أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ارتكب تنظيم داعش الإرهابي خلال سنوات سيطرته على مناطق في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة العديد من الجرائم التي ترقى لمستوى جرائم حرب وضد الإنسانية، فيما كشف تقرير صادر عن منظمة سورية كشف خلاله عدد السجون والمقابر في المنطقة الممتدة من ريف إدلب وصولاً إلى الحدود مع العراق، وهي المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها قبل فقدانها على يد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.
العشرات من السجون والمقابر لداعش في سوريا
وفي تقرير “للمركز السوري للعدالة والمسائلة” حدد فيه 66 سجناً جديداً للتنظيم الإرهابي و 35 موقعاً للمقابر من شباط/فبراير المنصرم، وذلك عبر خريطة تفاعلية جديدة لشمالي سوريا تتضمن 246 سجناً تابعاً لتنظيم داعش و 63 مقبرة من بينها 66 سجناً و 35 مقبرة تكشف للمرة الأولى.
وقال “المركز السوري للعدالة والمسائلة” أنه كشف هذه المواقع من خلال جهود مكثفة لفريقه، بالإضافة إلى فريق “المفقودين والطب الشرعي السوري” في الرقة، والذي اعتمد في إعداد تقريره على مقابلات مع الناجين من سجون داعش والمقاتلين السابقين الذين كانوا في صفوف التنظيم الإرهابي، وغيرهم من الشهود، مع “مصادر داخلية” من وثائق لتنظيم داعش الإدارية.
سجون ومقابر داعش امتدت من إدلب للحدود العراقية
وأشار التقرير إلى أن التنظيم أخفى آلاف الأفراد في سوريا في شبكة من السجون والمقابر الجماعية التي امتدت من إدلب شمال غرب سوريا إلى الحدود العراقية شرق البلاد.
وبعد مرور ما يقارب الـ5 سنوات على إعلان الانتصار العسكري من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش الإرهابي، فإن هناك الآلاف من السوريين لا يستطيعون الوصول لأي معلومات أو تحديد أماكن أبنائهم والكشف عن مصيرهم، وفق ما جاء في تقرير “المركز السوري للعدالة والمسائلة”.
“المركز السوري للعدالة والمسائلة” يعمل كشف مصير المفقودين
و “المركز السوري للعدالة والمسائلة” يعمل على برنامج المفقودين وتوثيق الأشخاص المفقودين والتعرف على شبكة المقابر الجماعية والسجون السابقة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وذلك على أمل استخدام هذه المعلومات للكشف عن مصير آلاف السوريين الذين لا يعرف مصيرهم.
ولفت التقرير إلى أن الخريطة التفاعلية التي تم إعدادها من قبل المركز لا تشمل السجون الرسمية لتنظيم داعش، بل أيضاً المعسكرات الخاصة بالتدريب لعناصر التنظيم ومواقع الاحتجاز المؤقت والمنازل الخاصة حيث تم استعباد الآلاف من النساء الإيزيديات. وارتكبت بحقهم جرائم تصل لجرائم ضد البشرية وجرائم حرب.
المقابر ضمت جثامين ضحايا داعش وجثث قتلاه
إضافة إلى ذلك، تشمل المقابر التي تظهر في الخريطة التفاعلية المقابر التي دفن فيها التنظيم جثث قتلاه، وجثث مقاتليه، وضحايا القصف الذي نفذته قوات التحالف الدولي خلال العمليات العسكرية ضد داعش، ولفت التقرير إلى أنه من خلال رسم خرائط لهذه المواقع معاً يمكن للمحققين تصور الأنماط والعلاقات المحتملة.
وفي آخر تحقيق أجراه “المركز السوري للعدالة والمسائلة” بشأن “سجن داعش” عند سد المنصورة، في 22 شباط/فبراير الماضي، أظهرت المعلومات أن القرب الجغرافي هو العامل الرئيسي في ربط السجون بالمقابر التي دفن فيها المعتقلون السابقون من قبل عناصر التنظيم.
وينظر التقرير في وثائق التنظيم الداخلية والبيانات الشرعية المستخرجة من المقبرة والمتاحة حصرًا للمركز “السوري للعدالة والمساءلة”، بالإضافة إلى الشهادة الشفوية المقدمة في المقابلات التي قام بها المركز مع أكثر من 24 عائلة مفقود يزعم أنه كان يحتجز في سجن سد المنصورة.
مصير الآلاف من السوريين لايزال مجهولاً ممن عاشوا تحت سلطة داعش
ويوثق الروابط التي نشأت بين سجن “سد المنصورة” ومقبرة “السلحبية الغربیة” غرب مدينة الرقة خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2016، ویتابع سير أشخاص محددين مرتبطين بالموقعين وبما في ذلك أشخاص لا يزالون مفقودين حتى الیوم.
وخلال السنوات السابقة تم الإعلان عن اكتشاف العديد من المقابر الجماعية التي كان فيها العشرات من الجثث خاصة في مدينة الرقة، التي كانت سابقاً “عاصمة الخلافة” للتنظيم الإرهابي، فيما لايزال الغموض يحيط بمصير ومكان تواجد الآلاف من المواطنين السوريين الذين عاشوا تحت سلطة التنظيم وجرى اعتقالهم في مناطق بمحافظات دير الزور والرقة والحسكة، وهي المحافظات التي سيطر عليها التنظيم بعد الإعلان عن نفسه في 2014، وفقدانه السيطرة على هذه المناطق بعد سنوات من العمليات العسكرية التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية بمساندة من قوات التحالف الدولي، الذي يضم أكثر من 70 دولة، مهمتها القضاء على التنظيم في سوريا.
وخلال العام الجاري 2024، زاد نشاط تنظيم داعش الإرهابي بشكل ملحوظ سواءً في مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية أو في مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، حيث شن التنظيم العشرات من العمليات والهجمات الدموية التي أسفرت عن مقتل العشرات من العسكريين والمدنيين، فيما تتركز عمليات داعش في مناطق البادية السورية.
إعداد: علي إبراهيم