حصاد أوغاريت بوست: تركيا تطلق عملية عسكرية في إدلب، والقوات الحكومية تنفذ حملة أمنية في الصنمين بدرعا

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – أطلقت القوات التركية عملية عسكرية في إدلب ضد القوات الحكومية السورية، وقصفت الطائرات المسيرة التركية خلال الأحد، نقاط ومواقع للقوات الحكومية، فيما اسقطت الأخيرة طائرة مسيرة لتركيا، يأتي ذلك في غضون تنفيذ القوات الحكومية حملة أمنية في مدينة الصنمين بريف درعا.

الحصاد الميداني – منطقة خفض التصعيد

أسقطت القوات التركية طائرتين حربيتين من نوع سوخوي 24 من سلاح الحكومة الجوي، وذلك بعد استهدافها من قبل طائرات تركية F-16 ، وسقطت الطائرتين ضمن مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية السورية في ريف معرة النعمان وجبل الزاوية، دون ورود معلومات عن مصير طاقم الطائرتين.

بدورها أسقطت فصائل المعارضة طائرة مسيرة تركية عن طريق الخطأ، ظناً منهم انها تابعة للقوات الحكومية السورية.

وعلى صعيد متصل تشهدها محاور مدينة سراقب وقرية آفس اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية، في هجوم ينفذه الأخير بإسناد جوي من قبل طائرات روسية، فيما تشارك القوات التركية بصد الهجوم عبر قصف مدفعي مكثف.

الـتـدخـل الـعسـكـري الـتـركـي في إدلـب

قالت وزارة الدفاع التركية، أنها دمرت 3 منصات دفاع جوية تابعة للقوات الحكومية السورية، وأشارت الدفاع التركية إلى أن أحدى هذه المنصات هي من أسقطت الطائرة المسيرة التركية.

بدورها نقلت وكالة “سانا” الحكومية، ان القوات الحكومية تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة تركية بريف إدلب الجنوبي الشرقي.

بينما أعلنت الحكومة السورية إغلاق المجال الجوي السوري، وتحديداً أمام الطائرات المسيرة وخصوصاً فوق إدلب، وأكدت أن أي طائرة تدخل سيتم إسقاطها.

وكان وزير الدفاع التركي قد أعلن عن إطلاق العملية العسكرية التركية التي أطلق عليها “درع الربيع” في إدلب، وتهدف لإخراج القوات الحكومية السورية من إدلب إلى ماوراء نقاط المراقبة التركية.

ونقلت وكالة “الأناضول” عن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إن العملية “التي بدأت عقب الاعتداء على قواتنا.. وهي مستمرة بنجاح”، مضيفاً أن لا نية لدى أنقرة للتصادم مع روسيا.

وفي غضون ذلك حذر “المركز الاستشاري الإيراني” في سوريا القوات التركية، مذكراً إياها “أنها موجودة منذ شهر في مرمى قواتنا وكنا نستطيع الانتقام، ولكننا لم نفعل ذلك تلبية لأوامر قيادتنا”، ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن المركز أن قرار عدم التعرض للقوات التركية لا زال ساري المفعول.

وفي وقت سابق من الأحد، قالت وسائل إعلامية تركية أن كبار قادة القوات التركية بينهم وزير الدفاع خلوصي أكار جاؤوا إلى ولاية هاتاي الحدودية مع سوريا.

كما ومع انتهاء المهلة المحددة من قبل الرئيس التركي قصفت الطائرات التركية مناطق في ريفي إدلب وحلب، ومع بداية تدخلها العسكري استهدفت الطائرات المسيرة التركية مواقع للقوات الحكومية في معرة النعمان وسراقب وريفهما، والطريق الدولي دمشق – حلب المعروف باسم “M5”.

وقالت وسائل إعلامية تركية أن الاجتماع الأمني الأخير في العاصمة التركية أنقرة تمخض عن قرار بشن حملة عسكرية ضد القوات الحكومية السورية، وبحسب صحيفة “يني شفق” فإن كل النقاط والمراكز التي تتواجد فيها القوات الحكومية السورية مستهدفة وليس في إدلب فقط.

