دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تفاوت إجراءات الوقاية من وباء كورونا في سوريا وسكان الشمال الأكثر عرضة للخطر

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ينتشر وباء كورونا في العالم بشكل لا يصدق، ويستمر في حصد المزيد من الأرواح وخاصة في القارة الأوروبية، التي تعد الأكثر تضرراً من الفيروس المميت.

وتفشى الوباء أيضاً في معظم دول الشرق الأوسط، وخاصة في الدول المجاورة لسوريا، حيث أعلن العراق تسجيل حالات إصابة جديدة، وأكدت السلطات في إقليم كردستان العراق أن الإقليم دخل مرحلة الخطر، كذلك تركيا التي سجلت أكثر من 70 حالة إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية، ناهيك عن لبنان الذي أعلن النفير العام وتعبئة الجيش لمواجهة انتشار الفيروس، والأردن الذي استعان أيضاً بالجيش لتطبيق حظر التجوال لمنع انتشار المرض أكثر ضمن المملكة.

السلطات في سوريا: لا إصابات بكورونا

وبالرغم من تطور الوباء بشكل سريع في دول العالم، ودخول دول جديدة في القائمة المصابة به، لاتزال سوريا خالية من “كوفيد 19” بحسب الحكومة السورية والإدارة الذاتية والحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة، وحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة.

وتتخوف منظمة الصحة العالمية كثيراً عن عدم تسجيل سوريا لأي إصابة حتى تاريخه، محذرةً من انفجار الوضع في البلاد، وسط مخاوفها بوجود حالات لا تعلم بها الحكومة السورية.

إجراءات رادعة

وأعلنت الحكومة السورية جملة إجراءات لمنع انتشار الفيروس مثل إغلاق الأسواق وتعليق الدوام في الجامعات والمدارس وفرض شبه حظر تجوال، كذلك أعلنت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في إطار اتخاذ إجراءات صارمة للحد والوقاية من فيروس كورونا، حيث دخل حظر التجوال بين المدن الرئيسية في تلك المناطق حيز التنفيذ يوم السبت، وغداً الاثنين القادم سيطبق حظر تجوال عام في المنطقة.

كما كشفت الإدارة الذاتية عن اختراع نالت عليه “براءة اختراع شهادة الآيزو العالمية” والذي يكشف الإصابة بالفيروس خلال 30 ثانية، وسيدخل الخدمة خلال يومين. بحسب هيئة الصحة في تلك المناطق.

الإيرانيين وخطورة وجودهم على الشعب السوري

أما مناطق سيطرة الحكومة، فتتوالى التقارير الإعلامية وخاصة من قبل المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يشير إلى وجود حالات مصابة بكورونا بين العسكريين الإيرانيين والعراقيين، إضافة إلى وفاة ممرضة (لم يحدد مكان تواجدها)، وحالات مشتبه بها في طرطوس، ودمشق واللاذقية، وغيرها من المحافظات.

وفي مقابلة تلفزيونية قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن هناك 128 حالة في الحجر الصحي بسوريا، 56 منها ليست مصابة، بينما تتواصل التحاليل والاختبارات للحالات المتبقية، وأشار عبد الرحمن، ان “هناك 11 إيرانياً و4 عراقيين في مدينة الميادين بدير الزور كانت نتائجهم إيجابية (مصابين بكورونا)، وسط عدم منع الإيرانيين من الدخول لسوريا.

وتتشارك قوات الحكومة السورية مع الإيرانيين السيطرة على هاتين المدينتين ومن الممكن جداً انتقال العدوى للمحافظات السورية، كون هناك اتصال مباشر بينهم، لذلك فإن تواجد القوات الإيرانية والعراقية يشكل خطراً كبيراً على الشعب السوري واحتمال نقل الوباء إليهم في ظل استمرار دخولهم للأراضي السورية.

وعلى الرغم من ذلك لازال وزير الصحة السوري، يؤكد أن لا وجود لأي إصابة “بكوفيد19” في سوريا.

مناطق المعارضة الأكثر تعرضاً للخطر

أما في مناطق شمال غرب سوريا، (المنطقة المهددة بتفشي الوباء)، يعيش السوريين هناك حياتهم الطبيعية واستمرار دوام المدارس والجامعات، واكتظاظ الأسواق والمساجد والحدائق، وسط عدم مبالاتهم بالفيروس الذي يحوم حول حدودهم من كل جانب.

ولعل ما يجعل الوضع في تلك المناطق أكثر سوءاً عدم وجود أي تجهيزات طبية تواجه بها مديريات الصحة الفيروس، أو حتى جهاز يكشف عن أي حالة، وسط تقارير إعلامية تتحدث عن إصابات في عفرين وإدلب والباب.

لامبالاة في الشمال السوري

وبالرغم من خطورة الوضع واحتمال تفشي المرض في سوريا، إلا أن سكان الشمال السوري لا يبالون بذلك، وهذه اللامبالاة قد تدفع حياة الآلاف منهم وربما الملايين للخطر، وسط عدم اتخاذ اجراءات ملموسة على الأرض من قبل “الحكومة المؤقتة” للحد من انتشار الفيروس أو تقليل الحركة السكانية، أو فرض حظر تجوال والدخول في حجر منزلي، دون معرفة الأسباب التي تدعو لذلك.

إعداد: ربى نجار