وغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تشهد المناطق الشمالية السورية بشقيها الشمالية الغربية والشمالية الشرقية، تصاعداً ملحوظاً في عمليات القصف والاستهدافات بين الأطراف المتصارعة، تعمل كل من روسيا وتركيا، الدولتان المنخرطتان في تفاقم وتأزيم الأزمة والصراع في سوريا على تجنيد المزيد من السوريين وتدريبهم لإرسالهم في “مهمات قتالية” خارج حدود الدولة.
ومنذ سنوات اتبعت روسيا وتركيا هذه السياسة في تجنيد الشبان السوريين، كمرتزقة، للعمل لصالحهما في القتال خارج الحدود السورية، وذلك بعد إرسال الآلاف منهم إلى ليبيا والمشاركة في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، مستغلين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة للسوريين، وإغرائهم بالأموال والرواتب الشهرية التي تدفع “بالدولار الأمريكي”، وغالباً لا يحصل المسلحون عليها أواخر الشهر.
“بمهمات قتالية”.. تركيا تجند سوريين للقتال في النيجر
وفي هذا السياق، تعمل الاستخبارات التركية على تجهيز دفعة جديدة من “المرتزقة/المسلحين” من الشبان السوريين والفصائل العاملة تحت أمرتها في “الجيش الوطني” للذهاب إلى النيجر بمهمة “قتالية”.
وفي هذا السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن فصيل “السلطان مراد” الموالي لتركيا والعامل في صفوف “الجيش الوطني” يعمل على تجهيز وإعداد قوائم للمسلحين في صفوفها الراغبين في الخروج والمشاركة في مهمات قتالية في النيجر” وذلك تحت إشراف مباشر من القوات التركية.
“إتاوة وضريبة” على مرتب كل مسلح يقاتل في النيجر
وأضاف المرصد السوري، أن كل مسلح يتم تسجيل أسمه وإرساله للقتال في النيجر، سيحصل على مرتب شهري قدره 1500 دولار أمريكي، بينما ستقوم قيادات الفصائل بفرض “إتاوة مالية” أو ما تم تسميتها “بالضريبة” مقدارها 200 دولار على راتب كل مسلح يذهب للمشاركة في هذه المهمة إلى جانب القوات التركية.
ولفت المرصد السوري إلى أن الدفعة التي يتم تجهيزها من المسلحين في فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا هي الثانية خلال شهر واحد، حيث سبق وأن جهزت استخبارات الدولة التركية في الـ19 من كانون الثاني/يناير الجاري، قائمة تضم أسماء مسلحين ضمن فصائل المعارضة بلغ عددهم أكثر من 1000 مسلح، للخروج في مهمة عسكرية خارجية، وتم نقلهم إلى معسكرات للجيش التركي، تمهيداً للسفر والقتال في النيجر بمهمة قتالية بمشاركة “حلف شمال الأطلسي” (الناتو)، وإشراف من الاستخبارات التركية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تجند فيها تركيا، السوريين والمسلحين الموالين لها ضمن فصائل المعارضة “بالجيش الوطني” للقتال خارج الحدود السورية، حيث تم تجنيد الآلاف منهم للقتال خلال السنوات السابقة في الصراع الدائر على السلطة في ليبيا بين “الجيش الوطني الليبي” و “حكومة الوفاق”، إضافة للحرب التي جرت بين أرمينيا و أذربيجان.
“تدريبات للفرقة الـ25” للمشاركة بالحرب ضد أوكرانيا
روسيا أيضاً استغلت السوريين كما تركيا، في تجنيد المئات منهم للمشاركة في الحروب خارج حدود الدولة السورية، ومنهم من كان ضمن صفوف المؤسسة العسكرية السورية، ومنهم مسلحين انضموا للقتال لصالح القوات الروسية في مهمات قتالية خارجية، وغالباً ما كانت هذه المهمات لمواجهة الجهة التي تدعمها تركيا.
وفي هذا الإطار، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الفرقة 25 “المهام الخاصة” التي يقودها “سهيل الحسن” وبإشراف القوات الروسية تواصل تدريباتها العسكرية، في المنطقة المفتوحة في منطقة الجبول بريف حلب الجنوبي الشرقي.
ووفق المرصد السوري، فإن التدريبات تتركز على التسديد بالمدفعية والصواريخ الموجهة، وضرب أهداف وهمية، والتدريبات القوات على عملية الإنزال المظلي، وإجراء مناورات عسكرية في أجواء المنطقة بإسناد سلاح الجو الروسي، بالإضافة إلى التدريب على كيفية اقتحام المباني وبسط السيطرة.
ويأتي ذلك، لرفع الجاهزية القتالية لدى القوات، وإرسالهم إلى أوكرانيا بهدف المشاركة في العملية القتالية إلى جانب الروس.
استمرار التجنيد رغم المعارضة الدولية
وكان المرصد السوري، رصد بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير الجاري، إجراء الفرقة 25 مهام خاصة، تدريبات عسكرية مكثفة، بمشاركة وإشراف القوات الروسية، في معسكر الرمي بالقرب من مدرسة المجنزرات بريف محافظة حماة الشرقي.
وتأتي الخطوات الروسية والتركية بتجنيد مسلحين سوريين، رغم القرارات الدولية التي حظرت مثل هذه الأعمال، حيث أنها تعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر، عبر تأزيم الصراعات في دول ومناطق عدة حول العالم، كما أن هذه الأعمال من قبل موسكو وأنقرة تأتي في صالح تنفيذ أجنداتها ومصالحها الشخصية على حساب الدم السوري وتحويل الشبان السوريين “لمرتزقة” مقابل الحصول على حفنة من الأموال وبعض المساعدات، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون، والتي تدفع بهم لخوض هذه المعارك التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
إعداد: علي إبراهيم