما وإصابة طفلة أخرى وفقدانها ساقيها.
وفي القطاع الصناعي، خرجت 3 منشآت صناعية عن الخدمة في مناطق الجزيرة وعين العرب “كوباني”.
كما تم تدمير أكاديمية لتدريب قوى الأمن الداخلي مختصة في مكافحة المخدرات بشكل كامل في منطقة رميلان في الجزيرة، وتوقف جهود وعمل هذا المركز في حماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة وتعطلت برامج الحماية والتوعية.
تركيا نفذت 580 ضربة جوية.. وعشرات الضحايا والمصابين
ولفتت الحصيلة إلى أن عدد المنشآت ومراكز الكهرباء والنفط والتعليم والمستهدفة وصلت إلى 104 مواقع بين مدمر، متضرر وخارج عن الخدمة، وذلك في 580 ضربة جوية وبرية من أقصى مدينة المالكية “ديريك” وصولاً إلى مناطق شمال حلب “الشهباء”.
وعن الخسائر البشرية، قالت الإدارة الذاتية، أن الهجمات التركية أسفرت عن فقدان 44 شخصاً حياتهم وإصابة 55 آخرين بينهم مدنيون وأطفال وقوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية، من ضمنهم 29 من قوى مكافحة المخدرات.
“عرقلة محاربة الإرهاب”.. الإدارة الذاتية تدعو لتحقيق دولي والخروج عن الصمت
ودعت الإدارة الذاتية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى الخروج عن الصمت حيال ما تفعله تركيا ضد المنطقة، وعرقلة محاربة الإرهاب وضمان الاستقرار طويل الأمد لمناطقها، وتهديدها للمكتسبات التي تحققت بالشراكة مع التحالف الدولي ضد داعش والإرهاب.
كما طالبت بفتح تحقيق علني وحيادي وشفاف حيال ممارسات تركيا ضد مناطقها من قبل لجان دولية مختصة وتقديم كل المسؤولين عن عمليات التدمير واستهداف سبل العيش وتسببهم بفقدان مدنيين حياتهم لمحاكم مختصة، ووصفت ما تقوم به تركيا “بجريمة حرب”.
إعداد: رشا إسماعيل