دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تحاول تبرير تصريحات تشاويش أوغلو حول “الصلح مع النظام”.. والشمال السوري ينتفض ويرفض “الصلح”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تنقطع العلاقات الثنائية بين الحكومة السورية والتركية حتى بعد الأحداث التي شهدتها البلاد منذ 2011، حيث كان الحديث يدور فقط عن “تنسيق استخباراتي”، بينما تقارير إعلامية أكدت أنه كان هناك تواصل دائم بين أنقرة ودمشق منذ 2017 على الأقل، ولكن بشكل سري، كون المجتمع الدولي والشارع السوري المعارض لم يكن مهيأً لتقبل الأمر.

شيئاً فشيئاً.. تركيا دعت علناً للصلح مع الأسد

منذ شهر قالها وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن أنقرة مستعدة لتقديم الدعم الكامل للحكومة السورية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، هذه التصريحات التي كانت بمثابة صدمة للأطراف المعارضة، وجرى حينها الحديث عن أن أنقرة ستبيع هذه المعارضة للأسد وروسيا مقابل مساعدتها لاسترجاع اللاجئين السوريين في تركيا.

محللون سياسيون موالون للمعارضة اعتبروا حينها تصريحات تشاويش أوغلو “مناورة سياسية”، وأنه لا تغيير في الموقف التركي الداعم “للثورة السورية” وأنه من المستحيل أن يتم الصلح بين أنقرة ودمشق بعد كل هذه السنوات وما دفعه الشعب السوري في هذه الأزمة.

أردوغان مستعد للتضحية بالمعارضة المسلحة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبعد عودته من قمة سوتشي يوم الجمعة الماضية، حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال أن الأخير نصحه بأن يصالح الأسد ويتعاون معه في حل الأزمة السورية وما يتعلق أيضاً “بمخاوف تركيا الأمنية” من الشمال، وأشار حينها أردوغان أن بوتين أكد أن الأزمة في سوريا لن تحل مع وجود تنظيمات إرهابية.

ومن الواضح للقاصي والداني أن كل من حمل السلاح بوجه النظام السياسي في دمشق تعتبره روسيا “إرهابياً”، وهذا ينطبق على فصائل المعارضة بكل أقسامها، ويعني كذلك أن تركيا موافقة على تسليم هذه المعارضة للحكومة، وإجراء مصالحات وتسويات كما حدث في الجنوب، ومن يرفض يحارب ويقتل وبذلك تنتهي المعارضة بشكل كامل من سوريا.

تشاويش أوغلو يصدم المعارضين السوريين “ندعو للصلح مع النظام”

كلام الرئيس التركي أيضاً، سبب حالة من الصدمة والخوف في الأوساط الشعبية والسياسية المعارضة، من صفقات تتم على حسابهم، لكن لم تكن هذه الصدمة أكبر من حديث وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، مساء الخميس، بأنه يجب أن يتم الصلح بين الحكومة السورية والمعارضة.

وقال تشاويش أوغلو أنه التقى بوزير الخارجية في الحكومة السورية فيصل المقداد على هامش اجتماع مؤتمر عدم الانحياز في بلغراد، وأضاف “علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، وإلاّ فلن يكون هناك سلام دائم”، ولفت إلى الرئيس الروسي عرض على الرئيس أردوغان لقاء نظيره السوري بشار الأسد، وفضل أردوغان التواصل عبر استخبارات البلدين”.

غضب عارم ودعوات للتظاهر والصلح مع قسد

التصريحات الجديدة لتشاويش أوغلو وحديثه عن “الصلح” فجر الشارع المعارض، حيث عبر أهالي مدن عدة خاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة في معظم مناطق الشمال عن غضبهم الشديد حيال تصريحات المسؤول التركي، مشددين أنهم ليسوا مع الصلح وذلك في احتجاجات شعبية كبيرة عمت الشمال.

الغضب الكبير لأبناء الشمال السوري جعلت تركيا تحاول تعديل موقفها وتوضيح تصريحات تشاويش أوغلو الواضحة والصريحة، وأدعت أن تركيا هي الداعم الأكبر “للثوار” في سوريا ولإيجاد حل للأزمة، وهي أكثر من ساندت الشعب السوري في الحفاظ على وقف إطلاق النار و تشكيل اللجنة الدستورية وقدمت كامل الدعم للمعارضة ولجنة التفاوض.

وفي محاولة لإسكات غضب الشارع، نددت أنقرة بموقف الحكومة السورية من الحل السياسي وقالت الخارجية التركية، “هذه العملية (العملية السياسية) لا تتقدم بسبب تعنت الحكومة السورية، وهذا ما أشار إليه الوزير في إفادته التي قدمها بالأمس”.

وأكدت الخارجية التركية أن تركيا، تواصل توفير الحماية المؤقتة لملايين السوريين، والإسهام الفعال في الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة وإيجاد حل للنزاع وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254، وأشارت لمواصلة تقديم المساهمة في إيجاد حل دائم للأزمة السورية.

لماذا يريد أردوغان مصالحة الأسد ؟

التغير المفاجئ في الموقف التركي جاء بعد الرفض القطعي لشن عملية عسكرية جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية، وما أغلق الباب بشكل أكثر أمام النوايا التركية؛ تعزيز قوات الحكومة وروسيا وإيران لتواجدهم العسكري في بعض المناطق وعلى الحدود، فما كان أمامها إلا اللجوء إلى دمشق وروسيا لمحاولة تشكيل “تحالف عسكري” لضرب قسد أو إضعافها، كون ذلك هدف مشترك بين الأطراف المذكورة.

إضافة لذلك أكدت تلك الأوساط أن تركيا ماضية في إعادة علاقاتها مع الحكومة السورية، خاصة مع حديث حول وصول مستشارين للرئيس السوري إلى أنقرة للاتفاق حول آلية تطبيع العلاقات.

إعداد: علي إبراهيم