دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تجند الأطفال والشبان السوريين لزجهم بالصراع الليبي.. هل ستعاقب أوروبا أنقرة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت تقارير إعلامية غربية عن تجنيد تركي للأطفال السوريين وزجهم في الصراع الليبي، وذلك عبر إغرائهم بالأموال وامتيازات أخرى سبق وأن وعدت بها فصائل المعارضة الموالية لها، الذين لم يجدوا منها شيء حتى الآن.

تجنيد الاطفال (جريمة التجنيد)

موقع “المونيتور “الامريكي كشفت في تقرير له، عن أن تركيا تجند أطفال سوريين وترسلهم إلى ليبيا، ضمن مجموعات المسلحين السوريين من “الجيش الوطني السوري” الذين ترسلهم تركيا لدعم مسلحي حكومة الوفاق.

وذكر التقرير نقلاً عن مصادر سورية وليبية، أن الأطفال والمراهقين جزء من مجموعات المسلحين المدعومة من تركيا، موضحاً أنه يتم إصدار وثائق هوية مزورة لهؤلاء الأطفال بمعلومات كاذبة عن تاريخ ومكان ميلادهم.

ونقل التقرير عن مصادر وشهود عيان من مناطق سيطرة المعارضة الموالية لتركيا شمال حلب، أن قيادات المعارضة السورية تجّند أطفالًا، أعمارهم ما بين 15 و16 عاما، مقابل 3 آلاف دولار، ومن ثم يتم تدريبهم على حمل واستخدام السلاح في معسكرات تدريب مخصصة للمراهقين تديرها فصائل المعارضة.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أنه حصل على تصريحات من أحد قادة المعارضة السوريين في ليبيا، وهو من فصيل “لواء السلطان مراد” وقال، أن مجموعته وحدها تضم 5 أطفال على الأقل.

ويعتبر القانون الدولي “تجنيد الأطفال في النزاعات والحروب” جريمة حرب، حيث أطلق عليها القانون الدولي لقب “جريمة التجنيد”.

وأصبح تجنيد الأطفال في الصراع السوري ظاهرة منتشرة خلال السنوات السابقة، حيث سبق أن جند تنظيم داعش العشرات من الأطفال لإرسالهم لتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية وأهداف مدنية أخرى.

ماذا يقول القانون؟

وجرم القانون الدولي “تجنيد الأطفال” في المشاركة بالنزاعات العسكرية سواءً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومنع استغلالهم وإجبارهم على المشاركة في الأعمال العدائية، كالتدريب على حمل السلاح والقتل أو استخدامهم في نقل المعدات والأسلحة، أو تجميع المعلومات عن الخصم مقابل تلبية حاجياتهم الأساسية من ملبس ومأوى وغذاء.

تركيا تضغط على الفصائل لتجهيز دفعات جديدة

وفي سياق استمرار نقل المقاتلين السوريين إلى ليبيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عمليات النقل لاتزال مستمرة، تحت ضغوطات تركية كبيرة على قادة الفصائل، حيث تهدد أنقرة بإيقاف الدعم عنهم إذا لم يرسلوا مقاتليهم للقتال لجانب حكومة السراج في ليبيا.

وبحسب المصادر فإن المقاتلين السوريين الموالين لأنقرة، ممن كان لديهم سابقاً رغبة بالذهاب لليبيا مقابل الحصول على ألفي دولار، فإن هذه الرغبة تلاشت، بعد سماعهم من اصدقائهم وأقربائهم عن صعوبة الأوضاع في ليبيا، إضافة إلى نقص المواد الغذائية والطبية، وكثرة المعارك التي يسقط فيها العشرات منهم بين قتيل ومصاب.

وبسبب النقص الحاصل على جبهات القتال، تطالب تركيا بشدة من قادة الفصائل تجهيز دفعات جديدة لإرسالهم إلى ليبيا، حيث أفادت مصادر أن هناك أكثر من 3 آلاف مقاتل جاهزون للذهاب إلى طرابلس للقتال، بينما هناك أكثر من 3 آلاف آخرين يخضعون للتدريبات تمهيداً لنقلهم إلى ليبيا.

هل ستعاقب أوروبا تركيا ؟

وبحسب إحصائية للمرصد السوري فإن عدد المقاتلين السوريين الموالين لتركيا في ليبيا أصبح أكثر من 8 آلاف مقاتل، قتل منهم 268 مقاتلاً، بينما يعيش الباقون أوضاعاً صعبة للغاية في ظل نقص الدعم عنهم.

يشار إلى أن تركيا تعهدت في مؤتمر برلين السابق حول ليبيا، بإيقاف إرسال الأسلحة والمسلحين إلى ليبيا، منتهكة بذلك القرارات الدولية وما نص عليه مؤتمر برلين، وبالتالي فإنها تعرض نفسها لعقوبات غربية “حسب محللين” لأن البيان الختامي للمؤتمر شدد على معاقبة أي جهة تقوم بخرق حظر إرسال المعدات العسكرية إلى ليبيا، فهل ستعاقب أوروبا تركيا هذه المرة؟.

إعداد: ربى نجار