مــحــافــظــة حــلــب

استهدفت القوات التركية مقرين “لقيادة للقوات الروسية” وقوى الأمن الداخلي في ريف منبج الغربي، وطال القصف الصاروخي مناطق في العريمة والخالدية والكاوكلي واليالني وجب الحمرا والتي يتشارك مجلس منبج العسكري والقوات الحكومية السيطرة عليها بريف منبج الغربي، وسط عملية نزوح من الأهالي على خلفية القصف.

مــحــافــظــة درعـــا

خرجت تظاهرات في عدة قرى وبلدات بمحافظة درعا، معبرين عن تضامنهم مع مدينة الصنمين، وسط حالة من التوتر والغليان الشعبي احتجاجاً واسع على ما تتعرض له مدينة الصنمين.

وإلى ذلك شن مقاتلين سابقين في المعارضة في بلدة “الشيخ سعد” هجوماً على الحاجز الرباعي، إضافة إلى مهاجمة أبناء “المزيريب” مبنى الناحية والذي تتمركز داخله مجموعات من عناصر حزب الله والمخابرات الجوية.

وأطلق أبناء مدينة درعا دعوات للتظاهر في ساحة المسجد العمري وفي ساحة “الساعة” في “بصرى الشام” تنديداً بالهجوم على “الصنمين”.

وفي السياق تتواصل الاشتباكات داخل مدينة الصنمين بين مقاتلين سابقين لدى الفصائل من جهة، والقوات الحكومية مدججة بالأسلحة الثقيلة والدبابات من جهة أخرى، وسط الحديث عن مقتل 3 أشخاص بينهم طفل جراء الاشتباكات المستمرة.

كما اندلعت اشتباكات مع أحد المفارز الأمنية التابعة للحكومة السورية في بلدة طفس. ويأتي ذلك بعد بدأت القوات الحكومية السورية حملة أمنية في مدينة الصنمين بعد سنتين من السيطرة عليها بعد عقد مصالحات وتسويات مع الفصائل المعارضة تحت رعاية روسية.

مــحــافــظــة الــحــســكـــة

كررت الإدارة الذاتية دعوتها لنازحي إدلب بالتوجه إلى مناطقها، وقالت الإدارة أنها جاهزة لاستقبال كل النازحين القادمين من إدلب، وطالبت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية تقديم الدعم والتواصل والتنسيق معها وإعادة النظر بقرارها حول إغلاق معبر اليعربية الحدودي” مع العراق، للتعامل مع أزمة اللاجئين لديها.

مــحــافــظــة دمــشـــق

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم “5” القاضي بمنح أسر الشهداء والمفقودين والمحالين على المعاش الصحي لمن كانت إصابتهم بنسبة عجز تبلغ 40 بالمئة فما فوق من العسكريين وقوى الأمن الداخلي زيادة شهرية على المعاش 20 ألف ليرة سورية.

ومن جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان دوي انفجار عنيف سمع في مدينة جرمانا في ريف دمشق الجنوبي، تبين أنه ناجم عن عبوة ناسفة مركونة في سيارة عسكرية من نوع “بيك آب” انفجرت قرب مخفر البلدية في شارع الجمعيات، دون معلومات عن حجم الخسائر البشرية.

الــحــصــاد الــســيــاســـي

أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيريه الروسي والتركي خلال اتصالين هاتفين منفصلين أنه”يشعر بقلق عميق من الكارثة الإنسانية الجارية” الناجمة عن هجوم “سوريا وحلفائها في محافظة إدلب”، وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة الوقف الفوري للعمليات القتالية، ودعا روسيا وتركيا إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

بدوره قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة تريد من أمريكا إرسال بطاريات صواريخ باتريوت الدفاعية لحماية قواتها في محافظة إدلب، مشيراً إلى أنهم “لم يتلقوا الدعم الكافي من المجتمع الدولي حيال أزمة اللاجئين”. وأضاف، “ننتظر من الناتو مواقف واضحة بشأن سوريا، وأعتقد أن رسالتنا وصلت إليهم”.