دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

 جدوى وأهداف الاندماج المتأخر بين فصائل المعارضة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار)-بعد محاولات عدة فاشلة خلال سنوات الحرب السورية، أعلنت المعارضة السورية، ومن مدينة أورفا التركية، في 4 من تشرين الأول الجاري، عن الاندماج بين فصائل المعارضة ضمن “الجيش الوطني” العامل في ريف حلب الشمالي مع “الجبهة الوطنية للتحرير” العاملة في إدلب. وتباينت المواقف بين الترحيب به والتشكيك بجدوى هذا الاندماج بعد سيطرة القوات الحكومية على أغلب الأراضي التي كانت تسيطر عليها تلك الفصائل، يضاف إلى ذلك مكان وتوقيت الإعلان عن الاندماج؛ المتزامن مع إعلان تركيا عن قرب موعد شنها عمل عسكري في شرق الفرات.

تباينت المواقف من الاندماج بين الترحيب به والجدوى منه والتشكيك بأهدافه

خلقت إعلان المعارضة السورية المتأخر عن الاندماج بين فصائلها ضمن هيكلية واحدة “الجيش الوطني”، ردود أفعال متباينة من قبل المتابعين للشأن السوري. فبينما رحبت به قيادات عسكرية وأوساط معارضة، شككت أخرى بجدوى هذا الاندماج وأهدافه لا سيما بعد سيطرة القوات الحكومية مدعومة بروسيا على أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها تلك الفصائل، وأصبحت على مشارف معقلها الأخير في إدلب.
وكان رئيس الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة، عبد الرحمن مصطفى، أعلن في 4 من الشهر الجاري، من مدينة أورفا التركية، عن الاندماج بين “الجبهة الوطنية للتحرير” و “الجيش الوطني”.
وبينما يجري الحديث عن هذا الاندماج كـ “خطوة تاريخية” ينظر بعض المتابعين للشأن السوري أنها خطوة متأخرة جداً؛ فنفوذ المعارضة على الأرض بات ينحصر فقط في جزء من ريف حلب الشمالي وأجزاء من محافظة إدلب. بعد انتزاع القوات الحكومية اغلب المناطق من سيطرة فصائل المعارضة.

مراقبون: قرار التحرك للجيش الوطني الجديد بيد تركيا

ويضيف هؤلاء أن القرار لأي تحرك قد تقدم عليه الفصائل هو بيد الجانب التركي، الذي يعتبر المحرك الأساسي لها، والطرف الأساسي الذي يقف وراء قرار الاندماج.
ولم تتضح حتى الآن تداعيات هذا الاندماج أو الأهداف الواضحة للجيش الوطني بعد توحيد الفصائل، سواء ما يتعلق بالهجوم العسكري الذي تلوح به موسكو للسيطرة على إدلب، أو تغيير خريطة شرق الفرات، التي تسعى أنقرة لإنشاء منطقة آمنة فيها تمتد على طول حدودها الجنوبية، في حين تساءل البعض عن توقيت ومكان الإعلان عن الاندماج، باعتبار أن توحد الفصائل جاء في ظل تهديد تركي بشن عملية عسكرية في شرق الفرات، فيما يتوقع مراقبون أن خطوة الاندماج بين فصائل المعارضة تهدف إلى حسم ملف إدلب وإرغام “هيئة تحرير الشام” وبقية التنظيمات الجهادية على القبول بالمسار التفاوضي لضامني أستانا (روسيا، تركيا وإيران)

الجيش الجديد يتألف من 7 فيالق بـ 80 ألف عنصر

وبهذا الاندماج يصبح “الجيش الوطني” مؤلفاً من 7 فيالق، بعد انضمام 4 فيالق تابعة لـ “الجبهة الوطنية للتحرير” إليها، وتضم نحو 80 ألف مقاتل، حسب المعارضة. وكانت الجبهة الوطنية للتحرير تشكلت عام 2018، باندماج عدة فصائل عسكرية عاملة في محافظة إدلب.
وتتألف الهيكلية الجديدة بعد الاندماج من وزير الدفاع ورئيس الأركان، اللواء سليم إدريس، ونائب رئيس الأركان عن منطقتي ريف حلب الشمالي (درع الفرات) وعفرين (غصن الزيتون)، العميد عدنان الأحمد؛ الذي يشرف على الفيالق الثلاثة الأولى، إلى جانب القيادي فضل الله الحجي، الذي يعتبر من القادة البارزين المقربين من تركيا، والذي أوكلت إليه قيادة 4 فيالق في إدلب.
وبعد ساعات من الإعلان عن الاندماج بين الفصائل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصيلين أحدهما يتبع لـ “الجيش الوطني” والآخر لـ “الوطنية للتحرير” حيث دارت الاشتباكات بين فصيل “أحرار الشام”، التابع للجبهة، وبين “جيش الشرقية” المنضوي في “الجيش الوطني”، ليلة الجمعة الماضية، في ناحية جنديرس التابعة لمنطقة عفرين، مما دفع بالمراقبين إلى التساؤل عن جدوى انضمام الفصائل إلى هيكلية عسكرية واحدة، مع استمرار تبعيتها الفصائيلية.

وزير دفاع التشكيل الجديد أعلن استعدادهم للوقوف مع الجيش التركي للسيطرة على شرق الفرات

إلى ذلك أعلن وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة، اللواء سليم إدريس عن أهداف “الجيش الجديد” عقب الإعلان عنه.
وإلى جانب إسقاط الحكومة والسيطرة على كامل الأراضي السورية، أكد إدريس على استعداد التشكيل الجديد للوقوف مع الجيش التركي والعمل معه للسيطرة على منطقة شرق الفرات والقضاء على قوات سوريا الديمقراطية المسيطرة على المنطقة.
فيما كشف المتحدث باسم الجيش الوطني، ياسر حمود، عن أن أكثر من 14 ألف عنصر من “الجيش الوطني” المعارض سيشارك في معارك شرق الفرات إلى جانب الجيش التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية.
الجدير ذكره أن الاندماج الأخير بين فصائل المعارضة جاء بعد محاولات عدة فاشلة إبان التقدم الذي كانت تحرزه القوات الحكومة على مدار السنوات الماضية، والتي أدت حتى الآن إلى انتزاع السيطرة على معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها الفصائل.

إعداد:سمير الحمصي