أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عاد الحديث مجدداً عن انعقاد “الاجتماع الرباعي” بشأن سوريا في العاصمة الروسية موسكو، بمشاركة روسية تركية إيرانية ووجود للحكومة السورية وذلك على مستوى نواب وزراء الخارجية، بهدف دفع الجهود لإعادة العلاقات والتطبيع بين دمشق وأنقرة، بعد قطيعة سياسية دامت أكثر من عقد، بسبب دعم أنقرة للمعارضة السورية التي كادت أن تطيح بالنظام الحاكم لولا التدخل الإيراني الروسي العسكري.
وكان من المفترض أن يعقد الاجتماع يومي الـ15 و الـ16 من الشهر الجاري، إلا أن أموراً لم تتحدث عنها هذه الأطراف آلت لعدم انعقاد “الاجتماع الرباعي”، بينما قالت تقارير إعلامية بأن الإصرار السوري على الانسحاب العسكري التركي من سوريا ووقف الدعم عن المعارضة (سياسياً عسكرياً) كان من أسباب تأجيل الاجتماع.
“الاجتماع الرباعي” قد يعقد قريباً.. وأردوغان يدرس امكانية سحب قواته
وحتى بعد الإعلان عن تأجيل الاجتماع، صرح مسؤولون رفيعو المستوى من روسيا بأن الاتصالات جارية لتذليل العقبات وعقد هذا الاجتماع بأقرب وقت ممكن، ويبدو أن ذلك سيحصل، حيث كشفت وسائل إعلامية محلية عن تطور جديد في هذه القضية وأن الاجتماع قد يعقد قريباً.
بينما فجرت صحيفة روسية مفاجأة وصفت من “العيار الثقيل” بأن الرئيس التركي يدرس جدياً سحب قواته العسكرية من سوريا أو إعادة شكل توزعها على الأراضي السورية في سبيل نجاح المفاوضات مع دمشق.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن مصدر غربي لم تسمه قوله: إن هناك تقارباً في عدد من النقاط التي منعت حصول الاجتماع الرباعي بين روسيا وتركيا وإيران وسوريا حتى الآن، مؤكدا أن احتمالات عقد الاجتماع “باتت تتزايد”.
ونوه المصدر، أن هناك ثوابت لدى الحكومة السورية قبل الاجتماع مع تركيا على طاولة واحدة، تتمثل بتحديد جدول للانسحاب من سوريا، ووقف دعم الفصائل المسلحة.
أردوغان يشيد بدور روسيا في تطبيع العلاقات مع الأسد
جاء ذلك بعد أن أعلنت تركيا أن الجهود الخاصة لعقد “الاجتماع رباعي” بخصوص سوريا جارية، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، ابراهيم كالن، أن الجهود جارية لعقد الاجتماع الذي يشمل روسيا وإيران، مشيراً إلى أنه لن يشمل القادة.
سبق ذلك اشادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدور روسيا في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، حيث قال “الكرملين” أن اتصالاً هاتفياً جرى بين الزعيمين حيث أكد أردوغان على وساطة موسكو البناءة في تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلامية روسية، عن “المكتب الصحفي للكرملين”، فإنه “تم خلال الاتصال التطرق إلى موضوع الأزمة السورية. وتم كذلك التأكيد على أهمية استمرار عملية تطبيع العلاقات التركية -السورية”.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قال إن الجانب الروسي طلب تأجيل الاجتماع الرباعي حول سوريا على مستوى نواب وزراء الخارجية لعدم الجاهزية.
سبق ذلك تصريح للرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة أجراها لروسيا التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، إنه لا قيمة من عقد أو ترتيب اجتماع مع الرئيس التركي، قبل انسحاب القوات التركية من سوريا والتوقف عن دعم “الإرهاب”. في إشارة إلى المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً.
فترة راحة.. والأسد ينتظر وصول المعارضة للسلطة
وكانت صحيفة “فيدوموستي” الروسية، كشفت في تقرير سابق لها، إن مسار التطبيع بين تركيا وسوريا ”لم يتوقف” إنما أُجّل إلى ما بعد الانتخابات التركية.
ونقلت الصحيفة الروسية عن الباحث في “معهد الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الروسية”، عمر جادجييف، أن أنقرة ودمشق “لم يتخليا عن خطط تطبيع العلاقات، لكنهما أخذا فترة راحة”، مشيراً إلى أن امتناع الحكومة التركية عن توجيه انتقادات لتصريح الرئيس السوري بشار الأسد، حول ضرورة سحب القوات التركية من سوريا يدل على أن “الطرفين جمدا عملية التطبيع ولم يوقفوها نهائياً”، ولفتت الصحيفة إلى أن الأسد ينتظر وصول المعارضة للحكم في تركيا لإعادة العلاقات.
وكانت الرئاسة التركية علقت على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ربط الجلوس مع أنقرة بالانسحاب العسكري الكامل من الأراضي السورية ووقف الدعم عن “الإرهاب”، واعتبرت أن شروط الأسد “غير مناسبة لتطبيع العلاقات”.
صحيفة روسية تفجر مفاجأة “أردوغان يدرس سحب قواته من سوريا”
صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا“ الروسية كشفت في تقرير لها، الأحد، إن السلطات التركية مستعدة لمراجعة شكل وجود قواتها في سوريا، من أجل تحفيز المفاوضات مع الحكومة السورية.
وأضافت الصحيفة أن قضية التطبيع مع دمشق، تولي اهتماماً لنسبة كبيرة للسياسيين الأتراك، وأشارت إلى أن الرأي العام المحلي حول بشكل فعلي “اللاجئين السوريين” المقيمين في تركيا لكبس فداء.
ولفتت الصحيفة إلى أن وعود الرئيس التركي بإقامة “منطقة آمنة” للاجئين وشن هجمات جديدة على قوات سوريا الديمقراطية لم تعد تأتي أكلها من حيث كسب النقاط والحصول على أصوات الناخبين، خاصة وأن لأردوغان خصوم هذه المرة شرسين، وفي حال فوزهم بالسلطة سيتقربون بشكل كبير من الأسد من أجل تحفيز العودة للاجئين السوريين.
إعداد: ربى نجار