أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد اتهامات من دول غربية لتركيا، بإرسال “مقاتلين متطرفين ومرتزقة” للقتال في ليبيا، خرجت تصريحات أممية تقول أن، أنقرة أرسلت الآلاف من المقاتلين السوريين من بينهم أطفال للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق ضد الجيش الليبي.
وبعد أن صرحت فرنسا رسمياً بلجوء تركيا إلى العناصر “المرتزقة” للقتال في ليبيا، أكد خبراء أمميون انخراط تركيا في عمليات تجنيد واسعة النطاق ونقل المقاتلين السوريين للمشاركة في الأعمال القتالية في ليبيا.
تحذيرات أممية
وأكدت مصادر أممية، أن تركيا قامت تجنيد هؤلاء المقاتلين من الفصائل السورية الموالية لها، “والمتهمة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات خطيرة ضد الإنسانية ولحقوق الإنسان في سوريا” للقتال في ليبيا، كما أشارت تلك المصادر إلى أن أنقرة وقيادات الفصائل الموالية لها جندت العشرات من الأطفال ممن هم دون سن الـ18 للقتال في ليبيا خلال الشهور الماضية.
وحذر فريق الأمم المتحدة العامل والمعني بمسألة “استخدام المرتزقة”، في بيان صدر الخميس، من أن الاعتماد على الجهات الفاعلة الأجنبية يساهم في تصعيد النزاع في ليبيا وتقويض احتمالات التوصل إلى حل سلمي، ويلقي بتداعيات مأساوية على السكان المحليين.
وبحسب التقرير الذي قدمته تلك الجهات، فقد أعرب الفريق الأممي عن القلق إزاء استخدام أنقرة “للمرتزقة” في العمليات العسكرية في ليبيا، واصفين الأمر أنه “يمثل خرقاً لحظر الأسلحة والمرتزقة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي”، إضافة إلى “انتهاكا للاتفاقية الدولية لاستخدام المرتزقة وتمويلهم وتدريبهم التي وقعت عليها ليبيا”، وطالب الفريق الأممي “أطراف النزاع الليبي بالتوقف عن تلك الانتهاكات”.
استغلال الأطفال
وسلط الفريق في تقريره الضوء على استغلال الذي يتعرض له الأطفال ممن هم دون الـ18 عاماً، وتجنيدهم للقتال في ليبيا، ولفت التقرير إلى أن قيادات الفصائل السورية تستغل فقر وحاجة هؤلاء الاطفال وتعرض عليهم الأموال مقابل القتال في ليبيا، وأشار الفريق إلى أن استخدام “المرتزقة” يثير القلق في ظل وباء كورونا، ويُظهر تجاهلاً تاماً لصحة وسلامة السكان المدنيين في ليبيا غير المستعدين أصلاً لمواجهة هذه الأزمة الصحية.
وسبق أن نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن طائرة عسكرية تركية أقلت خلال اليومين الماضيين أكثر من 130 “مرتزقاً” من الفصائل السورية الموالية لتركيا، وذلك في إطار استمرار عملية نقل المسلحين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق، وأشارت المصادر إلى أن الآلاف باتوا في ليبيا، بينما يستعد آخرون للالتحاق ومازالوا في المعسكرات التركية.
8 آلاف في ليبيا.. و3 آلاف يتجهزون للرحيل
وتشير إحصائيات المرصد السوري، إلى أن عدد المرتزقة الذين وصلوا إلى ليبيا بلغ نحو 8 آلاف مرتزق، وتضم دفعات “المرتزقة” مجموعة غير سورية، فيما وصل عدد المقاتلين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب نحو ثلاثة آلاف.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن عمليات تسجيل الأسماء مستمرة ضمن قوائم جديدة من قبل “الجيش الوطني السوري” الذي يعمل بأوامر من الاستخبارات التركية، حيث أن العمليات تأتي وسط ضغوطات كبيرة تتعرض لها الفصائل السورية لتأمين دفعات من المقاتلين لنقلهم إلى ليبيا، وأشارت المصادر إلى أن الاستخبارات التركية تهدد بقطع الدعم عن أي فصيل يرفض إرسال مقاتليه إلى ليبيا.
قتلى بالمئات.. وجريمة التجنيد
وفي إحصائيات له، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 260 مقاتلاً سورياً موالياً لتركيا في المعارك الليبية، وهم من فصائل (لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه)، بينم العشرات من الأطفال ممن هم دون سن الـ18 عاماً.
ويشدد محللون وخبراء، أن هذا بحد ذاته يشكل خرقاً للاتفاقيات الدولية التي تحرم استخدام واستغلال الأطفال في الصراعات المسلحة، ويسمي القانون الدولي ذلك “بجريمة التجنيد”.
إعداد: ربى نجار