دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

جهود لعودة سوريا للجامعة العربية.. وصحيفة أمريكية تكشف عن “مقاومة دول للمساعي السعودية” لعودة دمشق

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تستمر المساعي من قبل بعض الدول العربية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية واستعادة دمشق لدورها في الوطن العربي بعد قطيعة سياسية دامت أكثر من عقد من الزمن، حيث تقود هذه الجهود دول على رأسها السعودية، في وقت تقف بعض الدول الأخرى كعائق أمام هذه المساعي.

المقداد في الرياض لأول مرة منذ عقد

وبعدما كشفت وكالة “رويترز” للأنباء عن احتمال توجه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق للقاء الأسد و تقديم دعوة رسمية له لحضور القمة العربية المقبلة في السعودية، استقبل نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، الأربعاء، وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وذلك لدى وصوله إلى مطار الملك عبدالعزيز في محافظة جدة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”.

ورحب نائب وزير الخارجية بالمقداد الذي يزور المملكة في إطار دعوة من الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، لعقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا.

مباحثات سعودية مع بيدرسون لحل الأزمة السورية

كما تلقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اتصالاً هاتفياً من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، وجرى خلال الاتصال، بحث سبل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية والجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي لسوريا في هذا الشأن. بحسب ما نشره موقع “الحدث” السعودي.

وأكد وزير الخارجية السعودي خلال الاتصال “حرص المملكة على بذل كافة الجهود للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي، ويحقق الخير والنماء لشعبها الشقيق”، بحسب “واس”.

جلسة لمجلس التعاون الخليجي لعودة سوريا للجامعة العربية

جاء ذلك بعد أن دعا مجلس التعاون الخليجي، الثلاثاء الماضي، لاجتماع يبحث إمكانية عودة سوريا للجامعة العربية، ومن المقرر أن ينعقد الاجتماع في جدة بالسعودية، يوم الجمعة القادم، بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.

“موقف قطر”.. والكويت تتراجع عن موقفها السابق

بدورها أعلنت الخارجية القطرية بعد تلقيها دعوة للمشاركة في اجتماع “التعاون الخليجي” يوم الجمعة المقبل، أن موقفها من دمشق لايزال على حاله، حيث قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن الاجتماع التشاوري سيناقش وجهة النظر العربية، تجاه عودة دمشق للجامعة العربية.

وأوضح أن دعوة الأردن ومصر والعراق للمشاركة في الاجتماع جاءت “لأن هذه الدول معنية بالأساس في هذه القضية”.

ولفت المسؤول القطري إلى أن الموقف من دمشق مرتبط أساساً بتحقيق الإجماع العربي، والتغيير الميداني على الأرض الذي يحقق تطلعات الشعب السوري. حسب قوله.

وفي السياق، قالت صحيفة “الجريدة الكويتية” نقلاً عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، أن “الكويت ستكون مع القرار الذي ستتخذه جامعة الدول العربية، فيما يتعلّق بعودة سوريا إلى مقعدها”.

“دول تواجه جهود السعودية لإعادة سوريا لمحيطها العربي”

الصحافة الأمريكية بدورها سلطت الضوء على هذا الملف، حيث كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الأربعاء، أن جهود السعودية الرامية لإعادة سوريا إلى محيطها العربي تواجه مقاومة من بعض حلفائها.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن “مسؤولين عرب” (دون تحديد هويتهم) إن هناك 5 أعضاء في الجامعة العربية على الأقل، من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن إضافة إلى مصر التي استقبلت قبل أيام وزير الخارجية السوري، يرفضون حالياً قبول عودة سوريا إلى الجامعة.

الهدف من عودة سوريا للجامعة العربية “الحد من النفوذ الإيراني”

وقال المسؤولون العرب الذين تحدثوا “لوول ستريت جورنال” إن هذه الدول تريد من الرئيس السوري بشار الأسد التعامل أولاً مع المعارضة السياسية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتا لتقرير مستقبلهم، إضافة إلى انتشار قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين ومحاربة تهريب المخدرات ومطالبة إيران بالتوقف عن توسيع نفوذها في البلاد.

وفي حال قبول دمشق لهذه الشروط سيفتح هذا الطريق أيضاً إلى تعزيز الجهود للضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن سوريا.

ووفقا للصحيفة يمكن عودة سوريا للجامعة العربية، المكونة من 22 عضوا، من خلال الحصول على الأغلبية البسيطة، إلا أن الحصول على الإجماع سيكون ملزما لجميع الأعضاء ويوفر الشرعية اللازمة للضغط على المجتمع الدولي بشأن رفع العقوبات.

موقف سوريا بالتفاوض مع تركيا في حال عودتها للجامعة العربية

هذه التطورات السياسية على الساحة العربية تتزامن مع جهود روسية لإعادة العلاقات بين سوريا وتركيا، وسط عراقيل كبيرة تواجه هذا المسعى، خاصة مع تمسك الحكومة السورية بشروط “الانسحاب العسكري الكامل ومكافحة الإرهاب وعدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية”.

بينما تقول أوساط سياسية ومتابعة، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية والحضن العربي سيقوي موقف دمشق كثيراً خلال أي مفاوضات مستقبلية مع تركيا بشأن التواجد التركي العسكري على الأراضي السورية الشمالية، ودعم أنقرة للمجموعات المسلحة المعارضة للحكومة في دمشق، حيث من الممكن أن تمارس السعودية وإيران اللتان استعادتا علاقاتهما مع تركيا خلال الفترة الماضية، الضغوط على أنقرة للخروج من سوريا، ودعم الحلول السياسية فيها بما يتوافق مع القرارات الدولية ذات الصلة وخاصة قرار 2254.

إعداد: علي إبراهيم