أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمرافق العامة تتعرض للاستهداف من قبل القوات التركية في مناطق “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، وذلك خلال الساعات الـ48 الماضية، حيث أسفرت هذه الهجمات عن خسائر بشرية معظمهم من المدنيين، ودمار كبير في آبار نفطية ومعامل ومحطات المحروقات.
“عملية عسكرية جوية غير معلنة”
ويأتي هذا التصعيد العسكري التركي، الذي يبدو أنه “عملية عسكرية جوية غير معلنة” وفق ما ذكر الكثير من المتابعين والسياسيين السوريين، بعد “عملية عسكرية جوية” شنتها أنقرة في بدايات شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأدت لتدمير أكثر من 80 بالمئة من البنى التحتية والمرافق الحيوية والعامة في هذه المناطق، وفق بيانات رسمية.
الضربات الجوية عبر الطائرات المسيرة التركية، طالت مدن عدة، منها القامشلي (الأكثر تعرضاً للاستهداف) و النواحي والبلدات التابعة لها، ومدينة عين العرب/كوباني و منبج، منها استهدفت آبار نفطية، كحقلي عودة وسعيدة النفطيين، ومحطة تحويل الطاقة الكهربائية في ريف مدينة المالكية، إضافة للعديد من المواقع الأخرى.
“قصف غير مسبوق على القامشلي”.. والضحايا أغلبهم مدنيون
وخلال يوم الاثنين، توسعت القوات التركية بشكل لافت من عمليات القصف التي طالت منشأة طبية تشرف عليها منظمة “أطباء بلا حدود” في مدينة عين العرب، إضافة لقصف مشفى الكلى في مدينة القامشلي، إضافة لمعامل عدة في أطراف مدينة القامشلي، أسفرت عن فقدان 8 مدنيين حياتهم وإصابة آخرين، فيما كان الاستهداف الأخير في القامشلي على محطة المحروقات “الفلاحين” وسط المدينة، وتسببت بأضرار مادية كبيرة، وفق مصادر إعلامية محلية.
وفي إحصائية غير نهائية للخسائر البشرية جراء عمليات القصف التركية التي جاءت “بالطائرات المسيرة”، فقد 8 أشخاص حياتهم، بينهم 5 مواطنين نتيجة استهداف طال “مطبعة سيماف” في القامشلي على الطريق الخزام الغربي، ومدني واحد في استهداف مطحنة في صوامع الحبوب في حي “قناة السويس” ومدني آخر باستهداف مركز لتوزيع المحروقات، و سيدة في استهداف مستودع قطن في حي أم الفرسان شرق المدينة.
كما أصيب خلال عمليات القصف التركية، 12 مدنياً بينهم حالات خطيرة، وهم 10 في مدينة القامشلي، وشخصان اثنان في مدينة عين العرب/كوباني.
ويعتبر التصعيد العسكري التركي الحالي، خرقاً لاتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة بين أنقرة و كل من الولايات المتحدة وروسيا في تشرين الأول/أكتوبر 2019، ووفق مصادر إعلامية محلية فإن عدد الضربات تخطى الـ22 ضربة حتى ليل الاثنين، أغلبها كانت على مدينة القامشلي، والتي تعد الأعنف والأشمل منذ أشهر.
الإدارة الذاتية تطالب بتدخل دولي لوقف الهجمات التركية
بدورها طالبت الإدارة الذاتية من القوى الضامنة لوقف إطلاق النار بالتدخل لوقف تركيا عن خرق الاتفاقية، مع منع الدوام في المؤسسات والتنقلات للسيارات التابعة لها بين المدن، مع رفع حالة التأهب والأخذ بكافة التدابير الأمنية نتيجة الهجمات التركية المستمرة، مع توجيه كافة فرق الطوارئ والاسعاف لتكون بالجهوزية القصوى للتحرك عن الضرورة.
وفي السياق، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، المواقع التي تم استهدافها في مدينة القامشلي وهي على الشكل التالي:
– محطة الكهرباء في حي ميسلون – نقطة خلف محطة قطار في حي عنترية – مطبعة سيماف على الحزام الغربي – مركز إنشاءات على الحزام الشرقي، قرب مستشفى كورونا – محطة القطار – موقعاً قرب مكتب تخزين وتوزيع المازوت “السادكوب” في حي العلايا بالقرب من السجن الذي يضم عناصر تنظيم داعش الإرهابي”- موقعا آخر في حي علايا – معمل الأسنمت – مطحنة شرق المدينة – شركة الشمال في محيط صوامع القامشلي بحي قناة السويس – صالة الأفراح في مدينة عامودا بريف القامشلي – فرازة وواز عارف “للحنطة والشعير” غرب عامودا – جبلاً بالقرب من قرية شورك – مستودع للقطن – شركة سادكوب – معمل منظفات قرب كازية الفلاحين بالقامشلي – مشفى الكلى.
أضرار مادية كبيرة.. وأكثر من ألفي منطقة بلا كهرباء
وسبق أن قالت الإدارة الذاتية أن عمليات القصف التركية أسفرت عن انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة القامشلي والنواحي والبلدات التابعة لها وأكثر من 2000 قرية، وسط التأكيد على أن تركيا “تشن حرب إبادة جماعية وعلى البنى التحتية في المنطقة”، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتبيان موقفهم حيال ما تتعرض له المنطقة من هجمات تركية مستمرة تستهدف المنشآت والمرافق العامة.
“العدوان التركي أخذ تحولاً خطيراً”
بدوره علق القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، على التصعيد العسكري التركي وقال، أن “العدوان التركي أخذ تحولاً خطيراً بتوسيع استهدافه للبنى التحتية والمرافق العامة”، واعتبر أن ذلك يشير إلى “تبني (أنقرة) سياسة إبادة جماعية جديدة”، وأشار إلى ان التركيز على الاستهداف اللامتناهي يرفع مستوى القلق والتصعيد مما يقوض الاستقرار ويزيد من المخاطر العابرة للحدود.
ودعا القائد العام لقسد، تركيا، إلى “التركيز على قضاياها الداخلية ومعالجتها ضمن حدودها”، وشدد على “الإلتزام بالدفاع عن حقوق وأمن شعبنا” كما ناشد المجتمع الدولي بالتدخل لردع تركيا والحفاظ على استقرار المنطقة، معتبراً أن “الصمت الدولي ومنظمات الحقوقية إشارة مقلقة”، ولفت إلى أنهم يعولون على “الاتفاقيات مع التحالف الدولي لتفادي تفاقم الأوضاع وحدوث حرب كبيرة.”
إعداد: علي إبراهيم