دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

توتر أمني وحصار لمدينتي إنخل وجاسم.. وحديث عن اتفاق بين “الأمن والأهالي” فهل انتهى كل شيء؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد مناطق في محافظة درعا تطورات أمنية وعسكرية متسارعة في اليومين الماضيين، وسط مخاوف محلية من عودة العنف والعمليات العسكرية، في ظل حصار فرضته قوات الحكومة السورية على مدينتي إنخل وجاسم بعد انسحابها من داخل المدينين وتثبيت نقاط أمنية حولهما.

“فلتان أمني مستمر حتى بعد التسويات المتعددة”

وتعاني محافظة درعا مثلها كمثل محافظات الجنوب السوري، من حالة فلتان أمني وفوضى وعدم استقرار، وعمليات اغتيال طالت قيادات سابقة ضمن فصائل المعارضة ومقاتلين سابقين ومنشقين ممن خضعوا للتسويات والمصالحات منذ سيطرة الحكومة على المحافظة في 2018 حتى تاريخه.

وبات يعتقد محلياً بشكل كبير بأن الحكومة السورية تقف وراء عمليات الاغتيال هذه، وتقوم “بتصفية” كل الأسماء التي خضعت للتسويات والمصالحات، من خلال مجموعات مسلحة مجندة لهذا الغرض، وتأتي هذه العمليات غالباً تحت مسمى “مسلحين مجهولين”.

حصار إنخل وجاسم.. وتثبيت نقاط عسكرية حول المدينتين

وفي إطار التطورات الأمنية والميدانية، استقدمت قوات الحكومة السورية السبت، تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، بعد تعزيزات عسكرية أخرى وصلت المنطقة ونشر 7 نقاط عسكرية في محيطها، وانسحاب عناصر الحكومة من داخلها.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال بدوره، بأن قوات الحكومة السورية فرضت طوقاً أمنياً على مدينة إنخل بريف درعا، بعد استهداف سيارة عسكرية روسية أسفر عن مقتل وإصابة 3 جنود روس.

وفي التفاصيل، أضاف المرصد، بأن قوات الحكومة السورية انتشرت على الطرقات الترابية التي تربط مدينة إنخل بمدينة جاسم، حيث تمركز حاجز شرقي مشفى جاسم على الطريق الترابي الذي يتصل مع مدينة إنخل، مع تثبيت نقطة جديدة لفصل مدينة جاسم عن إنخل، يتزامن مع وصول آليات ثقيلة إلى الحاجز القريب من القبو الأسود و4 سيارات نوع “انتر” محملة بعناصر من المسلحين الموالين لدمشق، وقاموا بتثبيت نقطة جديدة شمال البلد في مدينة جاسم بمنطقة زراعية اسمها “ديفون”.

“مفاوضات” وحديث عن “اتفاق”

مصادر محلية من ريف درعا أكدت بدورها أن الحكومة السورية طالبت الوفد الممثل لمدينة جاسم بإخراج عناصر “الأمن العسكري” المحاصرين داخل المركز الثقافي في المدينة، قبل البدء بأي عملية تفاوضية مع الأهالي.

ووفق المعلومات فإن المجموعات المسلحة المحلية في مدينة جاسم دعت لفرض حظر تجوال في المدينة بعد ظهر يوم السبت، فيما قال موقع “تجمع أحرار حوران” بأن قوات الحكومة السورية منعت الأهالي صباح السبت من الدخول والخروج من مدينة جاسم باستثناء طلاب الجامعات.

فيما توجه وفد ممثل لمدينة جاسم إلى مقر “الفرقة التاسعة” في مدينة الصنمين لعقد أولى جلسات التفاوض حول المدينة المحاصرة، وسط تضارب الأنباء حول نتائج الاجتماع.

وفي هذا السياق، قال موقع “درعا 24″، إنه تم التوصل إلى اتفاق بين وجهاء وقادة محليين من أبناء مدينة جاسم وممثلين عن اللواء الثامن وضباط من الأجهزة الأمنية الحكومية بعد الاجتماع الذي جرى بينهم.

“بنود الاتفاق”

وأفاد الموقع المحلي نقلاً عن “مصادر خاصة”، أن أول بنود الاتفاق يتضمن السماح بخروج القوات الأمنية التابعة لجهاز الأمن العسكري المتمركزة في المركز الثقافي بمدينة جاسم، مقابل فتح جميع الطرق المؤدية إلى المدينة الذي تم إغلاقها الجمعة بعد وصول تعزيزات للجيش والأجهزة الأمنية إلى محيط المدينة، وفرضها حصاراً كلياً وسط أنباء تحدثت عن البدء بفتح الطرقات كما سمحت الحواجز العسكرية الحكومية للأهالي بالخروج والدخول من وإلى المدينة.

ووفق ما تم الحديث عنه، فأن الأجهزة الأمنية طالبت بخروج كافة مسلحين الذين ليسوا من أبناء مدينة جاسم بريف درعا.

الأحداث بدأت مع مقتل وإصابة جنود روس

يشار إلى أنه خلال الأيام الماضية، قتل جندي روسي متأثراً بجراح أصيب بها إلى جانب آخرين من القوات الروسية التي كانت تقل سيارة عسكرية في بلدة محجة بريف درعا، انفجرت فيها عبوة ناسفة خلال مرورها.

وبعد مرور 8 سنوات على أولى التسويات والمصالحات التي أجرتها الحكومة السورية في محافظة درعا، لاتزال المحافظة تعاني من فلتان أمني وعدم استقرار مع تزايد معدل الجرائم وعمليات الاختطاف والاغتيالات التي تطال حتى المدنيين ومن لا ينتمي لأي جهة سياسية أو عسكرية.

فيما تتهم أوساط شعبية وناشطون وسياسيون محليون “المؤسسات الأمنية” بالوقوف وراء ما يجري في المحافظة والقيام “بتصفية كل من يعارض النظام سواءً ممن خضعوا في وقت سابق للتسويات وانضموا لجهات أمنية وعسكرية حكومية أو من عاد لحياته الطبيعة”.

إعداد: ربى نجار