دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

توالي ردود الفعل الرافضة للعمليات العسكرية التركية في سوريا .. وإيران تتدخل وتعلن رفضها للمخططات التركية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتواصل ردود الأفعال المحلية والدولية في سوريا حيال تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي هدد من خلالها بشن عمليات عسكرية جديدة في الشمال بغية تشكيل “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومتراً وعلى طول الحدود، ويبدو أن أنقرة هذه المرة أيضاً اصطدمت برفض دولي؛ خاصة من قبل ضامني وقف إطلاق النار (الولايات المتحدة وروسيا) وإيران أيضاً.

إيران تدخل على خط التهديدات التركية

دولياً ومرة أخرى، رفضت إيران (أجدد الأطراف التي رفضت العملية العسكرية التركية) على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده، حيث أكد معارضة طهران لأي عملية عسكرية تركية محتملة على الحدود السورية، وقال أنه بالرغم من أن طهران تدرك القلق الأمني التركي فإنه ترى بأن زوال هذا القلق يتم بالحوار واحترام الاتفاقات الثنائية مع دول الجوار ومسار أستانا”.

وكانت إيران قبل أشهر، حين أعلنت أيضاً تركيا عن عملية عسكرية في شمال سوريا، أبدت معارضتها إزاء ذلك، حيث كانت العملية التركية تهدف للسيطرة على منطقة تل رفعت القريبة من بلدتي “النبل والزهراء”، والتي في حال كانت سقطت بيد القوات التركية كانت ستضع أمن البلدتين في خطر، لذلك جلبت طهران وقتها تعزيزات عسكرية كبيرة لتلك المناطق وثبتتها على نقاط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة.

الولايات المتحدة: واشنطن لم تتجاوب مع المطالب التركية

المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، صامويل وربيرغ، أكد بدوره أن واشنطن لم تتجاوب مع المطالب التركية بإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، مقابل رفع “الفيتو” التركي عن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.

وسبق أن ربطت أنقرة مسألة السماح وعدم عرقلة انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو، بوقف الدولتان دعمهما للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى تسليم شخصيات سياسية كردية سورية، لكن السويد رفضت الطلبات التركية، وقالت أنها تدعم مخاوف أنقرة ولكنها لا تؤوي إرهابيين على أراضيها.

وبالعودة إلى تصريحات المسؤول الأمريكي، قال حول التصريحات التركية إن هذا الأمر (السماح بإنشاء منطقة آمنة مقابل عدم عرقلة انضمام السويد وفنلندا للناتو) غير وارد في الرؤية الأمريكية، لأن واشنطن تنظر إلى الملفات بشكل منفصل.

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن بلاده تتواصل يومياً مع أنقرة، وعبّرت عن مخاوفها للمسؤولين الأتراك بشأن التصعيد العسكري والمخاطر التي يحملها في المنطقة.

وحول استثناء مناطق في شمال سوريا من العقوبات، أوضح وربيرغ أن الخطوة لا تعزز أو تدعم أو تؤيد الحكم الذاتي في أي جزء من سوريا، مشدداً على التزام واشنطن بوحدة أراضي سوريا، وأضاف “وربيرغ”، أن الاستثناء يهدف إلى تحسين الظروف الاقتصادية في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة، كما يهدف إلى دعم جهود تحقيق الاستقرار ومنع عودة ظهور تنظيم “داعش”، مؤكداً أن الاستثناء “اقتصادي بحت وليس سياسياً”.

وهذا هو الموقف الثاني للولايات المتحدة والذي أعلنت من خلالها واشنطن انها ترفض العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا كونها ستقوض الاستقرار الإقليمي وتضر بالحملة العسكرية ضد داعش، كونها ستؤدي بقوات قسد بترك ساحات القتال ضد التنظيم والتوجه نحو الشمال لوقف التقدم التركي.

تظاهرات بمناطق سورية عدة رفضاً للتهديدات التركية

محلياً، شهدت مدينة سرمين بريف إدلب، تظاهرة ضد تركيا وطالبت “بإسقاط أردوغان”، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن التظاهرة كانت على بعد 1 كلم عن إحدى النقاط التركية، ضمت عشرات المهجرين من مناطق ريف إدلب الشرقي والجنوبي، ممن تركوا منازلهم بفعل الاتفاقيات الروسية.

وأوضح المرصد أن عدد من المهجرين هتفوا بشعارات ضد الرئيس التركي ونددوا بالعملية العسكرية التركية والتي ستستهدف مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، مطالبين بأن تكون العمليات العسكرية “لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية” بريف إدلب وإعادة المهجرين إلى مدنهم وبلداتهم لا أن يتم تهجير سكان أصليين من مناطقهم وإسكان النازحين والمهجرين واللاجئين فيها وإنشاء مدن سكنية على الشريط الحدود بين سوريا وتركيا.

وأشار المرصد إلى أن هذه التظاهرة شهدت تعتيم إعلامي كبير من قِبل وسائل الإعلام والنشطاء المحسوبين على الحكومة التركية. كما أكدت مصادر “لأوغاريت بوست” أن فصائل المعارضة اعتقلت شاباً كان يصور أثناء التظاهرة.

كذلك خرجت تظاهرات في كل من مدينة تل رفعت وساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب، رفضاً لـ”تصريحات أردوغان العدوانية”، ورفعوا عبارات ضد تركيا وسياستها في سوريا، بالإضافة إلى احتجاجات مماثلة في محافظة دير الزور، حيثُ تظاهر العشرات من أهالي منطقة أبو خشب في الريف الغربي بدير الزور، ضد الهجمات التركية والتغير الديمغرافي على الأراضي السورية.

وقد تكون أنقرة مجبرة مرة أخرى على تعليق أو إلغاء عملياتها العسكرية في سوريا، أمام هذا الرفض الشعبي المحلي والدولي، كون أنقرة لن تستطيع القيام بهذه العمليات العسكرية دون ضوء أخضر أمريكي روسي. بحسب محللين سياسيين.

إعداد: ربى نجار