وبحسب ما ورد تعرض ميناء اللاذقية السوري لغارة جوية. وتأتي الضربة الجوية في وقت كان وزير الخارجية السوري يختتم زيارته لإيران.
وقد تكون التقارير عن غارة جوية على اللاذقية في سوريا تحولًا رئيسيًا ومغيرًا لقواعد اللعبة لأن الميناء منطقة حساسة ومفتاح للنظام السوري وداعميه في موسكو.
بادئ ذي بدء، تعتبر التقارير عن غارة جوية وقيام سوريا بتفعيل دفاعات جوية سورية في المنطقة من الأحداث النادرة. وتحدثت وسائل إعلام التابع للنظام السوري عن الضربات وزعمت ان الضربة استهدفت حاويات شحن.
وكتب توني بدران، الخبير في شؤون المنطقة، على تويتر “إذا تأكدت أن هذه كانت ضربة إسرائيلية لميناء اللاذقية، فسيكون ذلك خبرًا مهمًا إلى حد ما. في تموز 2013، ورد أن الإسرائيليين ضربوا شحنة من صواريخ ياخونت هناك، ومرة أخرى في تشرين الأول ضربوا صواريخ أخرى معدة لحزب الله”.
وتأتي الضربة الجوية بالتزامن مع اختتام وزير الخارجية السوري زيارته لإيران، وكذلك بالتزامن مع زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي لإيران.
ولم تغط أي وسائل إعلام إيرانية الهجوم، كما لم يكن لدى وسائل الإعلام الروسية الحكومية “تاس” أية تقارير حيال هذه الهجمة.
ونشر موقع الميادين الإعلامي المتعاطف بشكل عام مع إيران وسوريا وحزب الله تقريراً أكثر شمولاً. وأضاف الموقع أن أصوات انفجارات سمعت في أنحاء المدينة. وسمع دوي انفجارات “عنيفة” حوالي الساعة 1:32 صباحا.
وقالت الميادين إن “المعلومات الأولية حول الهجوم الإسرائيلي تشير إلى أن العدوان تم عبر صواريخ إسرائيلية انطلقت من الساحل السوري داخل المياه الإقليمية مستهدفة رصيفاً يحتوي على عدد من الحاويات داخل ميناء مدينة اللاذقية”.
وبحسب هذا التقرير، فإن الروس في قاعدة حميميم الجوية القريبة “أعلنوا أنهم رصدوا 10 هجمات لجبهة النصرة مصدرها شمال غرب سوريا”.
لم يكن من الواضح سبب اختلاط هذا التقرير بالتقرير عن اللاذقية، باستثناء رسم صورة للتنسيق والاتصال المزعوم بين الاثنين.
تراقب روسيا عن كثب ما يحدث في اللاذقية، ففي تشرين الاول، قالت روسيا إن “مسلحين من منطقة خفض التصعيد في إدلب السورية فتحوا النار عدة مرات على مناطق مأهولة بالسكان في اللاذقية وحلب خلال الـ24 ساعة الماضية”، بحسب ما قاله رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا الفريق فلاديمير سافتشينكو للصحفيين.
وأفاد مركز المصالحة الروسي في وقت لاحق أن “أنظمة الحرب الإلكترونية للقاعدة سيطرت على الطائرات بدون طيار وأسقطتها من خلال التشويش على أنظمة القيادة والسيطرة الخاصة بها”، وهذا يدل على أن روسيا لديها دفاعات جوية متطورة في هذا المجال.
وأشارت تقارير سابقة إلى أن إيران سعت أيضًا إلى نقل دفاعات جوية متطورة إلى سوريا، في نيسان 2018، سعت إيران إلى نقل نظامها الثالث خرداد إلى قاعدة T-4 الجوية بالقرب من تدمر. وبحسب ما ورد تم تدمير النظام في غارة جوية في ذلك الشهر.
وأشار تقرير في مركز ألما للبحوث والتعليم بقلم يعكوف لابين في 16 تشرين الثاني إلى أن “إيران تحاول تهريب نظام صواريخ أرض – جو (SAM) إلى سوريا، كجزء من جهودها المستمرة لترسيخ وجودها عسكريًا في البلاد و تحويلها إلى جبهة حرب ضد إسرائيل”.
وبشكل عام، اصبح السياق واضحًا بعد ذلك، حيث وقعت حادثة نادرة للغاية في اللاذقية. هذه منطقة حساسة للغاية بالقرب من القوات الروسية في حميميم وطرطوس. حتى الآن، لم يكن هناك أي رد إعلامي كبير في إيران أو روسيا، الداعمين للنظام السوري.
في الماضي، كان هناك جدل حول الضربات الجوية والحوادث في هذه المنطقة. يمكن أن تُعزى الانفجارات التي سمعت في المنطقة إلى اعتراضات الدفاع الجوي، أو انفجارات ثانوية للذخائر في حاويات، أو الضربات الجوية نفسها.
وسيحدد الوقت ما إذا كانت صور الأقمار الصناعية ومجموعات المعلومات مفتوحة المصدر توفر المزيد من القرائن على ما حدث، أو ما إذا كانت وسائل الإعلام الإقليمية ستقدم المزيد من التقارير.
المصدر: صحيفة الجيروزاليم بوست الاسرائيلية
ترجمة: أوغاريت بوست