دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

جيل سوري جديد في دول الشتات قد لا يتكلم اللغة الأم (العربية)

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حذرت تقارير عدة من أن جيلاً كاملاً من السوريين المتواجدين في تركيا وغيرها من الدول الأوروبية لن يتكلموا بلغتهم الأم (العربية)، فيما أبدت أوساط شعبية وسياسية في سوريا قلقها من الأمر، مما يعني تغييراً في الثقافة والتاريخ والانتماء.

مخاوف من عدم تعلم أبناء اللاجئين السوريين للغة العربية

المخاوف لم تقتصر على من هم داخل سوريا، بل اللاجئون السوريون الذين يعيشون في الخارج أيضاً، حيث أبدوا خشيتهم من عدم تعلم أبنائهم للغتهم الأم.

احد اللاجئين المقيمين في مدينة غازي عنتاب (طلب عدم ذكر أسمه)، قال لأوغاريت بوست، “لم يتسن لنا الوقت لنعلم أبنائنا، اللغة العربية، لأنها تدرس في مدرسة تركية واللغة التركية”، لكنه أشار إلى أنهم “بحكم انهم يتحدثون بالعربية في المنزل فإن أولادهم يتحدثون قليلاُ بالعربية بيد انهم لا يعرفون الكتابة والقراءة”.

اللاجئ أبدى قلقه من أن إذا تم اعادتهم إلى سوريا، لن يتمكن أولاده من دراسة اللغة العربية، وقد يحتاجون إلى وقتٍ طويل حتى يتعلموا، كون أولاده الثلاث ولدوا في تركيا التي لجأ إليها عام 2013″.

وقال اللاجئ، “لست أنا فحسب بل كل السوريين في تركيا يتخوفون من ذلك، ويبدون قلقهم من عدم تعلم أبنائهم للغة العربية”.

دمج الطلاب السوريين بالأتراك ضمن المدارس التركية

وكانت وزارة التربية والتعليم التركية قد أصدرت في عام 2016، قراراً يقضي بدمج الطلاب السوريين بأقرانهم الأتراك في المدارس الحكومية، وبدأت بعد ذلك بإغلاق مراكز التعليم المؤقتة المخصصة للاجئين السوريين على أراضيها تباعاً. وبدخول العام الدراسي الجديد 2019/2020، اقتصر التعليم في مراكز التعليم المؤقتة على عدد محدود في بعض الولايات وللتعليم الثانوي حصراً، فيما أنهت ولايات أخرى وجود هذه المراكز نهائياً، وأضحى الطلاب السوريون كغيرهم يتعلمون باللغة التركية بشكل كامل، بعد أن كانوا يدرسون المنهاج الذي تشرف على وضعه “الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف السوري”.

مخاوف محقة ومبررة.. والحكومة التركية أغفلت عن تعليم السوريين للغتهم الأم

ويقول الصحفي التركي عبد الله سليمان أوغلو، المتابع عن كثب لشؤون السوريين، “مخاوف السوريين في هذا السياق محقة ومبررة، بالفعل باتت ظاهرة عدم إتقان الأطفال السوريين للغة العربية في تركيا، وخصوصاً الأطفال الذين دخلوا المدارس التركية من الصفوف المدرسية الأولى، ظاهرة مقلقة، في حين لم تراع الحكومة التركية هذه المخاوف”.

وأوضح سليمان أوغلو أن عدم تنفيذ الحكومة التركية للخطة التي وضعت عند دمج الأطفال السوريين بالأتراك، موضحاً “الخطة كانت تقضي بإعطاء الطلاب السوريين عددا محدوداً من الساعات لتعلم اللغة العربية في المدارس التركية، لكن يبدو أن هذه الخطة التي كان من شأنها تعزيز الثقافة الأصلية والاطلاع على الثقافة العربية أُغفلت تماماً”.

وأشار الكاتب التركي إلى “سهولة تطبيق هذه الخطة، خصوصاً بعد أن تم فرز عدد كبير من المعلمين السوريين إلى المدارس التركية”، وقال “إن القيام بمبادرات من هذا القبيل ممكن، غير أن غالبية المدراء الأتراك لا يوافقون على ذلك، بحجة أن من شأن ذلك أن يؤثر على دمج الطلاب السوريين بالأتراك”.

تدارك الموقف

ووفق له، فإن من الممكن “تدارك هذا الأمر من خلال إلحاق الأطفال بالنوادي الصيفية، أو في حلقات تعليم القرآن الكريم التي تقام في غالبية المساجد التركية، خلال فترة الصيف”.

ودعا أوغلو منظمات المجتمع المدني السورية الناشطة في تركيا، إلى “القيام بأنشطة دائمة لتعليم اللغة العربية”، وقال “يجب أن يكون ذلك على رأس أولوياتهم سواء خلال فترة الصيف، أو خلال العام الدراسي، وخصوصاً أنه ليس بمقدور كل السوريين أن يلحقوا أطفالهم بدورات مدفوعة الأجر، وبالتحديد الذين يعانون من الفقر والأوضاع الاقتصادية المتردية”.

وحسب أرقام حكومية، تستضيف تركيا من مليون طالب سوري يدرسون في المدارس والجامعات التركية باللغة التركية.

 

إعداد: ربى نجار