أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال المعارك مستمرة في مدينة رأس العين بين قوات قسد والقوات التركية والفصائل الموالية لها، وسط استمرار القصف الجوي والبري على نقاط قسد، في ظل استمرار فشل الفصائل السيطرة على المدينة، فيما أعلنت قسد مجدداً استئناف حربها ضد داعش، كما تستمر الطائرات الروسية بقصف مناطق في أرياف إدلب واللاذقية وحلب.
الحصاد الميداني – التدخل التركي في شمال وشرق سوريا
تتواصل الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية من جهة والقوات التركية والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى في مدينة رأس العين، وسط قصف مكثف من قبل الطائرات والمدفعية التركية، ولا صحة للأنباء التي تداولتها وسائل إعلام عن انسحاب قسد من جبهات القتال.
وخرقت الفصائل الموالية لتركيا لليوم الثاني على التوالي اتفاق وقف إطلاق النار في رأس العين، حيث واصلت قصفها لقرية “أم العصافير” جنوب شرق رأس العين، وقرب “الأهراس” في شمال غرب تل تمر، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية سيطرت على قرية “الأهراس” بعد الاشتباكات مع الفصائل.
وفي السياق قالت مصادر محلية، أن “الفصائل المدعومة من تركيا تقوم بعمليات اعتقال وسرقة وطلب فديات مالية لقاء إطلاق سراح المعتقلين المدنيين بمدينة رأس العين، كذلك أطلقت سراح أحد المخطوفين بعد دفع فدية مالة بلغت 5 آلاف دولار.
وأشار نشطاء أكراد إلى أن هذه السلوكيات تؤكد أن “الهدف الرئيس لهذه الفصائل وبتوجيه من داعمها التركي هو إجبار أهالي المنطقة على الخروج منها وتهجيرهم بالقوة، ليقوموا بإحلال آخرين بدلا منهم”.
وعلى صعيد متصل قال مصدر طبي في الإدارة الذاتية، “إن العملية التركية في شرق الفرات تسببت بمقتل 235 مدني بينهم 22 طفل، فيما جرح 677 آخرين”، مشيرة إلى ان النقاط الطبية في مدينة رأس العين تعرضت للقصف من قبل الطائرات التركية، وباتت خارج الخدمة”، وكشف المصدر، “أن عدد الجرحى يقارب بـ 677, أما الشهداء المدنيين فوصل إلى 235 بينهم 22 طفل”.
بدوره اتهم قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، تركيا بمنع انسحاب مقاتليه من مدينة رأس العين، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن قسد ملتزمة بالانسحاب من منطقة تمتد بين رأس العين وتل أبيض وبعمق 30 كيلومتراً وصولاً إلى الطريق الدولي “إم 4″، مشيراً إلى ان “المنطقة الآمنة” التي يتحدث عنها أردوغان “لن نقبل بها”، ونوه إلى ان الاتفاق مع الحكومة السورية هو “لمواجهة تركيا”.
يأتي هذا في وقتٍ نزح أكثر من 300 ألف مدني من المناطق الشمالية والشرقية من سوريا بسبب القصف التركي على المنطقة، ويتوجه أغلب النازحين إلى مدينة الحسكة البعيدة نوعاً ما عن مناطق الاشتباك، مشيراً إلى أن 42 مدرسة في المدينة والعشرات من المدارس الأخرى في محيط الحسكة باتت مكتظة النازحين.
ومن جهة أخرى قالت قيادة قوات قسد أن الجانب التركي لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وطالبت بفتح ممر آمن لإجلاء مدنيين المصابين في رأس العين، القيادة في قسد دعت المسؤولين الأمريكيين إلى إلزام تركيا بتنفيذ عملية وقف إطلاق النار وفتح الممر لإخراج الجرحى والمدنيين المحاصرين من رأس العين.
وعبرت الإدارة الأميركية عن أملها في التزام الأتراك وقوات قسد باتفاق وقف إطلاق النار المعلن في سوريا، مؤكدة على استمرار انسحاب القوات الأميركية من شمالي سوريا، ووصف الرئيس الأمريكي الوضع في شمال سوريا “بالهش”، مشيراً إلى أن لدى الطرفين رغبة في إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار.
بدوره أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، عن أمله في “أن يساهم إعلان وقف إطلاق النار في تهدئة الأوضاع على الأرض”.
