دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تفاصيل المكالمة “المشحونة” بين الرئيس الأمريكي ونظيره التركي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – الاتصال الهاتفي الذي جرى، بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بدأ إيجابياً لكنه انتهى بطريقة غير متوقعة وبشكل سلبي زاد العلاقة بين واشنطن وأنقرة سوءاً.

ودفعت بالرئيس الأميركي إلى تهديد نظيره التركي، “بتدمير اقتصاد بلاده” إذا قام بشيء تجاوز الحدود في سوريا.

وقبل أن يروي مسؤول كبير في الخارجية الأميركية لبعض وسائل الإعلام ومن بينها الحرة، الاثنين، تفاصيل الاتصال الهاتفي بين الزعيمين، استعرض الأجواء التي سبقت المكالمة.

أجواء المكالمة “المشحونة” بين ترامب وأردوغان ومضمونها

وقال، “إن الاتصال جاء في وقت كان فيه العمل جار بين الولايات المتحدة وتركيا على تطبيق المنطقة الآمنة على الحدود السورية التركية والتي كانت تسير على ما يرام، والتي كنا نعتبر أنها تلبي حاجات الأتراك”.

ويعود المسؤول الأميركي إلى مضمون الحوار بين ترامب وأردوغان، وقال، “إنهما تطرقا إلى حلول معينة تتعلق بصفقة صواريخ أس 400 الروسية التي تسلمتها تركيا، وطائرات إف-35، والتبادل التجاري بين البلدين”.

الدخول إلى شرقي الفرات.. وواشنطن تسحب دعوتها بزيارة أدروغان

وأوضح المسؤول أنه بعد نقاش إيجابي لتلك القضايا، أثار أردوغان “مسألة الدخول إلى شرقي الفرات وادعى أن آلية المنطقة الآمنة لا تلبي حاجاته وأنه يريد أن يقوم بعملية أحادية الجانب ويريد دعماً أميركياً لها”.

وهنا قال المسؤول، “إن أردوغان سمع من ترامب ما لم يكن يتوقعه، حيث أجابه أن واشنطن لن تدعم مثل هذه العملية .. وأنها فكرة سيئة جداً..  وأنها لن توفر أمناً أفضل لتركيا وأبناء المنطقة في القتال مع داعش”. وأشار إلى أن هذا الجواب فاجأ أردوغان، لأنه كان يعتبر أن هناك سبيلاً لإقناع ترامب بتقديم الدعم لوجهة نظره.

وأوضح أن الرئاسة التركية أوردت أن أردوغان تلقى دعوة لزيارة واشنطن و”هذا صحيح”، غير أن بيان البيت الأبيض وجه الدعوة إلى أردوغان خلال الجزء الإيجابي من المكالمة، وسحبتها بعد انتهاء المكالمة.

وما فعلته واشنطن بعد المكالمة، هو سحب أفراد من القوات الأميركية من مواقع على الحدود التركية “لعدم توجيه رسالة بأن قواتنا تدعم العملية العسكرية التركية وفي نفس الوقت لا نريد أن تبقى هذه القوات هناك لتظهر وكأنها باقية لمنع الأتراك من التحرك باتجاه الداخل السوري”.

قرار تكتيكي

ووصف هذا القرار “بالتكتيكي”، وبأنه كان يمكن اتخاذه على مستوى القيادات العسكرية الوسطى لكنه اتخذ على المستوى الرئاسي. وأشار إلى أن “ليس هناك أي تغيير في وجودنا العسكري في المنطقة ونقوم بمراجعة وجودنا العسكري كما نراجع موقفنا السياسي”.

وتابع الخطوات الأميركية ربما فاجأت الجانب التركي الذي كان يتوقع دعماً عسكرياً أميركياً للعملية العسكرية التركية، وقال إن “موقف الرئيس التركي أردوغان كان منضبطاً أكثر مما كان عليه من قبل”.

ومضى المسؤول في الحديث عن الخطوات المقبلة، وقال “إن الإدارة الأميركية تراجع الوضع لمعرفة ماذا سيحصل في المستقبل”، مضيفاً “لدينا عدة مؤشرات تشير إلى أن الأتراك جاهزون عملياً للقيام بعملية عسكرية ولكن لا نعرف متى ستبدأ.. وربما لن تحصل”.

تعليق العمل بالآلية الأمنية.. وإغلاق الأجواء أمام تركيا

ومن الاجراءات التي اتخذتها واشنطن على أثر إعلان أردوغان، عن خطوته الأحادية، “تعليق تطبيق آلية المنطقة الآمنة” لأنه لا فائدة من مواصلة تطبيق هذه المنطقة، لكنها حافظت في الوقت ذاته على التواصل العسكري الأميركي مع الأتراك.

وفي خطوة لها دلالاتها العسكرية ورسائلها السلبية بالنسبة لتركيا، أعلن المسؤول الكبير في الخارجية الأميركية، “أن واشنطن أغلقت الأجواء أمام تركيا في شمال شرق سوريا”. وأردف “نحن الآن نسيطر على هذه الأجواء وليس لدينا أي نوايا في تغيير ذلك في المستقبل القريب وسنكون حريصين ونشطين في تطبيق سيطرتنا على هذه الأجواء من أجل حماية أفرادنا وقواتنا”.

وهذا الأمر يعني بالنسبة لتركيا أنه لا يمكنها أن تستخدم طائراتها الحربية في أي عملية توغل داخل الأراضي السورية ما سيعرضها لخسائر كبيرة ويعيق عملية تقدمها على الأرض.

واختتم المسؤول الأميركي تصريحاته بالقول، “إن هدف الاتصال مع أردوغان كان دفعه إلى التركيز على تطوير العلاقات وتطبيق المنطقة الآمنة لمعالجة مخاوفه الأمنية، إلا أنه قرر أن يقوم بالعملية بمفرده”.

 

المصدر: الحرة