أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – جددت تركيا تهديداتها مرة أخرى بشن عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا، وذلك بعد أيام من تقارير إعلامية كشفت بأن أنقرة أبلغت قادة فصائل المعارضة الموالية لها بأن العملية العسكرية المرتقبة في سوريا قد تأجلت لأجل غير مسمى بعد الجولة الـ18 من مسار آستانا، إضافة لعدم وجود موافقة دولية عليها.
“مستعدون وقد تنفذ بأي لحظة”
وفي تصريحات له، مساء الاحد، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن “أنقرة مستعدة دائماً للعملية العسكرية الجديدة في شمال سوريا ويمكن أن تبدأ في أي لحظة”.
تصريحات شابهت تصريحات أخرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال “يمكن أن تبدأ (العملية العسكرية في شمال سوريا) في أي لحظة” قبل أشهر، ولكن لم تنفذ أنقرة تهديداتها في ذاك الحين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية أيضاً، “لقد نفذنا عمليات في السابق في شمال سوريا، وحينها كان هناك ضغوط علينا. لكننا انطلقنا من مصالحنا الوطنية فقط. وقال رئيسنا بوضوح شديد، يمكن أن تبدأ العملية في أي لحظة. ونحن مستعدون لها”.
هل حصلت أنقرة على ضوء أخضر ؟
حديث كالن حول “الضغوط” التي مورست عليهم في السابق ولكنهم انطلقوا بعمليتهم العسكرية، تشير بحسب محللين سياسيين أن أنقرة لم تأخذ الضوء الأخضر بعد من روسيا والولايات المتحدة، ولا حتى إيران، بشن عمليتها العسكرية، مشيرين إلى أن مواقف الدول المذكورة الثلاث في المرات السابقة لم تكن بهذه الحدية والصرامة كما في الآن.
وتأتي تصريحات كالن الجديدة بعدما كشف موقع “المدن” اللبنانية، نقلاً عن مصادر وصفها “بالسورية المعارضة” بأن تركيا أبلغت فصائل “الجيش الوطني” الموالي لها بعد الجولة 18 من مباحثات “أستانا”، بتأجيل عمليتها العسكرية في شمال سوريا إلى أجل غير مسمى.
وتشدد أوساط سياسية على أنه في حال دخلت أنقرة معركة جديدة في شمال سوريا، فربما يمكن القول إنها أخذت الضوء الأخضر من روسيا وإيران، ولكن هذا الاحتمال يبدو غير واقعي، لافتين إلى أن تصريحات المسؤول التركي يمكن أن تكون مجرد حديث إعلامي كون أنقرة دائماً تقول إنها مستعدة للدخول إلى سوريا وشن عمليات عسكرية هناك.
وخلال الفترة الماضية هدأت التصريحات والتهديدات التركية حيال عمليتها العسكرية في شمال سوريا، بعد أسابيع من تسليط إعلامي كثيف على هذه العملية المحتملة، حتى أنه في بعض الأحيان كانت العملية العسكرية تبدأ في الإعلام فقط دون أن يكون هناك أي اشتباك على أرض الواقع.
لا مؤشرات على الأرض تدل على حرب قادمة
وحتى اللحظة، لا يوجد هناك أي مؤشرات على الأرض بما في ذلك “التعبئة العسكرية” من قبل القوات التركية أو فصائل المعارضة الموالية لها، والتي دائماً تبدي استعداداها لتكون في طليعة العمليات العسكرية التركية في سوريا، إلا أن عمليات الاستهداف لأغلب المناطق الحدودية السورية لا تزال مستمرة من تل تمر غرب الحسكة مروراً بعين عيسى شمال الرقة وصولاً لتل رفعت و عين العرب/كوباني بريف حلب.
مسؤول عسكري كردي يحذر من خطورة أي هجوم تركي
وفي تصريحات إعلامية، قال الناطق باسم وحدات حماية الشعب (YPG) نوري محمود، أنهم يأخذون التهديدات التركية على محمل الجد، وأنهم مستعدون لأي مواجهة، مشيراً إلى أنه مع كل تصعيد تركي هناك نشاط لداعش وخلاياه النائمة في المنطقة، محذراً من أن أي هجوم تركي سيؤدي لعودة التنظيم من جديد، ولذلك يجب على العالم الوقوف بوجه تركيا ومنعها من تنفيذ تهديداتها.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران، عبروا عن رفضهم لأي عملية عسكرية تركية في شمال سوريا، وأنها ستؤدي لكارثة وخلق أزمة نزوح جديدة، وأن مشاكل تركيا الأمنية لا يمكن حلها عبر الطرق العسكرية.
فهل حقاً تركيا باتت مستعدة لشن عمليتها العسكرية في شمال سوريا، والأيام المقبلة سنشهد تحديد “لساعة صفر” جديدة، أم أن تصريحات المسؤول في الرئاسة التركية لا تعدو سوى تصريح إعلامي كالتصريحات السابقة.
إعداد: ربى نجار