أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تسبب “الفساد والخرائط القديمة والمعلومات الخاطئة”، بتعثر حملة التمشيط الأمنية التي أعلنت عنها قوات الحكومة السورية في منطقة البادية ضد خلايا تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة، حيث يزداد نشاط التنظيم بشكل كبير في تلك المناطق مع تنفيذه لهجمات دموية تطال مواقع عسكرية لقوات الحكومة والإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لهما.
ما فائدة الحملات الأمنية والغارات الجوية الروسية ؟
النشاط الكبير لتنظيم داعش الذي تشهده مناطق سيطرة الحكومة السورية ومنها البادية، يأتي على الرغم من عشرات الحملات الأمنية والعسكرية والتمشيط التي قامت بها بالتعاون مع “حرس الثوري الإيراني” و المجموعات المسلحة الموالية لها، إضافة لعشرات الغارات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية في كل جولة قصف تستهدف مناطق انتشار التنظيم في البادية السورية، ما دفع بالكثيرين إلى التشكيك بهذه الحملات الأمنية وبالغارات الجوية التي تقوم بها سلاح الجو الروسي، مشيرين إلى أن ذلك قد يكون مرتبط بزيادة موسكو “فاتورة تدخلها العسكري في سوريا” تحت بند هذه “الغارات”.
بعد 3 أيام.. تعثرت الحملة !
وقبل 3 أيام، أعلنت قوات الحكومة السورية عن عملية تمشيط ضد تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة في البادية السورية، إلا أن سرعان ما تعثرت هذه الحملة، وذلك بسبب “الفساد في مؤسسة الجيش”، حيث كشفت تقارير إعلامية بأن تعثر الحملة جاء بسبب حقول الألغام، حيث أن الخرائط والإحداثيات والمعلومات الخاطئة عن مكان زرع الألغام هي من أوقفت العملية.
وأشارت التقارير الإعلامية بأن قوات الحكومة السورية تعتمد بشكل كبير على هذه المعلومات والخرائط والإحداثيات في الحملة ضد داعش، إلا أن الخطأ الذي حصل فيها وقف عائقاً أمام استئناف العملية، وذلك بسبب “الفساد في الجيش”، حيث أن أغلب البيانات التي تتواجد بين أيدي القوات العسكرية هي من حملات سابقة.
اشتباكات وغارات جوية استباقية
وأدركت قوات الحكومة ذلك بعد وقوع مجموعة من قواتها في حقل للألغام، حيث انفجر لغم أرضي أثناء حملة التمشيط، ما أسفر عن مقتل عنصر من “الدفاع الوطني” وإصابة آخر، كما وقعت مجموعة أخرى بكمين للتنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة ما اسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة في بادية معدان بريف الرقة، ولا معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات في هذه الاشتباكات.
بدورها قامت طائرات استطلاعية روسية برصد مواقع وتحركات عدة تابعة للتنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة بين منطقتي أثريا والرصافة بريفي حماة والرقة، وذلك بهدف نقل العتاد والأسلحة والجنود لمواقع تمركز القوات العسكرية السورية، تلا ذلك غارات جوية من طائرات حربية طالت مناطق انتشار التنظيم في البادية، ما أسفر عن مقتل 20 عنصراً للتنظيم وتدمير مقار وآليات لهم، بحسب التقارير الإعلامية.
مساعي لزج أبناء البوكمال بالحرب ضد داعش
يأتي ذلك في وقت كشفت مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست الإخبارية” في مدينة البوكمال، أن قوات الحكومة السورية شنت حملة اعتقالات طالت العشرات من الشبان في المدينة وذلك بهدف سوقهم للتجنيد الإجباري وإشراكهم بالحرب ضد التنظيم، وذلك لسد النقص الحاصل لديها.
وشنت قوات الحكومة بالتعاون مع المجموعات الموالية لإيران حملة اعتقالات بالمدينة بالقرب من الحدود العراقية، وشهدت أحياء المدينة استنفاراً أمنياً كبيراً وتدقيق على البطاقات الشخصية للمواطنين، مع معلومات عن اعتقال العشرات من الشبان لسوقهم إلى الخدمة الإلزامية.
ولفتت المصادر أن هدف قوات الحكومة السورية من الاعتقالات الأخيرة بالتزامن مع حملة التمشيط في البادية ضد داعش، هو سد النقص الحاصل في صفوفها، وزج من يتم سوقهم إلى الحرب ضد داعش، كونه في الفترة الأخيرة فر العشرات من العناصر من قطعاتهم العسكرية بعد زجهم بالحرب ضد التنظيم.
ليس أبناء البوكمال فقط.. أبناء ريف دمشق في “فم المدفع”
وأكدت المصادر أنه ليس فقط أبناء البوكمال من يتم سوقهم للخدمة الإلزامية لزجهم بالحرب ضد داعش، حيث أن الحملات التي تشنها قوات الحكومة السورية في الغوطة وبلدات ريف دمشق هي لنفس السبب، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن أكثر من 200 شاب تم اعتقالهم.
وكانت شبكة “أوغاريت بوست” أكدت في تقارير سابقة، أن من خضعوا للتسويات والمصالحات في دير الزور أيضاً قبل أشهر، تم زجهم في الحملات الأمنية التي تشنها قوات الحكومة في البادية السورية ضد داعش، بينما سجل العشرات من حالات الفرار للهؤلاء العناصر لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية لعدم المشاركة بهذه الحملات، كون من يشارك بهذه الحملات مصيره الموت الحتمي بسبب نقص الإمدادات العسكرية وعدم مساندة سلاح الجو الروسي بصد الهجمات.
إعداد: علي إبراهيم