أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن هناك تحركات للدول الغربية لتحريك المياه الراكدة في الملف السياسي السوري،؛ خاصة مع استمرار الاستفراد بهذا الملف من قبل دول “مسار آستانا” بعد الحرب الروسية الأوكرانية وصب الغرب جل اهتمامه على هذا الصراع.
اجتماعات جديدة.. و “روسيا مسؤولة عن تعطيل الحل في سوريا”
ودعت الولايات المتحدة قبل أيام لاجتماع بين جهات سياسية سورية معارضة ودول غربية وعربية، لبحث الأزمة السياسية السورية، وتوقف عمل اللجنة الدستورية بعد تعطيلها من قبل روسيا، بحسب آرائهم.
وقبل يومين، اجتمعت “هيئة التفاوض السورية المعارضة” مع دول غربية على رأسها “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا” وعربية “كمصر والسعودية وقطر والعراق” إضافة للجامعة العربية، وذلك لبحث الحلول لتحريك الملف السياسي السوري بعد ما وصفوه “بتعطل اللجنة الدستورية” وتحميل روسيا مسؤولية فشل هذا المسار، بعد دعوة موسكو لعدم عقد جلسات اللجنة في سويسرا كونها غير حيادية.
وبحسب المعلومات فإن تركيا تحدثت عن امكانية تغيير مكان انعقاد اللجنة، لكن بشرط أن تكون بدولة يوجد فيها مقر للأمم المتحدة، مما يسقط فرضية عقدها في عمان أو البحرين كما اقترحت موسكو، وبحسب المصادر فإن وفد “هيئة التفاوض” سيختتم مباحثاته الأربعاء بلقاء بيدرسون، وبمشاركة عدد من مبعوثي الدول للخروج بتفاهمات لمواجهة الطلبات الروسية التي يبدو أن موسكو مصرة عليها وفق بيدرسون.
واجتمع وزير الخارجية الروسي لافروف مع المبعوث الأممي بيدرسون في موسكو الخميس الماضي، واتفق الطرفان على دفع العملية السياسية كما نصت قرارات مجلس الامن.
واشنطن تؤكد عدم تطبيعها مع دمشق.. وروسيا مصرة على استبعاد “جنيف”
وعن لقاءاته مع المسؤولين الغربيين، تحدث بدر جاموس “رئيس هيئة التفاوض” أن المبعوث الأمريكي جدد دعم بلاده لحقوق الشعب السوري وأكد رفض التطبيع مع الحكومة السورية، وأشار إلى أن واشنطن تبذل جهدا من أجل تفعيل القرار الدولي 2254 ودفع العملية السياسية إلى الأمام، ولفت إلى أن المحادثات جرت أيضاً لسبل “إسقاط النظام” بحسب قوله.
بدوره علق المبعوث البريطاني الخاص إلى سوريا “جوناثان هارغريفز”، أن المحاولات التي تبذلها بلدان مختلفة للحوار مع الحكومة السورية لم تسفر عن أي فوائد ملموسة ومستدامة، وبحسب ما رآه المبعوث فإن “نظام الأسد يشكل خطراً على السوريين والمنطقة بأسرها” حسب زعمه.
ويبدو أن روسيا مصرة على أن تجعل حل الملف السوري بعيدة عن المسارات الأممية، وحصرها بمسارات “آستانا وسوتشي”، حيث اعتبر مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن صيغة “أستانا” هي “الآلية الدولية الأكثر فاعلية لتحقيق سلام طويل الأمد في سوريا”.
وقال خلال اجتماع مجلس الأمن الاثنين، إن روسيا “مهتمة بإحراز تقدم بشأن التسوية السورية، على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمقررات التي تم اعتمادها في مؤتمر الحوار السوري في سوتشي في العام 2018″، وبما يخص “الدستورية السورية” قال أن موسكو “ستواصل تعزيز عمل اللجنة بشكل متناغم من دون تدخل خارجي”، ولفت إلى المحادثات المثمرة التي جرت بين وزير الخارجية لافروف و بيدرسون في موسكو.
بيدرسون متأسف لعدم إحراز أي تقدم.. والسوريون لا ينتظرون شيئاً من العالم
وبعد لقاءه بلافروف، عبر المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، عن أسفه من عدم إحراز أي تقدم في العملية السياسية على مدى عامين من الهدوء النسبي، وأبدى قلقه المتزايد من العلامات المقلقة للتصعيد العسكري في سوريا وزيادة الضربات على المدنيين، لافتاً إلى الافتقار لتحرك ثابت نحو عملية سياسية في البلاد.
وأكّد على ضرورة أن تتحد الجهود الدبلوماسية المختلفة لخفض التصعيد بغية استعادة الهدوء في جميع أنحاء سوريا، ووقف إطلاق النار، وشدد على “الحاجة إلى عملية سياسية وهو ما نفتقر إليه حالياً”، كاشفاً عن وجود تحديات متزايدة لتطبيق قرار مجلس الأمن “2254” الخاص بسوريا.
وجدّد المبعوث الأممي التزامه في مواصلة العمل بشكل مكثف لحل القضايا واستئناف اللجنة الدستورية في جنيف، وأوضح أن الطريقة الوحيدة لتجنب انهيار خطير آخر في سوريا، هو إعادة توحيد وإصلاح البلد والشعب واستعادة سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها وإنهاء أزمة النزوح والسماح للسوريين برسم مستقبلهم.
ولا ينتظر السوريون من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ودول مسار آستانا، أي جديد، حيال حل الأزمة في بلادهم، حيث وصلوا إلى قناعة أن تلك الأطراف جميعها تبحث عن مصالحها وأجنداتها، وكلهم يتحدثون عن مصلحة الشعب السوري ومستقبله، وهذا نفاق سياسي فهمه السوريون منذ سنوات، بحسب ما تراه أوساط سياسية.
إعداد: علي إبراهيم