دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

حصاد أوغاريت بوست: الإعلان عن وقف إطلاق النار وتعليق العمليات العسكرية في شمال سوريا، والقوات الحكومية تقصف مناطق في شمال اللاذقية وجنوب إدلب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) –  أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وقف لإطلاق النار في شمال وشرق سوريا، وأن قوات قسد ستنسحب لمسافة 20 ميلاً، إضافة إلى أن القوات التركية ستنسحب من شمال سوريا، ورحبت قوات سوريا الديمقراطية بذلك وأعلنت التزامها ببنود الاتفاق، يأتي ذلك في وقتٍ تستمر الطائرات المروحية بإلقاء البراميل المتفجرة على الكبانة شمال اللاذقية.
الحصاد الميداني – التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا
لاتزال مدينة رأس العين تشهد اشتباكات وقصف من قبل فصائل المعارضة المسلحة، وكانت الفصائل مع القوات التركية قد سيطرت على نصف مدينة رأس العين، وذلك بعد قصف جوي وبري عنيف منذ مساء أمس الأربعاء وحتى ظهر الخميس.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الاشتباكات مستمرة بين الطرفين على محور العالية ومحاور أخرى في المنطقة الواصلة بين تل تمر ومدينة رأس العين، تترافق مع غارات جوية من قبل طائرات تركية بالإضافة لقصف بري مكثف، وخلفت المعارك ضمن المحاور أنفة الذكر مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال، بينما تعرضت أماكن في منطقة كرى كرا بريف بلدة المالكية (ديريك)، لقصف جوي وبري.
كما طالبت الإدارة الذاتية المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة للتدخل بشكل عاجل للسماح بإجلاء الجرحى المدنيين من مناطق الاشتباك في مدينة رأس العين شمال شرق سوريا، وفتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين والجرحى من المدينة، لأنه في ظل القصف المكثف للقوات التركية فإن الطواقم الطبية لاي مكنها الدخول.
ومن جهة أخرى وبعد أن أوقفت قسد عملياتها العسكرية ضد داعش بسبب “الغزو التركي”، أعلن تنظيم داعش، أنه “حرر عدداً” من النساء المحتجزات، إثر هجوم شنه على مقر لقوات سوريا الديمقراطية في محافظة الرقة في شمال سوريا.
كذلك أبدى مجلس الأمن الدولي،قلقه من مخاطر تدهور الوضع الإنساني في شمال شرق سوريا وهروب مقاتلي تنظيم داعش الأسرى، لكنه لم يتطرق إلى الهجوم التركي على قوات قسد في المنطقة والذي بدأ قبل أسبوع.
اتفاق وقف إطلاق النار بين قسد وتركيا
أعلن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، التوصل إلى اتفاق بين أميركا وتركيا على انسحاب أنقرة من شمال سوريا.
وأكد بنس، أن واشنطن وتركيا اتفقتا على وقف إطلاق النار في سوريا، مشيراً إلى ان العمليات العسكرية ستتوقف لمدة 3 أيام، وستتولى أمريكا تسهيل عملية انسحاب قوات قسد إلى عمق 20 كم مع الحدود التركية، ومشددا على التزام تركيا بوقف كامل لوقف إطلاق النار، ومساعدة الأقليات الدينية في تلك المناطق المنكوبة.
وتعهد نائب الرئيس الأميركي بإلغاء العقوبات المفروضة على تركيا فور إتمام الانسحاب من الشمال السوري، مشيرا إلى أنه لن يتم فرض المزيد من العقوبات على أنقرة.
ومن جانبه، ذكر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن وقف إطلاق النار سيتيح حماية حقوق الأقليات في شمال سوريا.
ومن جانبها أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التزامها باتفاق وقف اتفاق النار المبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة التركية، وطالب تركيا الالتزام بالاتفاق،
وذكرت قوات قسد، أن اتفاقية وقف اطلاق النار الفوري تشمل “جبهات القتال الممتدة من مدينة راس العين/ سري كانيه شرقاُ وحتى مدينة تل ابيض غرباً، وقد دخلت عملية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة 22:00 من مساء اليوم الخميس.
تداعيات التدخل التركي في شمال وشرق سوريا
في أول تصريح للرئيس السوري، بعد 9 أيام من العمليات العسكرية شمال شرقي البلاد، تعهد بشار الأسد، الخميس، بمواجهة “العدوان التركي” على الأراضي السورية، وذلك “عبر كل الوسائل المشروعة والمتاحة”، وأكد الأسد أن “العدوان التركي” التي تشنه على شمال سوريا يؤكد ان لتركيا “أطماع” في سوريا. وجاءت ذلك أثناء استقبال الأسد مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض.
