يقول محللون بارزون إن الانفراج العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة من شأنه أن يحد من مغامرات تركيا الخارجية، مما يترك لرئيسها “مساحة محدودة للمناورة”.
إذا سار اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء على ما يرام، فقد يكون له أيضًا تداعيات مهمة على دول في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويمكن أن يساعد التفاهم الجديد بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث تدفع موسكو عقوبة “عبورها” الخطوط الحمراء، في حل الصراع السوري وتحقيق الاستقرار في ليبيا، لكن على وجه الخصوص، يمكن أن يوقف مغامرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أشعلت التوترات حول شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال المحلل الدفاعي البارز مايكل كلارك: “القضية الحاسمة حقًا ستكون العلاقات مع أنقرة لأن كل من أمريكا وروسيا لديهما هذه العلاقة الخاصة مع تركيا، أعتقد أن بايدن سيقول لبوتين لا تدع أردوغان يلعب بيننا، وآمل أن يتفهم بوتين ذلك، سيؤدي ذلك إلى جعل الأمور صعبة على أردوغان لأنه يعلم أنه في السابق كان يتنقل بين البلدين ولكن الآن تتقلص مساحة المناورة لديه”.
ووافق توبياس إلوود، السياسي البارز في حزب المحافظين البريطاني، على أن “الوفاق الودي” بين القوى يمكن أن يساعد في حل بعض قضايا الشرق الأوسط، حيث سيكون للشعب السوري أكبر المكاسب من إعادة ضبط العلاقات مع روسيا، حيث يحتمل أن تكون موسكو أكثر قبولًا للتسوية الدائمة.
وقالت الدكتورة لينا خطيب: “إن طلب بايدن للقمة هو إشارة إلى غرور روسيا، والتي يمكن أن تمهد الطريق للمشاركة الأمريكية الروسية المستقبلية بشأن سوريا بما يتجاوز المحادثات على المستوى الوزاري التي كانت تجري خلف أبواب مغلقة، وحدها واشنطن يمكنها توجيه الصراع السوري نحو الحل، إذا كثفت المحادثات الثنائية مع موسكو”.
وعلى الرغم من كونها على طرفي نقيض في سوريا، قالت خطيب، إن كلا البلدين يمكن أن يتنازلا، مع اتباع الولايات المتحدة “نهج الجزرة والعصا والذي سيستفيد من نقاط ضعف روسيا”، وكذلك “الرغبات الروسية”.
ةيمكن القول إن قرار الرئيس بايدن الشروع في القمة بحد ذاته دليل على حنكته السياسية، على الرغم من تدخل روسيا في الانتخابات العامة الأخيرة في الولايات المتحدة، والهجمات السيبرانية الفظيعة، جنبًا إلى جنب مع الاستيلاء على شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، يدرك بايدن أن التواصل هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا، أو على حد تعبير الأستاذ كلارك “القمة أفضل من البديل”.
وفي نظر الشعب الروسي، يرفع الاجتماع رئيسهم إلى مستوى رئيس الولايات المتحدة ويقدم دفعة كبيرة لشعبية السيد بوتين الآخذة في التراجع، وربما يكون هذا هو السبب أيضًا في قيامه بسحب 100 ألف جندي روسي كانوا محتشدين على الحدود الأوكرانية في نيسان / أبريل بعد أن قدم بايدن “جزرة” القمة.
وقال البروفيسور كلارك، إن بايدن يتخذ أيضًا خطوة ذكية في اقتراح الاجتماع من خلال إحياء فكرة “الاحتواء” للحرب الباردة، مضيفا إنه في هذه المرحلة سيضع بعد ذلك “ما ستكون عليه قواعد الطريق للسنوات الـ 8 المقبلة، وبمعنى ما، يحاول بايدن إقناع بوتين باتفاق بشأن ما هو مقبول بالنسبة للغرب”.
من المؤكد أن السيد بايدن محاط بمستشارين خبراء وذوي خبرة يفهمون ما يتعين عليهم تحقيقه وقد يكون التعامل مع روسيا الخطوة الأولى في خطة أكبر.
المصدر: صحيفة ذا ناشيونال الاماراتية
ترجمة: أوغاريت بوست