أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تواصل القوات الحكومية السورية تقدمها نحو مدينة معرة النعمان حيث لم يعد هناك سوى بضع المئات من الأمتار التي تفصلها عن المدينة، فيما أعلنت وزارة الخارجية في الحكومة السورية أنها ستواصل هجومها على إدلب وحلب، بينما تقوم القوات الأمريكية في شمال سوريا بتوسيع تواجدها العسكري في المنطقة، بالتزامن مع استقدام صواريخ وقوات لقاعدة في شمال الحسكة.
الحصاد الميداني – منطقة خفض التصعيد
سيطرت قوات الحكومة السورية على بلدة تلمنس ومعرش شمشة قرب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية بريف إدلب وقطعت الطريق بين سراقب والمعرة، وذلك بعد قصف ناري كثيف على خطوط دفاع قوات المعارضة.
ووفقاً للمصادر ذاتها فإن الاشتباكات ما زالت مستمرة على أطراف تلمنس وفي محيطها، وصولاً إلى معرشمشة، وسط قصف عنيف من قبل الطيران الروسي والسوري على خطوط الإمداد الخلفية لقوات المعارضة.
وإلى ذلك أكدت المصادر أن الطريق الذي يصل بين مدينتي سراقب ومعرة النعمان بات تحت مرمى نيران القوات الحكومية، ما يعني أن قوات المعارضة غير قادرة على استخدامه.
وإلى ذلك أكدت وزارة الدفاع الروسية، أنها فتحت 3 “ممرات إنسانية” لخروج المدنيين من منطقة “خفض التصعيد”، وقال مدير مركز حميميم للمصالحة في سوريا أنه “تمت إعادة فتح معابر الحاضر في حلب وأبو الظهور في إدلب والهبيط في حماة”.
ووفقاً لتقارير إعلامية فإن هناك اتفاق روسي تركي في هذا الإطار، يقضي بتسليم الطرق الدولية (M4 – M5) لروسيا والحكومة السورية، حيث ستقوم تركيا بإبعاد قوات المعارضة السورية بما فيها “تحرير الشام” عن تلك المناطق أو ستتركها لتواجه مصيرها في حال رفضت ذلك.
وفي وقت سابق من السبت، سيطرت القوات الحكومية على قرية معرشمارين جنوب مدينة إدلب، بعد اشتباكات مع فصائل المعارضة، وذلك بدعم جوي روسي، جاء ذلك عقب سيطرتها على قرية الدير الشرقي المجاورة.
مــحــافــظــة حــلـــب
قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن فصيل “فرقة الحمزات” الموالية لتركيا أصدرت قراراً تمهل فيه المدنيين المتواجدين في قرية “براد” التابعة لناحية شيراوا في ريف مدينة عفرين، (24) ساعة لإخلائها وإفراغها بالكامل، دون معرفة الأسباب.
مــحــافــظــة الــحــســكــة
منعت القوات الأمريكية دورية روسية من التوجه إلى القامشلي عبر طريق الحسكة – حلب، وذكر المرصد السوري أن القوات الأميركية المتمركزة عند المدخل الشرقي لبلدة تل تمر بريف الحسكة، عمدت صباح السبت، إلى إيقاف عربات عسكرية روسية عند دوار البلدة ومنعوها من المرور نحو مدينة القامشلي.
كما ذكرت مصادر خاصة لأوغاريت بوست أن دوريات أمريكية تواصل المرابطة على طريق المالكية- القامشلي منذ أيام، بعد أن كانت منعت قبل أيام دورية روسية من العبور باتجاه معبر سيمالكا، وأشارت المصادر إلى أن القوات الأميركية تعمل على توسيع قاعدة “تل بيدر” بريف القامشلي بغية نقل قوات إليها من قواعدها المجاورة، بالتزامن مع نقلها لصواريخ غراد من العراق إلى قاعدة تل بيدر.