ونقل وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر، إلى نظيره التركي، الحرص على الالتزام بالاتفاق، داعيا إياه إلى ضرورة الالتزام بسلامة المدنيين في مناطق سيطرة القوات التركية.
تداعيات التدخل العسكري التركي في شمال سوريا
قالت صحيفة “غارديان” بأن بلجيكا تستعد لاستعادة مواطنيها المحتجزين في شمال شرقي سوريا للاشتباه بأنهم على صلة بتنظيم “داعش”، قبل انتهاء الهدنة المعلنة بين تركيا وقوات قسد، وأشارت الصحيفة أن الدول الأوروبية لم تبد اهتماما كبيرا باستعادة المسلحين الأسرى، إلا إذا لجؤوا شخصيا إلى قنصلياتها، ما يعد أمرا مستحيلا تقريبا دون المساعدة القنصلية.
قالت وزارة الخارجية الروسية، إن وفدا من المسؤولين الروس التقوا بالرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة الحاجة لخفض التصعيد في شمال شرق البلاد.
قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ميتش ماكونيل، “إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا هو خطأ استراتيجي خطير ويُضعف التحالفات المهمة”، مشيراً إلى أن الانسحاب سهل ظهور داعش في سوريا، منوهاً أن التهديد الإرهابي في سوريا حقيقي ولايمكن التخلص منه.
وقال سيناتور أمريكي، أن هناك حاجة لاستخدام سياسة الترغيب والترهيب مع تركيا من أجل إعادتها إلى خطها واحترام مخاوفها “الأمنية المشروعة”, إلى جانب “تهيئة الظروف لإعادة إدخال القوات الأمريكية ونقل تركيا بعيداً عن روسيا والعودة إلى حظيرة الناتو.”
وفي غضون ذلك لا تزال الولايات المتحدة تواصل مراقبتها الجوية لمناطق شرق الفرات، على لرغم من اتسمرار انسحابها من سوريا،
وشدد وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، على ضرورة الحفاظ على أمن سجناء التنظيم الإرهابي، كما جدد التأكيد على ضرورة التزام أنقرة باتفاق وقف إطلاق النار وضمان سلامة السكان في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية.
إضافة لذلك أعلنت وزارة “الهجرة والمهجرين العراقية” أنها أغلقت جميع المنافذ والمعابر الحدودية البرية مع سوريا بسبب التدخل العسكري التركي في شمال سوريا، ومن أجل منع “العناصر المشتبه بها” من الدخول إلى العراق والتخفي مع العوائل النازحة.
فيما كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن دولا أوربية أبدت استعدادها لاستعادة عناصر تنظيم داعش الأرهابي، المحتجزين لدى قوات قسد، وقال ترامب، “أخبروني للتو أن بعض الدول الأوروبية مستعدة، لأول مرة، لاستعادة مقاتلي تنظيم الدولة الذين أتوا من دولهم.. أمنت النفط، وعناصر تنظيم داعش مؤمنون من الأكراد وتركيا”.
مــنــطــقــة خــفـــض الــتــصــعــيـــد
جددت الطائرات الحربية الروسية، غاراتها على مناطق في “خفض التصعيد”، حيث وصلت عدد الغارات إلى 40 غارة جوية، وطالت الغارات بلدتي معرة الصين ومعرة حرمة بريف إدلب الجنوبي.
وفي السياق، قصفت القوات الحكومية البرية مناطق بريف إدلب الجنوبي، دون ورود أنباء عن إصابات حتى اللحظة.
وعلى صعيد متصل، قتل رجل وزوجته من بلدة “بنش” وإصيب آخرين بجروح متفاوتة، جراء قصف الطائرات الروسية لمخيم في الأراضي الزراعية تقطنه عائلات نازحة في محيط بلدة “تفتناز” بريف إدلب.
كذلك قصفت الطائرات الروسية محاور في ريف اللاذقية الشمالي وخاصة الكبانة، والطرق المؤدية إلى محاور جبل الأكراد، تزامن ذلك مع قصف صاروخي نفذته القوات الحكومية على محاور الاشتباك بالمنطقة.
مــحــافــظـــة دمـــشــــق
داهمت استخبارات الحكومة السورية بلدتين سبقا وكفربطنا في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، واعتقلت نحو 15 شخصاً، بتهم مختلفة، منها قتل عناصر من القوات الحكومية، وآخرين متخلفين عن الالتحاق بالجيش لأداء خدمتهم العسكرية.