كذلك وصف مصدر في وزارة الخارجية السورية الهجوم التركي على شمال سوريا بـ”العدوان التركي السافر” الذي يمارسه نظام أردوغان من خلال “زرع الموت والدمار” في سوريا عبر عملية “نبع السلام” العسكرية.
لافتا إلى أن “المجتمع الدولي برمته مطالب بالاضطلاع بمسؤولياته في الضغط على نظام أردوغان لوضع حد لعدوانه على سوريا”.
وفي السياق أفاد موقع شبيغل أونلاين الألماني، أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة توقف عن تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن الحرب ضد داعش مع تركيا، وذلك جراء التدخل التركي في شمال وشرق سوريا،
وذكر الموقع أن القرار تم اتخاذه بسبب التخوف من احتمالية استخدام الجيش التركي للبيانات، التي يتم جمعها عبر الطائرات والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، في تخطيط العملية العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية.
وبسبب التدخل العسكري التركي أيضاً، صوت مجلس النواب الأميركي بأغلبية، على إدانة من الحزبين لقرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من شمالي سوريا، وينص القرار على معارضة الكونغرس لسحب القوات الأميركية، ويدعو إلى ضرورة وقف تركيا هجومها العسكري في سوريا، إضافة، تقديم البيت الأبيض لخطة خاصة لهزيمة دائمة لتنظيم داعش، واصفين الانسحاب الأمريكي من سوريا “بالكارثي”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد هدد نظيره التركي بفرض “عقوبات مدمرة” على بلاده، في حال لم ينجح اللقاء الذي من المتوقع أن يجمع رجب طيب أردوغان بمايك بنس، في وقت لاحق، والذي سيتباحث ملف وقف التدخل التركي على شمال سوريا.
ورغم إعلانه مسبقاً أنه لن يلتقي نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أعلنت الرئاسة التركية أن رجب طيب أردوغان وافق على اللقاء بمايكل بنس، وبحث ملف وقف إطلاق النار في شمال وشرق سوريا، والإنخراط في الحوار من جديد.
في حين حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الخميس، من “خطر شديد” نتيجة التوغل التركي في شمال شرق سوريا، داعياً لاجتماع طارئ للتحالف الدولي نتيجة التوغل التركي، وحذر لودريان ان الحرب التركية على قسد ستقوض مهمة الحرب ضد داعش، مطالباً الدول التي ينتمي إليها عناصر داعش المحتجزين في سوريا التحرك بشأنهم.
يأتي ذلك في وقتٍ أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، استعداد بلديهما للإسهام في الحوار بين سوريا وتركيا على خلفية عمليتها شمال شرق سوريا، وذكرت مصادر أن كلا الجانبين أعربا عن “رأي مشترك يؤكد ضرورة تحقيق استقرار صارم وطويل الأمد للأوضاع في منطقة شرق الفرات، على أساس احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها”.
بدورها أعربت الخارجية المصرية عن ارتياحها وترحيبها بموقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض عقوبات أولية على تركيا، وأبدت استياءها وقلقها البالغ من “العدوان التركي” على الأراضي السورية.، وأشارت إلى انها تتابع بقلق “العدوان التركي المُستمر على الأراضي السورية، وما يرتبط بذلك من انتهاكات لقواعد القانون الدولي، وما تمخض عن ذلك العدوان من تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني بفقدان الأرواح ونزوح عشرات الآلاف”.
منطقة خفض التصعيد
قصفت الطائرات الروسية باكثر من 20 غارة مناطق متفرقة من “خفض التصعيد”، تزامن ذلك مع تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية على محاور في شمال اللاذقية،
كذلك استقدامت القوات الحكومية السورية، تعزيزات عسكرية لدعم محاور ريف اللاذقية في كبانة وجبل التركمان.
كما قصفت الطائرات المروحية بالبراميل المتفجرة المحور ذاته بريف اللاذقية الشمالي.
وفي السياق ذاته، دارت اشتباكات وقصف مدفعي على محور كبانة بريف اللاذقية وقصف مدفعي مكثف من نقاط تمركز القوات الحكومية في ريف اللاذقية، في حين لا تزال محاور ريف إدلب الجنوبي تشهد عمليات قصف تستهدف المحاور الشمالية لخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
محافظة درعا
قتلت فصائل معارضة مسؤول “اللجان الشعبية” الموالية للحكومة، في مدينة جاسم شمال مدينة درعا جنوبي سوريا، قصي نادر، الذي يعمل أيضا طبيبا للأسنان، بعيادته بطلقتين في الرأس من مسدس كاتم للصوت.
وتبنت مجموعة تتبع للمعارضة السورية وتسمي نفسها “كتائب جيش الأبابيل” في بيان لها، عملية الاغتيال، موضحة أن ذلك يأتي “ثأرا لمدينة الصنمين إضافة إلى أنه كان ينفذ تعليمات شقيقه بالتنسيق مع أجهزة المخابرات السورية”.