دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“تحرير الشام” تتمدد في الريف الحلبي عبر فصائل موالية لها.. واستلام وتسليم على “خطوط التماس” مع قسد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بدأت “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” بالتمدد أكثر في مناطق الريف الحلبي الخاضعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني” الموالية لتركيا، وذلك وفق الاتفاق الأخير بين هذه الأطراف تحت رعاية تركية، مع أنباء تحدثت عن تسلم “تحرير الشام” لمناطق جديدة في أرياف منبج وجرابلس وعفرين.

شمال حلب تحت إدارة “الجولاني”

وبعد أيام من الاشتباكات العنيفة وسيطرة “تحرير الشام” على مناطق واسعة كانت خاضعة لسيطرة “الوطني السوري” أجبرت القوات التركية الطرفين المتقاتلين على الجلوس والاتفاق على وقف الاقتتال، وتوصل الطرفان إلى اتفاق ينص على أن تتسلم الهيئة المؤسسات الخدمية والاقتصادية، وتتولى إرساء الأمن في عفرين، وتنشر عناصرها عند المعابر الفاصلة مع مناطق قوات الحكومة السورية وسوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها.

موقف روسيا والولايات المتحدة

تواجد الهيئة في عفرين ومناطق الريف الحلبي، دفعت ببعض الأطراف الدولية المتدخلة في الأزمة السورية كالولايات المتحدة وروسيا للتدخل، حيث هددت الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، بدخول قوات سوريا الديمقراطية إلى عفرين في حال عدم طرد “جبهة النصرة”، وقالت على لسان المتحدث باسم الخارجية نيد برايس أن بلاده تعمل مع الحلفاء لإخراج النصرة من عفرين.

بينما قالت روسيا على لسان المبعوث الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، أن تركيا تريد تحويل “النصرة” إلى معارضة معتدلة، مشددين أن بلاده ستبقى تقاتل “الإرهاب في سوريا” أينما وجدوا، ولن يقبلوا بأن تكون “النصرة معارضة سورية معتدلة”.

كيف ستتصرف تركيا ؟

تركيا رأت أن تعمل على وضع شمال حلب تحت سيطرة جماعات مسلحة موالية للنصرة إلى جانب بقاء مقاتلين للهيئة في هذه المناطق مع تبديل أسماءهم وملابسهم وإظهارهم على أنهم من الفصائل؛ وبهذه الطريقة يمكن الحل في التخلص من الضغوطات الروسية والأمريكية.

وتعتمد تركيا على “تحرير الشام” لتشكيل “جبهة سياسية وعسكرية موحدة” من المعارضة، تكون تحت إدارة وأمرة “أبو محمد الجولاني”، حيث أن النصرة باعتبارها تنظيماً هي أكثر قوة وإداركاً في المجالات السياسية والعسكرية من فصائل “الجيش الوطني”، حيث أن هذه “الجبهة العسكرية والسياسية” ستكون هي التي تفاوض الحكومة السورية في “الحل السياسي”.

“إمارة إسلامية”.. و “النصرة” أصبحت على خطوط التماس مع قسد

وفي حال فشل الجانب السياسي، تكون تركيا قد بنت جسماً عسكرياً قوياً أساسه “جبهة النصرة” وضمان بقاء مناطق الريف الحلبي خارج سيطرة الدولة السورية، وبالتالي استمرار النزاع المسلح على السلطة ومواصلة تواجدها على الأراضي السورية.

كما أن الجانب التركي يرغب بأن تكون “النصرة” و الفصائل الموالية لها هي من تسيطر فعلياً على مناطق الريف الحلبي، وخطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها، وذلك لوقف عمليات التسلل وامكانية استخدامهم بأي هجوم محتمل على مناطق “الإدارة الذاتية” تحت اسم “فصائل المعارضة السورية”.

وحول ذلك نشرت وكالة الأنباء الكردية “هوار” تقريراً تحدثت فيه عن انتشار “لأحرار الشام” التابعة “لتحرير الشام” بدلاً من فصيل “الجبهة الشامية” التابع “للجيش الوطني” في ريف منبج الشمالي والغربي وذلك عبر عملية “استلام وتسليم”.

انتشار مقاتلين “لأحرار الشام” بريف منبج

وبحسب التقرير فإن “تحرير الشام” دخلت إلى 6 قرى بريف منبج، وهي “جطل وعرب حسن الصغير و الحمران و تل علي و الشعيب و الخداديج” إضافة إلى نقاط عسكرية كـَ “قاعدة الياشلي و مزرعة أبو بسمة”، وبذلك فإن “تحرير الشام وأحرار الشام” باتوا هم المسيطرين على خطوط التماس مع “مجلس منبج العسكري” التابع لقسد.

وتقول المصادر أن “السلطان مراد وسمرقند” يتجهزون المنتشرين في غرب منبج، يستعدون لتسليم نقاطهم “لأحرار الشام”، واعتبرت الوكالة أن هذه العملية تهدف لوضع المنطقة تحت سيطرة جبهة النصرة ونقل الهيئة من إدلب تمهيداً لتسليمها لقوات الحكومة السورية، مقابل محاربة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.

قسد حذرت.. والنصرة لاتزال في عفرين

يشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية سبق وأن حذرت قبل أشهر من توزع جديد للفصائل المعارضة التابعة “لتحرير الشام” على خطوط التماس في عفرين وصولاً لريف عين العرب/كوباني و منبج، واعتبرت أن هذه الفصائل قد تستخدم في أي هجوم على مناطقها.

ومع ترويج تركيا ووسائل الإعلام المعارضة بخروج “جبهة النصرة” من عفرين وريف حلب الشمالي وعودتها لإدلب، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “الهيئة” موجودة في عفرين والمناطق التي سيطرت عليها في الريف عبر “جهازها الأمني” و الفصائل المعارضة الموالية لها، نافياً انسحاب الهيئة من عفرين وريفها بشكل قطعي.

إعداد: علي إبراهيم