أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دخلت الاحتجاجات الشعبية والحراك السلمي في محافظة السويداء يومه الـ81 على التوالي، وذلك مع استمرار المطالب بتحقيق “الحل السياسي للأزمة السورية” و “إسقاط النظام” و “اللامركزية”، وذلك في ظل دعوات لإضراب وعصيان مدني شامل وإغلاق للدوائر الحكومية.
دمشق تتجاهل.. وأهالي جبل العرب مستمرون بحراكهم السلمي
ورغم قرب تجاوزها لشهرها الثالث، إلا أن الحكومة السورية لم تعطي اهتماماً خاصاً للحراك الشعبي في السويداء، الذي لايزال مستمر منذ نحو 3 أشهر، ويبدو أنه لن يتوقف حتى تحقيق المطالب الشعبية ووقوف دمشق عند مطالب الأهالي المعيشية والخدمية والسياسية التي تتمثل “بإسقاط النظام” و “الحل السياسي للأزمة السورية”.
ودعا مشاركون في الاحتجاجات الشعبية في المحافظة إلى عصيان مدني وإضراب شامل مع إغلاق الدوائر الحكومية، مع قطع الطرقات العامة وإشعال الإطارات، وذلك كنوع من الغضب والرد على عدم تجاوب الحكومة السورية للمطالب وتجاهل الحراك السلمي أساساً.
وساهمت الأوضاع التي تعيشها سوريا والمنطقة بشكل عام من بينها الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، بغياب الحراك السلمي في السويداء من على شاشات الإعلام العربية والدولية، بعد أن كانت من العناوين الرئيسية للوكالات ووسائل الإعلام ومحل اهتمام مسؤولين دوليين وإقليميين.
“بالقنابل والأسلحة”.. هجوم على مبنى حزب البعث
وخلال ساعات المساء، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مسلحون مجهولون هاجموا مبنى فرع “حزب البعث” في مدينة السويداء، بواسطة القنابل والأسلحة الخفيفة، في المقابل رد عناصر حماية الفرع بالرد على مصدر الهجوم، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية أو مادية.
سبق ذلك أغلاق سكان مدينة السويداء، دوائر حكومية بعد دعوات للإضراب والعصيان المدني وُجهت من قبل المشاركين بالاحتجاجات للوقوف عند مطالب السكان المعيشية والخدمية.
وقالت مواقع إخبارية، إنه تم إغلاق فرع حزب “البعث” داخل مدينة السويداء بالإضافة إلى إغلاق مديرية الاتصالات ومديرية الزراعة ومديرية التربية، وذكرت أنه تم أيضاً قطع الطرقات الرئيسية وإشعال الإطارات في بعضها وكذلك أمام مبنى حزب “البعث”.
“لافتات تدعو لوقف ترديد شعارات حزب البعث في المدارس”
وأوضحت أن المحتجين كتبوا لافتات على أبواب بعض المؤسسات الحكومية دعوا فيها إلى توقيف ترديد شعارات حزب “البعث” في المدارس، كما دعوا إلى الوقوف إلى جانب الاحتجاجات.
خطوة إغلاق الدوائر الحكومية جاءت بهدف ضغط الجماهير على الحكومة السورية لتحقيق المطالب الشعبية كتأمين المحروقات للتدفئة والزراعة والكهرباء والمياه، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة إنهاء الأزمة السورية وفق القرارات الأممية ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2254، والتغيير السلمي للسلطة في البلاد (إسقاط النظام).
“حرق للإطارات”.. واستمرار التظاهرات
وقالت مصادر إعلامية محلية، بأن مجموعة من الشبان أقدموا على حرق الإطارات في الشوارع والساحات، كذلك أمام فرع “حزب البعث” في السويداء” وذلك تأكيداً على “الإغلاق النهائي لكافة أفرع الحزب الحاكم في المحافظة وانتهاء دور حزب البعث كحزب حاكم”.
واحتجاجاً على الواقع الخدمي والمعيشي السيء في المحافظة، والتي ساهمت الحكومة السورية فيها بشكل مباشر، قام محتجون بحرق إطارات على طريق الشام بالقرب من قرية “عتيل”، وترافقت الاحتجاجات مع ترديد شعارات تطالب “بإسقاط النظام والحل السياسي للأزمة” و “الشعب السوري واحد”.
كذلك حمل العشرات من المحتجين في ساحة الكرامة، رمز الحراك السلمي في السويداء، لافتات كتب على بعض منها “الحرية حق ونريد – لا للاعتقال التعسفي – لا لسلطة الأمر الواقع – لا للتهجير القسري – نعم لدولة المواطنة – نطالب باستقلال القضاء”.
ولا شك في أن الحراك الشعبي السلمي في السويداء أعطى صورة حقيقية عن الشعب السوري للإقليم والعالم، بأن ثورة الشعب السوري الحقيقية هي ثورة تغيير سلمي وليست ثورة مسلحة كما جلعتها أطراف إقليمية ودولية ساهمت بشكل مباشر في تحول الثورة إلى حراك مسلح في بداياتها، وكان لها الدور الأبرز في ديمومة الصراع القائم على السلطة وجمود الحلول السياسية.
تهديدات أمنية “لحزب اللواء السوري”
وسبق أن أعلن “حزب اللواء السوري” في السويداء، تلقيه تهديدات أمنية من قبل الحكومة السورية و “حزب الله” اللبناني وإيران، وذلك بعد أن بدأ الحزب قبل فترة بخطوات على طريق “الإدارة الذاتية” تشبه إلى حد بعيد ما جرى في الشمال الشرقي من سوريا، بإعلان قيام الإدارة اللامركزية.
ويرفض الحزب العامل في المحافظة، الاتهامات التي تطاله “بالانفصال” والتي أشار إلى إنها “من ترويج أجهزة أمنية عبر أدواتها في السويداء” وشدد على إنها “معلومات مغلوطة مفادها إن المطالب بالإدارة اللامركزية هو شكل من أشكال الانفاصل”، على الرغم من أن معظم الدول المتقدمة الآن يحكمها نظام لا مركزي.
وحذر الحزب من خطوات تصعيدية للحكومة السورية وإيران وموالين لها ضد المحافظة والأهالي والمحتجين، وأكد أن سلامة الأهالي والمنطقة فوق كل اعتبار.
إعداد: ربى نجار