إضافة إلى ذلك استهدفت طائرات “التحالف الدولي” سيارة كانت معدة للتفجير عصر السبت، في قرية “أم الرز” بريف الحسكة الجنوبي، حيث كانت “السيارة في طريقها لاستهداف قاعدة التحالف الدولي في الشدادي، أو نقاط عسكرية لقوات قسد”.
وفي سياق آخر تبني القوات التركية قاعدة عسكرية عند مشرافة طريق جافا بريف رأس العين، فيما وصل إلى ريف المدينة نحو 70 عائلة من عوائل الفصائل الموالية لتركيا، حيث تم إسكانهم في قرى الأكراد ومشاريعهم الزراعية في كل من مريكيس وعطية وجنوب علوك.
مــحــافــظــة ديــر الـــزور
جرح 3 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية بانفجار عبوة ناسفة، زرعها مجهولون، وانفجرت بعربة عسكرية تابعة لقسد وسط البلدة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن الانفجار.
مــحــافــظــة الــرقـــة
جرح عنصران من قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، بانفجار عبوة ناسفة وسط مدينة الرقة، ووفقاً للمصادر فإن العبوة التي زرعها مجهولون انفجرت على طريق قرية كسرة شيخ.
التواجد الأمريكي في شمال سوريا
ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري على جانبي الحدود السورية – العراقية لعدة أسباب منها “مواجهة إيران”، وذلك بعد الحديث عن مستقبل القوات الأمريكية في العراق، وضغوط من روسيا لتعزيز وجودها العسكري شرق الفرات.
مــحــافــظــة درعــــا
نفذ مسلحون مجهولون هجوماً على حاجز عسكري للقوات الحكومية السورية في بلدة “كويا” يتبع “اللواء 112” في منطقة “حوض اليرموك” على الحدود السورية – الأردنية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.
الــنــازحــيــن الــســوريــيــن
أفاد بيان للأمم المتحدة إن أكثر من 38 ألف شخص نزحوا في الأيام الخمسة الأخيرة، هربا من الغارات الجوية التي تشنها قوات الحكومة السورية وروسيا على غرب مدينة حلب وإدلب، وبحسب البيان فإن الأمم المتحدة أعربت عن بالغ قلقها حيال ازدياد عمليات النزوح في مناطق شمال غرب سوريا.
الــحــصــاد الــســيــاســي
أكدت وزارة الخارجية السورية، أن العمليات التي تخوضها القوات الحكومية السورية في محافظتي حلب وإدلب لن تتوقف، ووجهت الوزارة رسالتين إلى الامين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، جاء فيها أن “هيئة تحرير الشام تواصل هجماتها على مناطق في حلب وإدلب، وأن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين، وأشارت الوزارة إلى أن العمليات العسكرية جاءت استجابة لمناشدات الأهالي.
في سياق آخر أكد تقرير أمني مطلع أن الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دمشق كانت بهدف الحصول على أجوبة واضحة من الرئيس السوري بشار الأسد لعدة ملفات منها عدم انخراط سوريا في أي تصعيد عسكري بين الولايات المتحدة وإيران، وبين التقرير أنه إذا لم يستجيب الرئيس السوري للمطالب الروسية فإنه سيتم رفع الحصانة عنه وفق تفاهمات عقدتها موسكو مع كل من واشنطن وتل أبيب.
وفي غضون ذلك قال عضو اللجنة الدستورية السورية (قائمة المعارضة)، قاسم الخطيب، أنهم مع محاربة ما وصفهم بـ “الفصائل الارهابية”، وضرورة إخراجهم من إدلب، مضيفاً “نحن كسوريين عانينا من الإرهاب أكثر من النظام، وسكان إدلب هم أهلنا وناسنا، ونتمنى أن يلتزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار”.
فيما أكدت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، استعداد بلادها لتقديم الدعم المادي للنازحين من محافظة إدلب جراء التصعيد العسكري، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي، حيث أشارت ميركل إلى إمكانية دعم بناء مساكن مؤقتة للمدنيين الهاربين من إدلب باتجاه الحدود التركية. ودعت لعقد لقاء متعدد الأطراف، من أجل دفع العملية السياسية إلى الأمام.