أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في خضم الأزمة السياسية والعسكرية والأمنية التي تعانيها ليبيا، استأنفت تركيا إرسال المقاتلين السوريين إلى تلك البلاد من فصائل المعارضة الموالية لها، وذلك بعد تعليق وتقليص عدد المسلحين هناك بناءً على اتفاقات مع روسيا والأطراف التي تدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، إضافة للضغوطات الدولية على أنقرة.
مع استنكار محلي وإقليمي .. اتفاقية جديدة بين أنقرة وحكومة الدبيبة
إرسال تركيا للمقاتلين السوريين هذه المرة يأتي أيضاً بالتزامن مع الإعلان عن توقيع اتفاق للتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية الليبية مع حكومة عبدالحميد الدبيبة “المنتهية ولايتها”، حيث أدى ذلك لموجة غضب واستنكار محلي وعربي وإقليمي، ورفض هذه الاتفاقات خاصة من مصر واليونان، كون حكومة الدبيبة لا تملك إبرام مثل هذه الاتفاقيات التي لم تحصل على موافقة البرلمان الليبي، كما أن الحكومة أصلاً منتهية الولاية، وتراها الأطراف الإقليمية تعدياً على مناطقها الاقتصادية.
دفعة جديدة من المقاتلين السوريين تصل لليبيا
وفي حين رأت أوساط سياسية أن قرار تركيا باستئناف إرسال المسلحين السوريين مرتبط بتوقيع اتفاقية جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في المياه المشتركة، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن أن دفعة جديدة من “المرتزقة السوريين” وصلوا إلى ليبيا، وذلك إلى مناطق الغرب الليبي ومن ضمنها العاصمة طرابلس.
وأوضح المرصد، أنه وفق معلومات تحصل عليها من مصادره، أن “طائرة عسكرية تركية على الأقل نقلت الأربعاء الماضي المرتزقة من الجنسية السورية الذين تجنّدهم المخابرات التركية في ليبيا، من مطار العاصمة التركية أنقرة إلى مصراتة وذلك بهدف إقحامهم في الحرب الليبية”.
وخلال سنوات الحرب في ليبيا كان للمسلحين السوريين الموالين لتركيا دور كبير في دعم حكومة الوفاق الوطنية بقيادة فايز السراج على حساب “الجيش الوطني” بقيادة المشير خليفة حفتر، وذلك على الرغم من وجود قرار غربي صادقت عليه الأمم المتحدة حول منع إرسال السلاح والمسلحين إلى ليبيا، وعدم القيام بأي تحركات من الجهات المتدخلة لتفاقم الصراع على السلطة.
تدخل تركيا العسكري في ليبيا
وتدخلت تركيا عسكرياً لصالح حكومة فايز السراج ونقلت الآلاف من المسلحين السوريين مقابل وعود بدفع رواتب تبلغ قيمتها نحو ألفين دولار، بعد أن اقترب الجيش الوطني بقيادة المشير حفتر من دخوب العاصمة الليبية طرابلس، لتنقلب الموازين حينها مع تدخل الجيش التركي بالمعارك أيضاً.
وبعد انتهاء الحرب والاتفاق على وقف إطلاق النار تمهيداً لإيجاد حلول سياسية في ليبيا وجد أغلب المقاتلين السوريين أنفسهم في وضع مالي سيئ، مع القيام باحتجاجات ضمن المعسكرات التي كانوا يقيمون فيها نتيجة الوضع السيء وعدم صرف رواتبهم، كما انجبرت تركيا على استرجاع الآلاف منهم، والإبقاء على آخرين لأي طارئ.
لماذا احتفظت تركيا ببضع آلاف من المسلحين السوريين في ليبيا ؟
وسبق أن قال المرصد السوري في أيلول/سبتمبر الماضي، أن “استياء وغضبا عارما يسودان أوساط المرتزقة السوريين في ليبيا بسبب التمييز بين القيادات والعناصر، بعد تأجيل نقل جثمان شاب سوري، كان ضمن صفوف السلطان إلى شمال سوريا، حيث احتفظت القوات التركية بجثته في البراد في المعسكرات ضمن ليبيا لنحو أسبوع، إلى حين عودة عدد من قيادات الفصائل الموالية لتركيا، الذين يسمح لهم بالعودة وتقبل طلبات عودتهم فورا بعكس العناصر من المرتزقة”.
وأحياناً كانت تقوم الاستخبارات التركية بإعادة مقاتلين مصابين أو من يرغب بعدم القتال مجدداً في ليبيا إلى سوريا، مقابل وجود دفعات جديدة تملء الفراغ في ليبيا، وكانت تطالب قادة الفصائل السورية المعارضة بإعداد أسماء للراغبين بالانضمام بالهجرة إلى ليبيا مقابل إغراءات مالية أو امتيازات لعائلاتهم داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها القوات التركية.
أنقرة تدعم الدبيبة بوجه باشاغا
وجاءت عملية نقل دفعات جديدة من الفصائل السورية إلى ليبيا من قبل تركيا، بعد أن أعربت أنقرة عن دعمها لحكومة الدبيبة المنتهية ولايتها في وجه حكومة فتحي باشاغا المدعومة من البرلمان الليبي، وهو ما دفع بالمراقبين بالقول أن ليبيا على أعتاب جولة جديدة من الصراع على السلطة، وأن البلاد ستعود مجدداً إلى دائرة الصراع، بعدما كان الليبيون يمنون النفس بإنتهاء الصراع في بلادهم والحديث عن الحلول السياسية.
إعداد: ربى نجار